من قال إن الدهر ليس يعود

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة من قال إن الدهر ليس يعود لـ ناصيف اليازجي

اقتباس من قصيدة من قال إن الدهر ليس يعود لـ ناصيف اليازجي

مَن قالَ إنَّ الدَّهرَ ليسَ يعودُ

هذا زمانٌ عادَ وَهْوَ جَديدُ

قد عادَ نابليونُ بعدَ زوالهِ

فكأنَّ ذلكَ بَعْثُهُ المَوعودُ

يا مَن يقولُ لرِمَّةٍ في لَحدِهِ

إنَّ السَّعيدَ كما عَلِمْتَ سعيدُ

هذا خليفتُهُ الذي أحيا الوَرَى

أحياكِ حتى اخضَرَّ منكِ العُودُ

يا قائماً فوقَ العَمُودِ بشخصهِ

عَلَماً وأنتَ على العَمُودِ عَمُودُ

أبدَيتَ رسمَ لويسَ في الدُّنيا كما

أبدى لكَ الاسكندرُ المعهودُ

لا تُفقَدُ الدُّنيا لفَقْدِ عزيزِها

ما دامَ يخلُفُ مَيْتها المَولودُ

تتجدَّدُ الأشخاصُ فيها مثلما

يُفرَى القضيبُ فينبُتُ الأُملودُ

ذَهَبَ الذي كانت بقَبْضةِ كَفِهِ الدْ

دُنيا وأشرَافُ البلادِ جنودُ

إرثُ العبادِ المالُ لكنْ إرثُهُ

تاجٌ وسيفٌ قاطِعٌ وبُنُودُ

قد نالَ تاجَ المُلكِ من هو أهلُهُ

شَرْعاً وكلُّ العالمينَ شُهودُ

وأقامَ في بُرجِ الخِلافةِ كوكباً

بضيائهِ انجَلَتِ اللَّيالي السُّودُ

راعتْ شَجاعتُهُ الكُماةَ فما دَرَوا

أفُؤادُهُ أقسَى أمِ الجُلمودُ

غَلَبَتْ عزيمتُهُ العَزائِمَ مثلما

غَلَبَ الطَّوالعَ نجمُهُ المَسعودُ

أهدَاهُ حِكمتَهُ سليمانُ الحِجَى

وحَباهُ صفوَ فؤادِهِ داودُ

قامتْ بمصلَحةِ البلادِ يمينهُ

وهي التِّي منها يفيضُ الجودُ

كالبحرِ قد صَلُحَ الفسادُ بمِلحِهِ

واُصطِيدَ منهُ اللؤلؤُ المنضودُ

قُطْبٌ عليهِ الأرضُ دائرةٌ كما

يختارُ فَهْيَ تدورُ كيفَ يُريدُ

فَضَّاضُ مُشكلةِ الملوكِ برأيهِ

وبهِ يُحَلُّ عسيرُها المعقودُ

جَبَلٌ على باريسَ قامَ فأطبَقتْ

في جانبيهِ من الرِّجالِ أُسودُ

يُجنَى جَناهُ ويُستَظَلُّ بِظِلِّهِ

أبداً ولكن ما إليهِ صُعودُ

مَلِكٌ أذَلَّ المالَ وهوَ جَواهرٌ

وأعزَّ نصلَ السَّيفِ وهو حديدُ

بَسْطٌ وقبضٌ في يديهِ فيُرتَجَى

وعدٌ لهُ ويُخافُ منهُ وَعِيدُ

دانَتْ لِهَيْبتهِ كتائبُ دولةٍ

دانتْ لهيبتِها المُلوكُ الصيِّدُ

قومٌ إذا تَركَ الغُمودَ نِصالُهم

فكأنَّ أسيافَ العُدَاةِ غُمودُ

يغزو القبائلَ ذكرُهم قبلَ اللِّقا

فيَفُلُّ عَزْمَ الجيشِ وَهْوَ بعيدُ

وإذا همُ اعتَنقوا الكُماةَ تَلاحَموا

مثلَ الحُروفِ يضُمُّها التَّشديدُ

هُوَ قَيْصرُ العَصْرِ الذي من دونِهِ

كِسرَى الذي ضاقتْ عليهِ البيدُ

لسعودِهِ الفَلَكُ المُسخَّرُ خادِمٌ

ولَوجْههِ القَمَرُ المنيرُ حَسودُ

ملِكٌ لدولتهِ العظيمةِ هيبةٌ

تهتزُّ منها الأرضُ وهيَ تَميدُ

في الغربِ طالعةٌ سحائبُ جيشها

ولها بروقٌ عندَنا ورُعودُ

حَمَلتْ رُبَى لبنانَ منها مِنَّةً

مِثْلَ الجِبالِ على الجِبالِ تزيدُ

سالت بنعمتِها البِطاحُ فأخصَبَتْ

وجرَى عليها ظِلُّها المَمْدودُ

حيا الصَّبا أزْهارَها فتبسَّمتْ

ومن النَّدَى في جِيدهِنَّ عُقودُ

رَقَصتْ حمائمُها وصَفَّقَ دَوْحُها

فأجابَهُنَّ من الهَزَازِ نشيدُ

هذا هُوَ المَلِكُ السَّعيدُ وإنَّنا

نِلنا السَّعادةَ حيث نَحنُ عبيدُ

للنَّاسِ منهُ كلَّ يومٍ بَهجةٌ

في المَكرُماتِ فكلَّ يومٍ عيدُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة من قال إن الدهر ليس يعود

قصيدة من قال إن الدهر ليس يعود لـ ناصيف اليازجي وعدد أبياتها سبعة و ثلاثون.

عن ناصيف اليازجي

ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط. شاعر من كبار الأدباء في عصره، أصله من حمص (سورية) ومولده في كفر شيما بلبنان ووفاته ببيروت. استخدمه الأمير بشير الشهابي في أعماله الكتابية نحو 12سنة، انقطع بعدها للتأليف والتدريس في بعض مدارس بيروت وتوفي بها. له كتب منها: (مجمع البحرين -ط) مقامات، (فصل الخطاب -ط) في قواعد اللغة العربية، و (الجوهر الفرد -ط) في فن الصرف وغيرها. وله، ثلاثة دواوين شعرية سماها (النبذة الأولى -ط) و (نفحة الريحان -ط) و (ثالث القمرين -ط) .[١]

تعريف ناصيف اليازجي في ويكيبيديا

ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط بن سعد اليازجي (25 مارس 1800 - 8 فبراير 1871)، أديب وشاعر لبناني ولد في قرية كفر شيما، من قرى الساحل اللبناني في 25 آذار سنة 1800 م في أسرة اليازجي التي نبغ كثير من أفرادها في الفكر والأدب، وأصله من حمص. لعب دوراً كبيراً في إعادة استخدام اللغة الفصحى بين العرب في القرن التاسع عشر، عمل لدى الأسرة الشهابية كاتباً وشارك في أول ترجمة الإنجيل والعهد القديم إلى العربية في العصر الحديث. درّس في بيروت.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ناصيف اليازجي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي