مصاب مصر مصاب العالم العربي

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة مصاب مصر مصاب العالم العربي لـ خليل مطران

اقتباس من قصيدة مصاب مصر مصاب العالم العربي لـ خليل مطران

مُصَابُ مِصْرَ مُصَابُ العَالَمِ العَرَبِي

هَلْ مَدْمَعٌ فِي رُبُوعِ الضَّادِ لَمْ يَصُبِ

أَيْنَ الزَّعِيمَةُ كَانَتْ لِلْفِدَى مَثَلاً

بِالجُهْدِ وَالمَالِ أَوْ بِالنَّفْسِ إِنْ يَجِبِ

فَقَدْ تَفَرَّدَتِ بِالأَفْعَالِ بَاهِرَةً

كَمَا تَفَرَّدْتِ بِالأَقْوَالِ وَالخُطَبِ

إِنْ حُزتِ أَعْلَى وِسَامٍ لِلْكَمَالِ فَفِي

كُلِّ القُلُوبِ لَكِ العُلْيَا مِنَ الرُّتَبِ

وَفِي اتِّحَادِ النِّسَاءِ العَالمِي أَمَا

خَلا لَكِ الصَّدْرُ عَنْ حُبٍّ وَعَنْ رَغَبِ

نَفَحْتِ عَنْ مِصْرَ فِي إِبَانِ ثَوْرَتِهَا

وَلَمْ يُرَوِّعْكِ بَأْسُ الجَحْفَلِ اللَّجِبِ

وَفِي جِهَادِكِ لَمْ تَأْلِي مُرَاعِيَة

مَا لِلعُرُوبَةِ مِنْ إِصْرٍ وَمِنْ نَسَبِ

تُؤَيِّدِينَ الَّذِينَ اسْتَبْسَلُوا فَحَمَوْا

أَوْطَانَهَا بِرِمَاحِ الخَطِّ وَالقُضُبِ

فِي كُلِّ مَرْحَلَةٍ تَابَعْتِ وَثْبَتَهُمْ

وَالعَوْنُ يَتْبَعُ مِنْكَ العَونَ عَنْ كَثَبِ

وَهَل فِلَسْطِينُ تَنْسَى مَا بَذَلْتِ لَهَا

فَيمَا تُعَانِيهِ مِنْ حَرْبٍ وَمِنْ حَرَبِ

إِلَى نِهَايَةِ مَا فِي الجِسْمِ مِنْ رَمَقٍ

كَافَحْتِ فِي جَلَدٍ عَنْهَا وَفِي دَأَبِ

غَالَيْتِ فِيمًا تَقَاضَيْتِ الحَيَاةَ وَمَا

شَكَوْتِ مِنْ سَأَمٍ يَوْماً وَلاَ نَصَبِ

وَقَدْ أَبَيْتِ إِذَا دَاعِي السَّلاَمِ دَعَا

إِلاَّ الشَّهَادَةَ وَالأَعْدَاءُ لَمْ تَغِبِ

كَائِنْ جَهِدْتِ لإنْصَافِ الشُّعوبِ وَكِمْ

شَهِدْتِ مُؤْتَمَراً فِي كُلِّ مُغْتَرَبِ

سِلاَحُكِ الحَقُّ إِنْ أَلْقَى أَشِعَّتَهُ

هَوَتْ أَبَاطِيلُهُمْ رَأْسَاً عَلَى عَقِبِ

وَهَلْ سَلامٌ إِذَا لَمْ تُنْتَصَفْ أُمَمٌ

أَغْلَى مَرَافِقِهَا نَهْبٌ لِمُنْتَهِبِ

وَهَلْ يُقَالُ إِخَاءٌ والسَّبِيلُ دَمٌ

وَالصّدْقُ تُغْشَاهُ أَلْوَانٌ مِنَ الكَذِبِ

أَمَا رِسَالَتُكِ المُثْلَى فَمَا بَرِحَتْ

كَمَا بَدَأْتِ بِهَا مَوْصُولَةَ السَّبَبِ

مَاذَا صَنَعْتِ لإِنْصَافِ النِّسَاءِ وَكَمْ

دَفَعْتِ عَنْهُنَّ مِنْ كَيْدٍ وَمِنْ رِيَبِ

هَلْ يَسْلَمُ الشَّعْبُ وَالشَّطْرُ الوَلُودُ بِهِ

مِنَ الإِمَاءِ وَهَلْ يَنْجُو مِنَ العَطَبِ

حَرَّرْتِهِنًَّ بِرَغْمِ الكَاشِحِينَ وَمَنْ

يَسْعَى بِعزْمِكِ لَمْ يُخْفِقْ وَلَمْ يَخِبِ

وَكَانَ خَيْرَ اتِّحَادٍ مَا جَمَعْتِ بِهِ

مِنْ نَابِهَاتِ الغَوَانِي نُخْبَةَ النُّجَبِ

مُؤَسَّسَاتُكِ لَوْ عُدَّتْ وَلَوْ وُصِفَتْ

لَمَا انْتَهَى عَجَبٌ إِلاَّ إِلَى عَجَبِ

آيَاتُ عَصْرٍ جَدِيدٍ لِلرُّقِيِّ يَرَى

مُسْتَقْبَلُ الشَّعْبِ فِيهَا كُلُّ مُرْتَقِبِ

بِهَا تُعَدُّ البَنَاتُ الصَّالِحَاتُ لَهُ

وَالأُمَّهَاتُ لِجِيلٍ عَامِلٍ دَرِبِ

مَاذا صَنَعْتِ وَلَمْ تُخْطِئْكِ مَأْثِرَةٌ

لِلْعِلْمِ وَالفَنِّ وَالأَخْلاَقِ والأَدَبِ

ظَلَّتْ رِحَابُكِ دَهْراً لاَ يُلِمُّ بِهَا

رَاجٍ عَلى دَهْرِهِ نَصْراً وَلَمْ يُجَبِ

وَكَمْ أَعَنْتِ صَنَاعاً في صِنَاعَتِهِ

وَكَمْ نَشَرْتِ مِنَ الأَسْفَارِ وَ الكُتُبِ

يَؤُمُّهَا بِالأَمَانِي العُفَاةُ وَمَا

يَنْأَى عَنِ الخَيْرِ مِنْهَا كُلُّ مُقْتَرِبِ

زَعِيمَةَ النَّهْضَةِ الكُبْرَى بَلَغْتِ بِهَا

مَا عَزَّ قَبْلَكِ أَنْ يُرْجَى مِنَ الأَرَبِ

لَمْ تَذْخَرِي دُونَهَا شَيْئَاً يُضَنُّ بِهِ

مِنْ طِيبِ عِيْشٍ وَمِنْ جَاهٍ وَمِنْ نَشَبِ

فَألْقَيْ ثَوَابَكِ فِي الجَنَاتِ نَاعِمَةً

مَنْ يُقْرِضِ اللهَ مَا اَقْرَضْتِهِ يُثَب

مُحَمَّدُ اسْلَمْ لِقَوْمٍ مِنْ مَفَاخِرِهِمْ

إِنْجَابُ مِثْلِكَ فِي الصُّيَابَة النُّجُبِ

جَلَّ الَّذِي أَكْمَلَ الأَخْلاَقَ فِيكَ بِمَا

زَكَا مِنَ النَّسَبِ الوَضَّاحِ وَالحَسَبِ

وَأَنْتِ يَا بُنَ دُومِي وَلْيَدُمْ بِكُمَا

مَجْدٌ إِلى خَيْرِ أُمٍّ يُعْتَزَى وَأَبِ

صُونِي اتِّحَاداً تَوَلَّتْهُ هُدَى فَغَدَا

قُطْباً لَهُ شَأْنُهُ فِي نَهْضَةِ العَرَبِ

وَمَا لِمِصْرَ وَلِلجَارَاتِ مِنْ صِلَةٍ

تُعِزُّهَا كَنِظَامِ الشَّمْسِ والشُّهُبِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة مصاب مصر مصاب العالم العربي

قصيدة مصاب مصر مصاب العالم العربي لـ خليل مطران وعدد أبياتها سبعة و ثلاثون.

عن خليل مطران

خليل بن عبده بن يوسف مطران. شاعر، غواص على المعاني، من كبار الكتاب، له اشتغال بالتاريخ والترجمة. ولد في بعلبك (بلبنان) وتعلم بالمدرسة البطريركية ببيروت، وسكن مصر، فتولى تحرير جريدة الأهرام بضع سنين. ثم أنشأ "المجلة المصرية" وبعدها جريدة الجوائب المصرية يومية ناصر بها مصطفى كامل باشا في حركته الوطنية واستمرّت أربع سنين. وترجم عدة كتب ولقب بشاعر القطرين، وكان يشبّه بالأخطل، بين حافظ وشوقي. وشبهه المنفلوطي بابن الرومي في تقديمه العتابة بالمعاني وبالألفاظ كان غزير العلم بالأدبين الفرنسي والعربي، رقيق الطبع، ودوداً، مسالماً له (ديوان شعر - ط) أربعة أجزاء توفي بالقاهرة.[١]

تعريف خليل مطران في ويكيبيديا

خليل مُطران «شاعر القطرين» (1 يوليو 1872 - 1 يونيو 1949) شاعر لبناني شهير عاش معظم حياته في مصر. عرف بغوصه في المعاني وجمعه بين الثقافة العربية والأجنبية، كما كان من كبار الكتاب، عمل بالتاريخ والترجمة، يشبّه بالأخطل بين حافظ وشوقي، كما شبهه المنفلوطي بابن الرومي. عرف مطران بغزارة علمه وإلهامه بالأدب الفرنسي والعربي، هذا بالإضافة لرقة طبعه ومسالمته وهو الشيء الذي انعكس على أشعاره، أُطلق عليه لقب «شاعر القطرين» ويقصد بهما مصر ولبنان، وبعد وفاة حافظ وشوقي أطلقوا عليه لقب «شاعر الأقطار العربية». دعا مطران إلى التجديد في الأدب والشعر العربي فكان أحد الرواد الذين أخرجوا الشعر العربي من أغراضه التقليدية والبدوية إلى أغراض حديثة تتناسب مع العصر، مع الحفاظ على أصول اللغة والتعبير، كما أدخل الشعر القصصي والتصويري للأدب العربي.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. خليل مطران - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي