منتهى الطلب من أشعار العرب/الحارث بن جحدر

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

الحارث بن جحدر

الحارث بن جحدر - منتهى الطلب من أشعار العرب

الحارث بن جحدر وقال الحارث بن جحدرٍ الحضرميّ ثمَّ الصدفيّ:

أتهجرُ أمْ لا اليومَ من أنتَ عاشقهْ

ومن أنتَ مشتاقٌ إليهِ وشائقُهْ

ومن أنتَ طولَ الدَّهرِ ذكرُ فؤادهِ

ومن أنتَ في صرمِ الخلائقِ وامقهْ

ورئمٍ أحمِّ المقلتينِ موشَّحٍ

زرابيُّهُ مبثوثةٌ ونمارقهْ

أغنَّ غضيضِ الطَّرفِ عذبٍ رضابهُ

تُعلَّلُ بالمسكِ الذَّكيِّ مفارقهْ

بذلتُ لشيخيهِ التِّلادَ فنلتهُ

وما كدتُ حتَّى سافَ مالي أوافقهْ

وغيثٍ من الوسميِّ أسحجَ فارتوى

من الماءِ حتَّى ضاقَ بالماءِ طالقهْ

أجشَّ دجوجيٍّ إذا جادَ جودةً

على البيدِ أوفى واتلأبَّتْ دوافقهْ

ملثٍّ فُويقَ الأرضِ دانٍ كأنَّهُ

دجى اللَّيلِ أرسى يفحصُ الأرضَ وادقهْ

هزيمٍ يسحُّ الماءَ عن كلِّ فيقةٍ

مرنٍّ كثيرٍ رعدهُ وبوارقهْ

إذا جلَّلتْ أعجازهُ الرِّيحُ جلجلتْ

تواليهِ رعداً فاستهلَّتْ رواتقهْ

إذا ما بكى شجواً تحيَّرَ مسمحٍ

على الجوفِ حتَّى تتلئبَّ سوابقهْ

فأقلعَ عن مثلِ الرِّحالِ ترى به

خناظيلَ أهمالٍ تجولُ حزائقهْ

إذا أنفدتْ بقلَ الرَّبيعِ وماءهُ

تذكَّر سلسالَ الفراتِ نواهقهْ

وسربِ ظباءٍ ترتعي ظاهرَ الحمى

إلى الجوِّ فالخَبتينِ بيضٍ عقايقهْ

مجلجلةِ الأصواتِ أُدمٍ كأنَّها

مكاكيكُ كسرى شوِّفتْ وأبارقهْ

حماشِ الشَّوى نُجلِ العيونِ سوانقٍ

من البقلِ حورٍ أحسنَ الخلقَ خالقهْ

ذعرتُ بمقوَرِّ اللِّياطِ مصنَّعٍ

ممرٍّ كصدرِ الرُّمحِ عادٍ نواهقهْ

أقولُ لفتلاءِ المرافقِ سمحةٍ

وللَّيلِ كسرٌ يضبعُ البيدَ غاسقهْ

تضمَّنتِ همِّي فاستقيمي وشمِّري

على لاحبٍ تُنضي المطيَّ أسالقهْ

وسيري إلى خيرِ الأنامِ وروِّعي

بلادكِ أنَّ الدَّهرَ جمٌّ بوائقهْ

إلى الأكرمينَ الأمجدينَ أولي النُّهى

بني مالكٍ ضخمٍ عظيمٍ سرادقهْ

بني الحارث الخير بن عمرو بن آكل ال

مُرارِ الذي لا يرهبُ البخلَ طارقهْ

لهمْ جبلٌ يعلو الجبالَ مشيَّدٌ

أشمٌّ رفيعٌ يحسرُ الطَّرفَ شاهقهْ

وما علمتْ في النَّاسِ طرّاً قبيلةٌ

لها المجدُ إلاَّ مجدُ كندةَ فائقهْ

وما من حمًى في النّاسِ إلاَّ حمًى لنا

وإلا لنا غربيُّهُ ومشارقهْ

أتعلمُ أنَّ الصِّدقَ في القولِ واضحٌ

أما إنَّ خيرَ القولَ في النَّاسِ صادقهْ

وما من فتًى في النّاسِ إلاَّ يسوقهُ

إلى الموتِ يومٌ لا محالةَ سائقهْ

لهُ أجلٌ ساعٍ لهُ لا مؤخِّراً

إذا جاءَ محتوماً ولا هو سابقهْ

وكلُّ فتًى يوماً وإن ضنَّ رغبةً

بصاحبهِ لا بدَّ يوماً مفارقهْ

^

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي