منتهى الطلب من أشعار العرب/جابر بن حني

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

جابر بن حني

جابر بن حني - منتهى الطلب من أشعار العرب

جابر بن حني وقال جابر بن حنيٍّ التّغلبي، وهي مفضلية، وقرأتها على شيخي ابن الخشاب:

ألا يا لقومٍ للجديدِ المصَرَّمِ

وللحلمِ بعدَ الزّلّة المتوهَّمِ

وللمرءِ يعتادُ الصَّبابةَ بعدما

أتى دُونَها ما فرْطُ حولٍ مجرَّمِ

فيا دارَ سلمَى بالصَّرِيمةِ فاللّوَى

إلى مدفعِ القيْقياءِ فالمتثلَّمِ

ظللتُ على عرفانِها ضيْفَ قفزةٍ

لأقضِيَ منها حاجةَ المتلوِّمِ

أقامتْ بها بالصَّيْفِ ثمَّ تذكَّرتْ

مصائرَها بينَ الجواءِ فعيهَمِ

تعوِّجُ رهباً في الزِّمامِ وتنثنِي

إلى مُهذباتٍ في وشيجٍ مقوَّمِ

أنافتْ وزافَتْ في الزِّمامِ كأنَّها

إلى غرْضِها أجْلادُ هرٍّ مؤوَّمِ

إذا زالَ رعنٌ عن يدَيْها ونحرِها

بدا رأسُ رعنٍ واردٍ متقدِّمِ

وصدَّتْ عنِ الماءِ الرَّواء لجوفِها

دويٌّ كدُفِّ القينةِ المُترنمٌ

تصعَّدُ في بطحاءِ عرقٍ كأنَّما

ترقَّى إلى أعلى أريكٍ بسلَّم

لِتعلبَ أبكي إذْ أثارتْ رماحُها

غوائلَ شرٍّ بينَها متثلِّمِ

وكانوا همُ البانينَ قبلَ اختلافهمْ

ومنْ لا يشِدْ بنيانَهُ يتهدَّمِ

بحيٍّ ككوثلِّ السَّفينةِ أمرهُمْ

إلى سلفٍ عادٍ إذا احتلَّ مرزمِ

أنفتُ لهمْ من عقْلِ قيْسٍ ومرثدٍ

إذا وردُوا ماءً ورمحِ ابن مرثَمِ

ويوماً لدَى الحشّار من يلْوِ حقَّهُ

يبزبزْ وينزعْ ثوبهُ ويظَلَّمِ

وفي كلِّ أسواقِ الحجازِ إتاوةٌ

وفي كلِّ ما باع امرؤٌ مكْس درهمِ

ألا تستَحِي منّا ملوكٌ وتتَّقي

محارمَنا لا يَبُؤ الدَّمُ بالدَّمِ

نعاطِي الملوكَ السَّلمَ ما قصدوا بنا

وليسَ علينا قتْلُهُمْ بمُحّرَّمِ

وكائنْ أزَرْنا الموتَ من ذي تحيَّةٍ

إذا ما ازْدَرانا أو آسفَّ لمأثَمِ

وقدْ زعمتْ بهراءُ أنَّ رماحَنا

رماحُ نصارى لا تخوضُ إلى الدَّمِ

فيومَ الكلابِ قد أزالَتْ رماحُنا

شُرحبيلَ إذ آلى أليَّةَ مقسمِ

ليستلبنَّ أدراعَنا فأزالَهُ

أبو حنشٍ عن ظهرِ شقّاءَ صلْدمِ

تناولَهُ بالرُّمْحِ ثمَّ ثنى بهِ

فخرَّ صريعاً لليدَينِ وللفمِ

وكان معادِينا تهرُّ كلابُهُ

مخافَةَ جمعٍ ذِي زُهاءٍ عرمرَمِ

يرَى النّاسُ منّا جلدَ أسْودَ سالخٍ

وفروةَ ضِرغامٍ من الأسْدِ ضيغَمِ

^

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي