من عذيري والدمع جار سخين

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة من عذيري والدمع جار سخين لـ خليل مطران

اقتباس من قصيدة من عذيري والدمع جار سخين لـ خليل مطران

مَنْ عَذِيِرِي وَالدَّمْعُ جَارٍ سَخِينُ

إِنَّ جُرْحَ النَّوَى لَجُرْحٌ ثَخِينُ

فَقَدْ خَيْرِ الصِّحَابِ أَوْدَى بِصَبْرِي

وَأَرَانِي التَّبْرِيحَ كيْفَ يَكُونُ

يَا حَبِيباً عَلَيْهِ فُؤَادِي

وَفُؤَادِي بِمَنْ يُحِبُّ ضَنِينُ

كيْفَ فَارَقْتَهُ وَلَمْ يَتَفَطَّرْ

جَزَعاً ذَلِكَ المُصَابُ الحَزِينُ

لا وَحَقِّ الَّذِي أَمَاتَكَ تَحْيَا

وَلَكَ الحُبُّ فِيهِ وَالتَّمْكِينُ

وَيَرَى صَحْبُكَ الأُولَى بِنْتَ عَنْهُمْ

رُوحَكَ الحَيَّ فِي حِلىً لا تَبينُ

إِنَّ بِالشَّرْقِ بَعْدَ سَرْكِيسَ شَجْواً

شَرقَتْ بِالدِّمَاءِ مِنْهُ الجُفُونُ

فَلَّ مِنْ غَرْبِ مِصْرَ أَنْ يَتَوَلَّى

خِلُّهَا البَرُّ وَالوَلِيُّ الأَمِينُ

دَمِيَتْ مُهْجَةُ الشَّآمِ وَسَالَتْ

بِالصَّفَا فِي لُبْنَانَ مِنْهُ العُيُونُ

لِمُرِيدِي سَرْكِيسَ فِي آخِرَ المَعْ

مُورِ نَوْحٌ مُرَدَّدُ وَأَنِينُ

كُلُّ قُطْرٍ لِلْعُرْبِ فِيهِ مَقَامٌ

أَوْ مَقَالٌ لَهُ بِهِ تَأْبِينُ

وَبِأَغْلَى فَريدِهِ وَحِلاهُ

جَادَ فِي مَدْحِهِ اللِّسَانُ المُبِينُ

ذَاكَ حَقٌّ لَهُ عَلَى نَاطِقِي الضَّا

دِ وَمَنْ بِالوَفَاءِ مِنْهُمْ يَدِينُ

عَجَبٌ أَنْ خَبَا الشِّهَابُ وَأَنْ أَعْ

قَبَ ذَاكَ الحَرَاكِ هَذَا السُّكُونُ

كَانَ مِلْءَ الحَيَاةِ فَهْيَ وَقَدْ وَلَّ

ى فَرَاغٌ تُحَسُّ فِيهِ المَنُونُ

أَوْقَعَ الذُّعْرَ حَيْنُهُ فِي نُفُوسٍ

خِلْنَ مَنْ ذَاكَ عَزْمُهُ لا يَحِينُ

يَا فَخَارَ البَيَانِ مَاذَا دَهَاهُ

فَهُوَ اليَوْمَ خَاشِعٌ مُسْتَكِينُ

يَتَلَقَّى الخُطُوبَ غَيْرَ أَبِيٍّ

وَعَلَى نَفْسِهِ يَكَادُ يَهُونُ

كيْفَ يَنْسَى سِنِينَ أَعْزَزْتَ فِيهَا

شَأْنَهُ فَوْقَ مَا تُعِزُّ الشُّؤونُ

إِذْ أَثَرْتَ الحَرْبَ العَوَانَ عَلَى البَغْ

يِ وَكُلُّ لَهُ عَلَيْكَ مُعِينُ

فَتَرَامَى بَحْراً وَبَرّاً بِكَ النَّفْ

يُ وَورَاتْكَ بِالحِجَابِ السُّجُونُ

وَبَلَوْتَ الشَّقَاءَ مِنْ كُلِّ لَوْنٍ

مَا بِهِ رَحْمَةٌ وَمَا بِكَ لِينُ

شَدَّ فِي السِّيرَةِ الَّتِي سِرْتَ مَا عَا

نَيْتَ مِمَّا تَرْتَاعُ مِنْهُ الظُّنُونُ

مِحَنٌ تَنْسِفُ العَزَائِمَ فِي الأبْ

طَالِ نَسْفاً لَوْ أَنَّهُنَّ حُصُونُ

إِنَّمَا صَانَكَ الثَّبَاتُ عَلَى رَأْ

يٍ تُفَدِّيهِ وَالثَّبَاتُ يَصُونُ

وَصَحِيحُ اليَقِينِ لَوْ صَلَى النَّا

ر عَذَاباً مَا اعْتَلَّ مِنْهُ اليَقِينُ

ذَاكَ دَرْسٌ أَلْفَيْتَهُ وَسيَبْقَى

عِظَةَ النَّاسِ مَا تَمُرُّ القُرُونُ

كَمْ فَتىً فِيكَ يَا حَمِيدَ السَّجَايَا

فَقَدْ البَأْسُ وَالنَّدَى وَالدِّينُ

كُنْتَ شَمْلاً مِنَ الصِّفَاتِ جَمِيعاً

فَتَوَلَّتْ تِلْكَ الصَّفَاتُ العُيُونُ

فَقَدْ الفَاقِدُونَ حُرّاً صَرِيحاً

مَا لَهُ فِي طِبَاعِهِ تَلْوِينُ

وَخَدِيناً عَلَى اخْتِلافِ اللَّيَالِي

لا يُجَارِيهِ فِي الوَلاءِ خَدِينُ

وَصَدِيقاً فِي وُدِّهِ لا يُدَاجِي

وَصَدُوقاً بِعَهْدِهِ لا يَمِينُ

وَنَدِيماً حَدِيثُهُ طُرَفٌ لا

تَتَنَاهَى أَلْطَافُهَا وَشُجُونُ

يُورِدُ النَّادِرَاتِ أَظْرَفَ إِي

رَادٍ وَيَعْدُو أَخَفَهُنَّ المُجُونُ

وَأَدِيباً إذَا تَقَضَّتْ فُنُونٌ

مِنْ إِجَادَاتِهِ تَلْتَهَا فُنُونُ

يُؤْثِرُ السَّهْلَ فِي الكَلامِ وَلِلْ

جَزْلِ مَتَى تَدْعُهُ البَلاغَةُ حِينُ

تَطْفِرُ البَادِرَاتُ مِنْ نَبْعِهِ العَذْ

بِ وَفِي المُسْتَقَرِّ فِكْرٌ رَصِينُ

ظَاهِرُ القَوْلِ قَدْ يُرَى نَزِقاً وَالرَّ

أْيُ فِي غَوْرِهِ البَعِيدِ رَزِينُ

هُوَ لِلنَّاظِرِينَ نُورٌ مُبِينٌ

وَهُوَ لِلوَارِدِينَ مَاءٌ مَعِينُ

مَا تَرَانِي مُعِدِّداً مِنْ صِفَاتٍ

كُلُّهَا يُكْرِمُ الفَتَى وَيَزِينُ

كَانَ سَركِيسُ فِي الصَّحَافَةِ إِنْ قَا

مَتْ صِعَابٌ يَرُوضُهَا فَتَهُونُ

كُلَّ يَوْمٍ يَأْتِي بِسِحْرٍ حَلالٍ

قَدْ حَلا فِيهِ لِلْعُقُولِ الفُتُونُ

فَهَوَى إِذْ هَوَى شِهَابٌ مُنِيرٌ

مِنْ بَنِيهَا وَانْهَدَّ رُكْنٌ رَكِينُ

ضَمَّ مِنْ شَمْلِهِمْ أَسَاهُمْ عَلَيْهِ

وَإِلَى الرُّشْدِ يَرْجِعُ المَحْزُونُ

فَلْنحَيِّ النِّقَابَةَ اليَوْمَ قَامَتْ

وَلَهَا عِنْدَ قَبْرِهِ تَكْوِينُ

كَانَ سَركِيسُ عَالِيَ النَّفْسِ لا يَشْ

كُو وَيُشْكِي مَا اسْطَاعَ مَنْ يَسْتَعِينُ

كَانَ سَركِيسُ يَمْنَحُ العُذْرَ إِلاَّ

مَنْ أَتَى بَاغِياً أُمُوراً تَشِينُ

كَانَ إِنْ تَدْعُهُ المُرُوءةُ لَبَّ

اهَا وَمَسْعَاهُ بِالنَّجَاحِ ضَمِينُ

كَانَ سَمْحاً يَجْنِي القَلِيلَ وَلَكِنْ

فِيهِ فَضْلٌ يُصِيبُهُ المِسْكِينُ

لا يُبَالِي شُحَّ السَّحَابِ عَلَيْهِ

وَعَلَى غَيرِهِ السَّحَابُ هَتُونُ

كَانَ فِي أَهْلِهِ وَهُمْ خَيْرُ أَهْلٍ

نِعْمَ رَبُّ الحِمَى القَرِينُ

لَهُمُ مِنْ هُدَاهُ نَجْمٌ مُضِيءٌ

وَلَهُمْ مِنْ نَدَاهُ كَنْزُ ثَمِينُ

عَادَ حُبُّ البَنِينَ فِي ذَلِكَ المُرْ

شِدِ لِلْعَالَمِينَ وَهْوَ جُنُونُ

إِنْ تَوَارَوْا فِي دَارِةِ الدَّارِ عَنْهُ

جَدَّ شَوْقٌ بِهِ وَلَجَّ حَنِينُ

أَيُّ عَذْبِ الخِطَابِ حُلْوِ المَعَانِي

رُزْئَتْهُ أَسْمَاعُهُمْ وَالعُيُونُ

كيْفَ يَسْلُونَهُ وَفِي كُلِّ أُفْقٍ

لِحَدِيثٍ عَنْهُ صَدى وَرَنِينُ

إِيهِ سَرْكِيسُ إِنْ بَكَيْنَا فَإِنْ البَ

اقِيَ الحُزْنُ وَالسُّرُورُ الظَّعِينُ

لا عَلَى الذَّاهِبِينَ لَكِنْ عَلَيْنَا

حِينَ يَمْضُونَ تَسْتَدِرُّ الشُّؤُونُ

مِصْرُ قَامَتْ كُنْتَ بِالرُّوحِ تَفْتَدِيهَا وَمَا

مَنْ يَفْتَدِيهَا بِرُوحِهِ مَغْبُونُ

لَمْ يَضِعْ رَاحِلٌ وَفِي نَفْسِ كُلٍّ

مِنْ بَنِيهَا لَهُ قَرَارٌ مَكِينُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة من عذيري والدمع جار سخين

قصيدة من عذيري والدمع جار سخين لـ خليل مطران وعدد أبياتها ستون.

عن خليل مطران

خليل بن عبده بن يوسف مطران. شاعر، غواص على المعاني، من كبار الكتاب، له اشتغال بالتاريخ والترجمة. ولد في بعلبك (بلبنان) وتعلم بالمدرسة البطريركية ببيروت، وسكن مصر، فتولى تحرير جريدة الأهرام بضع سنين. ثم أنشأ "المجلة المصرية" وبعدها جريدة الجوائب المصرية يومية ناصر بها مصطفى كامل باشا في حركته الوطنية واستمرّت أربع سنين. وترجم عدة كتب ولقب بشاعر القطرين، وكان يشبّه بالأخطل، بين حافظ وشوقي. وشبهه المنفلوطي بابن الرومي في تقديمه العتابة بالمعاني وبالألفاظ كان غزير العلم بالأدبين الفرنسي والعربي، رقيق الطبع، ودوداً، مسالماً له (ديوان شعر - ط) أربعة أجزاء توفي بالقاهرة.[١]

تعريف خليل مطران في ويكيبيديا

خليل مُطران «شاعر القطرين» (1 يوليو 1872 - 1 يونيو 1949) شاعر لبناني شهير عاش معظم حياته في مصر. عرف بغوصه في المعاني وجمعه بين الثقافة العربية والأجنبية، كما كان من كبار الكتاب، عمل بالتاريخ والترجمة، يشبّه بالأخطل بين حافظ وشوقي، كما شبهه المنفلوطي بابن الرومي. عرف مطران بغزارة علمه وإلهامه بالأدب الفرنسي والعربي، هذا بالإضافة لرقة طبعه ومسالمته وهو الشيء الذي انعكس على أشعاره، أُطلق عليه لقب «شاعر القطرين» ويقصد بهما مصر ولبنان، وبعد وفاة حافظ وشوقي أطلقوا عليه لقب «شاعر الأقطار العربية». دعا مطران إلى التجديد في الأدب والشعر العربي فكان أحد الرواد الذين أخرجوا الشعر العربي من أغراضه التقليدية والبدوية إلى أغراض حديثة تتناسب مع العصر، مع الحفاظ على أصول اللغة والتعبير، كما أدخل الشعر القصصي والتصويري للأدب العربي.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. خليل مطران - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي