معاد من الأيام تعذيبنا بها

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة معاد من الأيام تعذيبنا بها لـ البحتري

اقتباس من قصيدة معاد من الأيام تعذيبنا بها لـ البحتري

مُعادٌ مِنَ الأَيّامِ تَعذيبُنا بِها

وَإِبعادُها بِالإِلفِ بَعدَ اِقتِرابِها

وَما تَملَأُ الآماقَ مِن فَيضِ عَبرَةٍ

وَلَيسَ الهَوى البادي لِفَيضِ اِنسِكابِها

غَوى رَأيُ نَفسٍ لا تَرى أَنَّ وَجدَها

بِتِلكَ الغَواني شُقَّةٌ مِن عَذابِها

وَحَظُّكَ مِن لَيلى وَلا حَظَّ عِندَها

سِوى صَدِّها مِن غادَةٍ وَاِجتِنابِها

يُفاوِتُ مِن تَأليفِ شَعبي وَشَعبِها

تَناهي شَبابي وَاِبتِداءُ شَبابِها

عَسى بِكَ أَن تَدنو مِنَ الوَصلِ بَعدَما

تَباعَدتَ مِن أَسبابِهِ وَعَسى بِها

هِيَ الشَمسُ إِلّا أَنَّ شَمساً تَكَشَّفَت

لِمُبصِرِها وَأَنَّها في ثِيابِها

مَتى تَستَزِد فَضلاً مِنَ العُمرِ تَغتَرِف

بِسَجلَيكَ مِن شُهدِ الخُطوبِ وَصابِها

تُشَذِّبُنا الدُنيا بِأَخفَضِ سَعيِها

وَغَولُ الأَفاعي بَلَّةٌ مِن لُعابِها

يُسَرُّ بِعُمرانِ الدِيارِ مُضَلَّلُ

وَعُمرانُها مُستَأنَفٌ مِن خَرابِها

وَلَم أَرتَضِ الدُنيا أَوانَ مَجيئِها

فَكَيفَ اِرتِضائيها أَوانَ ذَهابِها

أَقولُ لِمَكذوبٍ عَنِ الدَهرِ زاغَ عَن

تَخَيُّرِ آراءِ الحِجا وَانتِخابِها

سَيُرديكَ أَو يُتويكَ أَنَّكَ مُخلِسٌ

إِلى شُقَّةٍ يُبليكَ بُعدُ مَآبِها

وَهَل أَنتَ في مَرموسَةٍ طالَ أَخذُها

مِنَ الأَرضِ إِلّا حَفنَةٌ مِن تُرابِها

تُدِلُّ بِمِصرٍ وَالحَوادِثُ تَهتَدي

لِمِصرٍ إِذا ما نَقَّبَت عَن جَنابِها

وَما أَنتَ فيها بِالوَليدِ بنِ مُصعَبٍ

زَمانَ يُعَنّيهِ اِرتِياضُ صِعابِها

وَلا كَسِنانِ بنِ المُشَلَّلِ عِندَما

بَنى هَرَمَيها مِن حِجارَةِ لابِها

مُلوكٌ تَوَلّى صاعِدٌ إِرثَ فَخرِها

وَشارَكَها في مُعلِياتِ اِنتِسابِها

رَعى مَجدَها عَن أَن يَضيعَ سَوامُهُ

وَحِفظُ عُلا الماضينَ مِثلُ اِكتِسابِها

أَكانَت لِأَيدي المَخلَدِيّينَ شِركَةٌ

مَعَ الغادِياتِ في مَخيلِ سَحابِها

تَزِلُّ العَطايا عَن تَعَلّي أَكُفِّهِم

زَليلَ السُيولِ عَن تَعَلّي شِعابِها

إِذا السَنَةُ الشَهباءُ أَكدَت تَعاوَروا

سُيوفَ القِرى فيهِنَّ شِبعُ سِغابِها

يَمُدّونَ أَنفاسَ الظِلالِ عَلَيهِمُ

بِأَبنِيَةٍ تَعلو سُموكَ قِبابِها

فَكَم فَرَّجوا مِن كُربَةٍ وَتَغَوَّلَت

مَشاهِدُهُم مِن طَخيَةٍ وَضَبابِها

بِمَلمومَةٍ تَحتَ العَجاجِ مُضيئَةٍ

تَحوزُ الأَعادي خَطفَةٌ مِن عُقابِها

وَأَبطالِ هَيجٍ في اِصفِرارِ بُنودِها

ضُروبُ المَنايا وَاِبيِضاضُ حِرابِها

تُرَشِّحُها نَجرانُ في كُلِّ مَأزِقٍ

كَما رَشَّحَت خَفّانُ آسادَ غابِها

أَرى الكُفرَ وَالإِنعامَ قَد مَثَّلا لَنا

إِباقَ رِجالٍ رِقُّهُ في رِقابِها

فَكَم آمِلٍ قَد عَضَّ كَفّاً نَدامَةً

عَلى العَكسِ مِن آمالِهِ وَاِنقِلابِها

فَإِمّا قَنِعتُم بِالأَباطيلِ فَاِربَعوا

عَلى صَرِّها أَوحادَكُم وَاِختِلابِها

إِذا اللَهُ أَعطاهُ اِعتِلاءَةَ قُدرَةٍ

بَكَت شَجوَها أَو عُزِّيَت عَن مُصابِها

إِذا مَذحِجٌ أَجرَت إِلى نَهجِ سُؤدَدٍ

فَهَمّيكَ مِن دَأبِ المَساعي وَدابِها

كُنينا وَأُمِّرنا وَغُنمُ يَدَيكَ في

تَرادُفِ أَيّامِ العُلا وَاِعتِقابِها

وَما زالَتِ الأَذواءُ فينا وَكَونُها

لِحَيٍّ سِوانا مِن أَشَقِّ اِغتِرابِها

وَجَدنا المُعَلّى كَالمُعَلّى وَفَوزِهِ

بِغُنمِ القِداحِ وَاِحتِيازِ رِغابِها

وَفي جودِهِ بِالبَحرِ وَالبَحرُ لَو رَمى

إِلى ساعَةٍ مِن جودِهِ ما وَفى بِها

عَقيدُ المَعالي ما وَنَت في طِلابِهِ

لِتَعلَقَهُ وَلا وَنى في طِلابِها

تَناهى العِدى عَنهُ وَرُبَّتَ قَولَةٍ

أَباها عَلى البادي حِذارَ جَوابِها

إِذا طَمِعَ الساعونَ أَن يَلحَقوا بِهِ

تَمَهَّلَ قابَ العَينِ أَو فَوتَ قابِها

إِذا ما تَراءَتهُ العَشيرَةُ طالِعاً

عَلَيها جَلَت ظَلماءَها بِشِهابِها

وَإِن أَنهَضَتهُ كافِئاً في مُلِمَّةٍ

مِنَ الدَهرِ سَلَّت سَيفَها مِن قِرابِها

إِذا اِصطَحَبَت آلاؤُهُ غَطَّتِ الرُبى

وَحُسنُ اللَآلي زائِدٌ في اِصطِحابِها

وَما حَظَرَ المَعروفَ إيصادُ ضَيقَةٍ

مِنَ الدَهرِ إِلّا كُنتَ فاتِحَ بابِها

أَبا صالِحٍ لا زِلتَ والِيَ صالِحٍ

مِنَ العَيشِ وَالأَعداءُ تَشجى بِما بِها

شرح ومعاني كلمات قصيدة معاد من الأيام تعذيبنا بها

قصيدة معاد من الأيام تعذيبنا بها لـ البحتري وعدد أبياتها أربعة و أربعون.

عن البحتري

هـ / 821 - 897 م الوليد بن عبيد بن يحيى الطائي أبو عبادة . شاعر كبير، يقال لشعره سلاسل الذهب، وهو أحد الثلاثة الذين كانوا أشعر أبناء عصرهم، المتنبي وأبو تمام والبحتري، قيل لأبي العلاء المعري: أي الثلاثة أشعر؟ فقال: المتنبي وأبو تمام حكيمان وإنما الشاعر البحتري. وأفاد مرجوليوث في دائرة المعارف أن النقاد الغربيين يرون البحتري أقل فطنة من المتنبي وأوفر شاعرية من أبي تمام. ولد بنمنبج بين حلب والفرات ورحل إلى العراق فاتصل بجماعة من الخلفاء أولهم المتوكل العباسي وتوفي بمنبج. له كتاب الحماسة، على مثال حماسة أبي تمام.[١]

تعريف البحتري في ويكيبيديا

البُحْتُري (204 هجري - 280 هجري)؛ واسمه أبو عبادة الوليد بن عبيد بن يحيى التنوخي الطائي، أحد أشهر الشعراء العرب في العصر العباسي.يقال لشعره سلاسل الذهب، وهو أحد الثلاثة الذين كانوا أشهر أبناء عصرهم، المتنبي وأبو تمام والبحتري، قيل لأبي العلاء المعري: أي الثلاثة أشعر؟ فقال: المتنبي وأبو تمام حكيمان وإنما الشاعر البحتري. ولد في منبج إلى الشمال الشرقي من حلب في سوريا. ظهرت موهبته الشعرية منذ صغره. انتقل إلى حمص ليعرض شعره على أبي تمام، الذي وجهه وأرشده إلى ما يجب أن يتبعه في شعره. كان شاعرًا في بلاط الخلفاء: المتوكل والمنتصر والمستعين والمعتز بن المتوكل، كما كانت له صلات وثيقة مع وزراء في الدولة العباسية وغيرهم من الولاة والأمراء وقادة الجيوش. بقي على صلة وثيقة بمنبج وظل يزورها حتى وفاته. خلف ديوانًا ضخمًا، أكثر ما فيه في المديح وأقله في الرثاء والهجاء. وله أيضًا قصائد في الفخر والعتاب والاعتذار والحكمة والوصف والغزل. كان مصورًا بارعًا، ومن أشهر قصائده تلك التي يصف فيها إيوان كسرى والربيع. حكى عنه: القاضي المحاملي، والصولي، وأبو الميمون راشد، وعبد الله بن جعفر بن درستويه النحوي. وعاش سبع وسبعين سنة. ونظمه في أعلى الذروة. وقد اجتمع بأبي تمام، وأراه شعره، فأعجب به، وقال: أنت أمير الشعر بعدي. قال: فسررت بقوله. وقال المبرد: أنشدنا شاعر دهره، ونسيج وحده، أبو عبادة البحتري. وقيل: كان في صباه يمدح أصحاب البصل والبقل. وقيل: أنشد أبا تمام قصيدة له، فقال: نعيت إلي نفسي ومعنى كلمة البحتري في اللغة العربية: قصير القامة.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. البحتري - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي