مقامك للقصاد كهف وملجأ

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة مقامك للقصاد كهف وملجأ لـ ابن فركون

اقتباس من قصيدة مقامك للقصاد كهف وملجأ لـ ابن فركون

مقامُكَ للقصّادِ كهْفٌ وملْجأُ

وللآمِلِ المحْتاجِ ورْدٌ مهَنَّأُ

وَجُودُكَ بحْرٌ للعُفاةِ فإنْ جرَتْ

بهِمْ سُفُنُ الأطْماعِ بابُكَ مرْفأُ

وَواللهِ ما أدْري ووجْهُكَ لائِحٌ

أنُورُ الضحى أمْ نورُهُ يتلألأُ

إذا استَفْتحَ المُدّاحُ يوماً كلامَهمْ

فكلٌّ بما تُبدي سُعودُكَ يبْدأُ

ولاحَتْ لدين اللهِ منكَ مخايِلٌ

تدُلُّ على النّصْرِ العَزيز وتُنبئُ

كذلكَ سُحْبُ الأفْقِ يُرْجَى انْسِكابُها

إذا ما استَنارَ البارِقُ المُتلألئُ

إذا لم يَلُحْ بدْر الدُّجُنّةِ مُشْرقاً

فوجْهُكَ أهْدَى منهُ نوراً وأضْوأُ

وإنْ بخِلَ الغيثُ المُلِثُّ بجودِه

فجودُك آفاقَ البسيطةِ يمْلأُ

فلا قُطْرَ إلا وهو يبْغيكَ مالِكاً

ولا قَطْرَ إلا عن سحابِكَ ينْشأُ

فنورُ الهُدَى للمُجْتَلي غيْرُ آفِلٍ

ونارُ القِرَى للمُجْتَدي ليسَ تخْبأُ

إذا ذُكِر الموْلَى الخليفَةُ يوسُفٌ

به يُختَمُ الذّكْرُ الجميلُ ويُبْدأُ

وحسْبُ مُجيدِ النّظمِ والنثْرِ أنّهُ

يُقَصّرُ فيما يستجيدُ ويُنْشِئُ

لأنّ أبا الحجّاجِ مَولايَ حُجّةٌ

إذا عُدِّدَ الأعْلامُ فهْوَ المبدأُ

إذا احتفلَتْ هالاتُ أفْقٍ فإنّها

لمَجْلِسهِ منها المِهادُ المُوَطّأُ

ومنْ ذا يبالي بالهواجِرِ تلتَظي

ونائِلُهُ يرْوي إذا هيَ تُظْمِئُ

يُنادي نَداهُ والظّلالُ مُريحَةٌ

ألا أوْرِدوا ما شِئتُمُ وتهنّأوا

ومنْ أنْحَلتْهُ صحَّ هذا بوعْدِها

فبالنّاصرِ الموْلَى يصِحُّ ويَبْرأُ

تخُطُّ اليَدُ الغَرّاءُ منها علامَةً

يُقبّلُها وهوَ الوَجيهُ المهَنّأُ

هو المَلِكُ الأرْضَى الذي عَزماتُه

بها كُلُّ قصْدٍ ناجحٍ يتهيّأُ

يَصولُ ومَشْحوذُ النّصالِ كأنّها

تذودُ عنِ الأرْجاءِ مَنْ يتجرّأُ

وبالسّعْدِ قبْلَ السيفِ إنْ شهِدَ الوغَى

يكُفُّ عن الدّين الحنيفِ ويدْرأُ

فيرتاحُ فيها الرّمْحُ والروْعُ عابِسٌ

ويخطُبُ فيها السّيفُ والخَطْبُ يفْجَأُ

به في ثبات العَزْمِ والحزْمِ يُقْتَدى

إذا تخْفِقُ الرّاياتُ حيناً وتهْدأُ

مُجاهَدةُ الأنصارِ قامَ بعبئِها

هُمامٌ بأمْلاكِ العِدَى ليسَ يعْبأُ

رأى المصطفَى من سَعْدِهِمْ أنّ نَجْلَهُ

بمكّةَ يغْني عن كثير ويُجْزِئُ

كفَى بكتابِ اللهِ مَدحاً لأسرةٍ

بطَيْبَةَ منهُم طابَ أصْلٌ ومنْشأُ

وإنّ كِتابَ اللهِ جلّ جَلالُهُ

لهُ قولُ صدقٍ من مُحالٍ مُبرّأُ

إذا الخزْرَجُ الأعْلون عُدّدَ فضْلُهُم

فمَن عامِرٌ أو مَن سُلَيْمٌ وطيّئُ

أمَولايَ لا يأتي بوصفكَ شاعرٌ

ولوْ أنهُ الطّائيُّ والمُتنبِّئُ

وكيفَ يَرومُ الحمدَ والمدحَ كاتِبٌ

وذِكرُك يُتْلَى في الكِتابِ ويُقْرأُ

ولكنّ يا مولايَ أمرُكَ نافذٌ

فَما بالُه في مطْلبِ العَبْدِ يُبْطِئُ

إذا لم يؤمِّلْ منْ جَنابِكَ مَلجَأً

إلى أيْنَ يا مَوْلَى الخلائِفِ يلْجأُ

ولم يجْنِ من روْضِ المُنَى زهْرَ رِفْدِهِ

فأيَّ ظِلالٍ للنّدَى يتفيّأُ

وسهْمُ رَجائِي صائبٌ كُلّما رَمَى

به المدْحُ فاعْجَبْ كيفَ يرْمي ويُخْطئُ

نوالك عذْبٌ للوُرودِ وكُلُّ مَنْ

يؤَمِّلُهُ عن ورْدِهِ لا يُحَلَّأُ

وما راقَ منّي النظْمُ إلا لأنهُ

ببَحْرِ نَوالٍ من يَمينكَ لُؤلُؤُ

بَقيتَ لدين الله تنصُرُ أهْلَهُ

وتحفَظُهُم من كلّ خطبٍ وتكْلأُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة مقامك للقصاد كهف وملجأ

قصيدة مقامك للقصاد كهف وملجأ لـ ابن فركون وعدد أبياتها سبعة و ثلاثون.

عن ابن فركون

هـ / 1379 - 1417 م أبو الحسين بن أحمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن هشام القرشي. شاعر، هو ابن أحمد بن فركون أحد تلاميذ ابن الخطيب ومن خاصته. وقد ورث شاعرنا عن أبيه الذكاء الحاد والنبوغ المبكر، وقال الشعر صغيراً ولا يعرف له اسم سوى كنيته أبو الحسين. وكان ينظر في شبابه إلى العمل في ديوان الإنشاء، وقد حصل له ما أراد بعمله في كتاب المقام العلي. ولما بويع يوسف الثالث مدحه ، فنال عنده الحظوة، وغدا شاعره المختص المؤرخ لأيامه بشعره وأصبح ابن فركون بفضل منصبه وأدبه مرموقاً في المجتمع الغرناطي.[١]

تعريف ابن فركون في ويكيبيديا

ابن فركون هو أبو الحسين بن أحمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن هشام القرشي، المعروف بابن فـُركون، وأبو الحسين اسمه لا كنيّـته، و( ابن فُركون ) شهرته وشهرة أبيه أحمد وعمّه أبي الطاهر وجدّه سليمان وجدّ أبيه أحمد قاضي الجماعة، وبنو فُركون هؤلاء أصلهم من ألمرية.وكان انتقال جدّ الأسرة أحمد بن محمد إلى غرناطة وولايته قضاء الجماعة فيها بداية لشهرة هذه الأسرة ومشاركة عدد من أعلامها في الحياة السياسية والعلمية والأدبية بمملكة بني نصر، وكان أبو الحسين كاتب سرّ يوسف الثالث وشاعر دولته ومؤرخ أيامه. ولد أبو الحسين حوالي 781هـ بغرناطة، ونشأ في حِجر والده القاضي الأديب ودرس على أعلام العلم بالحضرة النّصرية يومئذ، وبعد أن أكمل دراساته واستكمل أدواته دخل ديوان الإنشاء النّصري في عهد محمد السابع من عام 808هـ وترقّى في عهد يوسف الثالث، فكلّفه أول الأمر في عام 811هـ بتنفيذ النفقات المخصّصة للغزاة والمجاهدين المتطوعين، ثمّ اختاره لتولّي كتابة سرّه عام 814هـ، وظلّ في هذا المنصب إلى وفاة يوسف الثالث عام 820هـ، وبعد هذا التاريخ لا يُعرَف شيءٌ، وأغلب الظنّ أنه أصيب في غمرة الفتن التي حصلت بعد وفاة يوسف الثالث . وترك لنا آثارا شعرية تتمثّل أولا في ديوانه الذي وصل إلينا السّفر الثاني منه، وثانيا في المجموع الشعري الكبير المسمّى «مظهر النور الباصر في أمداح الملك الناصر».[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن فركون - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي