مقامات الحريري/المقدمة

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

المقدمة

المقدمة - مقامات الحريري

ثاني كتب المقامات شهرة وأجلها أثراً، لم يلق واحد منها ما لقيه من عناية العلماء به، وتنافسِ الأمراء باقتناء نسخه. قال حاجي خليفة: كتاب لا يحتاج إلى تعريف لشهرته، وقد قال الزمخشري في مدحه وهو من معاصري الحريري:أقســـــــم بالله وآياته ومشعر الحج وميقاتهأن الحريري حريٌّ بأن نَكتُبَ بالتبر مقاماتهوهو الكتاب الرابع من كتب المقامات حسب التسلسل التاريخي، وأولها: مقامات بديع الزمان، وثانيها: مقامات أبي النصر عبد العزيز بن عمر السعدي المتوفى سنة 405هـ وثالثها: مقامات ابن تاقيا عبد الله بن محمد المتوفى سنة 485هـ ورابعها: مقامات الحريري. ويضم خمسين مقامة، على غرار مقامات بديع الزمان، جعل الحريري بطلها الحارث بن همام البصري، وهو اسم بلا مسمى، وراويها أبا زيد السروجي وهو شخصية حقيقية، ورد البصرة وكان شيخاً بليغاً وسحر الناس بفصاحته في مسجد بني حرام وهو يسألهم أن يعينوه في فك ولده من أسر الروم. قال الحريري: فاجتمع عندي فضلاء وأخبروني بما سمعوه وتعجبوا منه، فأنشأت المقامة الحرامية، ثم بنيت عليها سائر المقامات. قال ابن الجوزي: وعرض المقامة الحرامية على الوزير أنوشروان فاستحسنها وأمر أن يضيف إليها ما شاكلها فأتمها خمسين مقامة. وعثر ابن خلكان سنة 676هـ على نسخة منها بخط الحريري، وقرأ فيها أنه ألفها للوزير جلال الدين ابن صدقة، وذلك مخالف لما أثبته في ترجمته للحريري من أنه ألفها للوزير أنوشروان بن خالد القاشاني: وزير المسترشد العباسي. ولها شروح كثيرة جداً، عدَّ منها حاجي خليفة أربعين شرحاً ونص على أن أجودها شروح أبي العباس الشريشي المتوفى سنة 619هـ، وأضخمهاشرح ابن الساعي البغدادي المتوفى سنة 674هـ وهو في خمسة وعشرين مجلداً، وأقدمها: شرح أبي سعيد الحلي تلميذ الحريري، وقد قرأ شرحه عليه. ومما ألف فيه (لغة المقامات الحريرية) لأحمد المنيف الدمشقي. طبع الكتاب لأول مرة في كلكتة من سنة 1809 إلى 1812م، ثم في باريس سنة 1822هـ بعناية (دي ساسي) مع شروح منتخبة، وفي (لايبسك) سنة 1836 وفي بولاق 1288هـ. وننوه هنا إلى ما ذهب إليه رفاعة الطهطاوي من أن فينيلون الفرنسي استفاد كثيراً من مقامات الحريري في كتابه (مواقع الأفلاك في وقائع تيلماك) الذي قام الطهطاوي بترجمته إلى العربية سنة 1849م. انظر مجلة العرب (س3 ص777). وفيها إشارة إلى مقامات علي مبارك، التي سماها باسم بطلها (علم الدين).

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي