مصاب فرحت منه الجفون

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة مصاب فرحت منه الجفون لـ المطران جرمانوس

اقتباس من قصيدة مصاب فرحت منه الجفون لـ المطران جرمانوس

مُصابٌ فُرّحت مِنهُ الجُفونُ

وَاجرت فَيضَ مدمعها العُيونُ

وَاضرمَ من زِنادِ الحُزن ناراً

فَما لشبوبها أَبَداً سكونُ

فَلَّما بَدا شَهماً غَيوراً مكافحاً

وَسَهماً لِصَدِّ الضدِّ في كل هجمةِ

فَما كُنا نَخالُ بانَّ داراً

محصنةً تُفاجئها المنونُ

وَتخطفُ مِن ذراها خير نجلٍ

وَفيها اسكندر الرُكن الحَصينُ

فَلَو سُلِبَت جِياد الخَيل مِنها

أَو المالُ المذخرُ وَالرقينُ

لَما كُنا نبالي أَو نُغالي

وَلَكن سَلبها درٌّ ثَمينُ

عَلى جرجِ المفدّى طالَ نوحٌ

وَاروى رمسهُ دَمعٌ سَخينُ

بكاهُ بَنو التوبني بَل بكتهُ ال

نَجابةُ وَالنَباهةُ وَالفُنونُ

ذوي غصن النقافي رَوضِ عزٍّ

وَفي بَيروت هَل تَذوي الغُصونُ

يَنابيعُ الرَخا وَالطب فيها

وَقاطنها مِن البَلوى مَصونُ

فَأنّي استخلصت مِنا المَنايا

حَسيباً حَولهُ حرَسٌ حصونُ

عَلى سنِّ الصِبا حاكى رِجالاً

لعمرك لَو ترجّل مَن يَكونُ

وَاهلاً لاكليلٍ معدٍّ لناجِحٍ

وَمجدٍ سَماويٍّ وَاسنى تحيَّةِ

قَضى في العَشرِ مَن أَبهى سَنيهِ

وَباقيها لِباكيهِ شُجونُ

أَلا يا مَوتُ كَيفَ قَصفتَ غُصناً

وَكانَ لِروضة العليا يَزينُ

أَلا يا مَوتُ كَيفَ قَسوتَ قَلباً

أَلَيسَ لجرجِ والدةٌ حَنونُ

فَكَيفَ ثكلتها مِن غَيرِ ذَنبٍ

جنتهُ وَلا بَدا مِنها مُجونُ

أَلم تشفق عَلى حملٍ وَديعٍ

وَكانَ اعزّ مَن حملت بُطونُ

مَضى يَصطاف في عاليهِ شَهراً

وَظَنَّ بانها المَثوى الأَمينُ

فَراشت مِن أَعاليها سِهاماً

وَكانَ لحتفهِ مِنها كَمينُ

فَلا تَحمي القُصور بِها مُلوكاً

وَلا الآسادُ يَحميها العرينُ

إِذا لَم يَصرع الغادي بنبلٍ

فَلَيسَ يَفوتهُ الداءُ الدفينُ

قَضاءُ المَوتِ حكمٌ مستبدٌّ

بسطوَتِهِ يَهين وَلا يَهونُ

في ملكهِ اضحى الأَمانُ مُخيَّماً

وبظّلِ شوكِتهِ الحَمامُ اِستَنسَرا

دَعاهُ المجازي في زَمانٍ مورخٍ

هلمَّ شهيٌّ رِث نَعيمي بِصَفوةِ

فَكلُّ مَركبٍ يَنحلُّ طَبعاً

فَعنصر أَصلِهِ ماءٌ وَطينُ

وَلا يَرضاهُ إِلّا مَن أَتاهُ

عَلى صغرٍ كَخيزورٍ يَلينُ

تَأَسَّ ايا أَباهُ وَكفَّ دَمعاً

فَإِن اللَه معواضٌ أَمينُ

لَهُ اختارَ المُهيمنُ وَارتضاهُ

فَلَم يَرَ في صِباه ما يَشينُ

تَرعرع بِالتُقى وَرَعى حُقوقاً

وَكانَ لِوالديهِ يَستكينُ

برقةِ طَبعهِ حاكي مَلاكاً

يَطيعُ فَلا يَغشُّ وَلا يَمينُ

وَلا خانَ الزَمان بِنَكثِ عَهدٍ

وَلَكن خانَهُ الدَهرُ الخؤونُ

وَغادرَ آلهُ حَسرى حزانى

لَهم في كلِّ مَأدبةٍ أَنينُ

وَفي سوقِ المراثي أَرخوهُ

فَتىً لِغيابِهِ راجَ الحَنينُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة مصاب فرحت منه الجفون

قصيدة مصاب فرحت منه الجفون لـ المطران جرمانوس وعدد أبياتها خمسة و ثلاثون.

عن المطران جرمانوس

المطران جرمانوس

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي