من لي برد سوالف الأحقاب

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة من لي برد سوالف الأحقاب لـ السري الرفاء

اقتباس من قصيدة من لي برد سوالف الأحقاب لـ السري الرفاء

مَنْ لي برَدِّ سوالفِ الأحقابِ

ومآربٍ أعيَتْ على الطُلاَّبِ

أتبعْتُها نَفَسَ المحبِّ تضرَّمَتْ

أحشاؤُه لتَفرُّقِ الأحبابِ

أتبعْتُها نَظَرَ المَشُوقِ تجمَّعتْ

زَفَراتُه لتَفرُّقِ الأترابِ

إنَّ الظِّباءَ حَمتْ مراتِعَها الظُّبا

ورَعَتْ سوائمُها أُسودَ الغابِ

من كلِّ سكرَى اللَّحظِ أثمرَ غصنُها

نوعين من وردٍ ومن عُنَّابِ

ريَّا أخَاضَتْنا على ظمإِ الهوى

من وعدِها الممطولِ لَمْعَ سَرابِ

للهِ أعرابيّةٌ غدرَتْ بنا

إنَّ النِّفاقَ سَجِيَّةُ الأعرابِ

حَجَبَت محاسنَها الخيامُ ولو بَدَتْ

كانَ العَفافُ لها أتمَّ حِجابِ

وأحلَّها من قلبِ عاشِقِها الهوى

من وعدِها الممطولِ لَمْعَ سَرابِ

هيهاتَ ما صدَرَتْ عقودُ نسيبِه

عن لوعةٍ كمَنَتْ ولا أوصابِ

لكنَّها فِكَرٌ إذا ما سُومِرَتْ

باتتْ تُفَتِّحُ زَهرَةَ الآدابِ

يَهْنى العواذلَ أنَّه هَجَرَ الصِّبا

أُنف الشَّبابِ مُعَذَّلَ الأصحابِ

لحْظُ الكواعبِ سرَّه فوَجَدْتَه

عَفَّ السَّريرَةِ طاهرَ الأثوابِ

كم قُلْنَ لمَّا قامَ في مِحرابِه

سِيَّانِ أنتَ ودُميةُ المِحرابِ

يا حُسْنَ ما خَلَعَتْ على أعطافِه

أيدي الصِّبا وأو زانَه بتصابي

إنَّ الوعيدَ ثَناه عن آرائِه

حتى تجنَّبَ مُونِقَ الآدابِ

الآنَ قَصَّرَتِ النَّوائبُ فاغتدَتْ

بِنَدى الأميرِ كليلةَ الأنيابِ

سَفَرَتْ لنا من رأيه وحُسامِه

عن ضوْءِ صُبْحٍ مُسْفرٍ وشِهابِ

مَلِكٌ عُقودُ الحمدِ مِلْءُ يمينِه

ونَداه ملءُ حقائبِ الطُّلاَّبِ

شفَعَ النَّدى لعُفاتِه بنَدىً كما

شفَعَ الرَّبيعُ سَحابةً بسَحابِ

وعَفا فردَّ البِيضَ في أغمادِها

وسَطا فَعلَّ متونَها بخِضابِ

وجَرى فبينَ مقصِّرٍ عن شأوِه

متخلِّفٍ عنه وآخرَ كابي

شيَّدتَ مجدَكَ فاعْمَلَنْ بمهذَّبٍ

بينَ القبائلِ والشُّعوبِ لُبابِ

وَنَصَبَتْ نفسَك للنبيِّ وآلِه

حتى شَفَيْتَهُمُ من الطُّلاُّبِ

فأعزَّ نصرَكَ منهمُ باقي الهُدَى

وأذلَّ عنه بقيَّةَ الأحزابِ

نَزَلوا فِناكَ مُخضبَّينَ أَعِزَّةً

ما بين رَحبِ خلائقٍ ورِحابِ

فكأنما حَلُّوا بيثربَ منه أو

نَزَلوا بمكةَ في رُبىً وهِضابِ

فَاسْلَمْ أبا حَسَنٍ ليومِ مَكارمٍ

وُطْفٍ سحائبُها ويومِ عِقابِ

لم تَنْضُ أثوابَ الصيِّامِ مُودّشعاً

حتى كساكَ الفِطْرُ ثَوبَ ثَوابِ

فَاسْعَدْ بعيدٍ عادَ كوكبُ سَعْدِه

طَلْقَ الضِّياءِ مؤكَّدَ الأسبابِ

وتَحلَّها نظْمَ اللسانِ وإنما

نَظْمُ اللّسانِ فرائدُ الألبابِ

لو صافَحَت سَمْعَ الوليدِ جَثَا لَها

أرسومُ دارٍ أم سُطورُ كتابِ

بل لو تأمَّلَها ابنُ أوسٍ لم يَقُلْ

لو أنَّ دهراً رَدَّ رَجْعَ جوابي

شرح ومعاني كلمات قصيدة من لي برد سوالف الأحقاب

قصيدة من لي برد سوالف الأحقاب لـ السري الرفاء وعدد أبياتها ثلاثة و ثلاثون.

عن السري الرفاء

السرّي بن أحمد بن السرّي الكندي أبو الحسن. شاعر أديب من أهل الموصل، كان في صباه يرفو ويطرز في دكان له، فعرف بالرفاء ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد سيف الدولة بحلب، فمدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد. ومدح جماعة من الوزراء والأعيان، ونفق شعره إلى أن تصدى له الخالديان، وكانت بينه، وبينهما مهاجاة فآذياه وأبعداه عن مجالس الكبراء. فضاقت دنياه واضطر للعمل في الوراقة (النسخ والتجليد) ، فجلس يورق شعره ويبيعه، ثم نسخ لغيره بالأجرة. وركبه الدين، ومات ببغداد على تلك الحال. وكان عذب الألفاظ، مفتناً في التشبيهات ولم يكن له رواء ولا منظر. من كتبه (ديوان شعره ط) ، و (المحب والمحبوب والمشموم والمشروب - خ) .[١]

تعريف السري الرفاء في ويكيبيديا

أبو الحسن السري بن أحمد بن السري الكندي الرفاء الموصلي شاعر مشهور؛ كان في صباه يرفو ويطرز (يعمل خياطا) في دكان بالموصل ولذا سمي بالرفاء أي الخياط، وهو مع ذلك يتولع بالأدب وينظم الشعر، ولم يزل حتى جاد شعره ومهر فيه، وقصد سيف الدولة الحمداني بحلب ومدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد ومدح الوزير المهلبي وجماعة من رؤساء المدينة، وانتشر شعره وراج. وكانت بينه وبين أبي بكر محمد وأبي عثمان سعيد ابني هاشم الخالديين الموصليين الشاعرين المشهورين معاداة فادعى عليهما سرقة شعره وشعر غيره. وكان السري مغرى بكتابة ديوان أبي الفتح كشاجم الشاعر المشهور، وهو إذ ذاك ريحان الأدب بتلك البلاد فكان يقوم بدس أحسن شعر الخالديين فيما يكتبه من شعر كشاجم، ليزيد في حجم ما ينسخه وينفق سوقه ويغلي سعره ويشنع بذلك عليهما ويغض منهما ويظهر مصداق قوله في سرقتهما، فمن هذه الجهة وقعت في بعض النسخ من ديوان كشاجم زيادات ليست في الأصول المشهورة. وكان شاعرا مطبوعا عذب الألفاظ مليح المأخذ كثير الافتنان في التشبيهات والأوصاف، ولم يكن له رواء ولا منظر، ولا يحسن من العلوم غير قول الشعر، وقد عمل شعره قبل وفاته نحو 300 ورقة، ثم زاد بعد ذلك، وقد عمله بعض المحدثين الأدباء على حروف المعجم. ومن شعر السري أبيات يذكر فيها صناعته، فمنها قوله:

وللسري المذكور ديوان شعر كله جيد، وله كتاب المحب والمحبوب والمشموم والمشروب وكتاب الديرة. وكانت وفاته في العقد السابع من القرن الرابع الهجري ببغداد كما قال الخطيب البغدادي في تاريخه حوالي عام 366 هـ / 976م.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. السري الرفّاء - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي