متى بلغت مذ قط أرض إلى سما

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة متى بلغت مذ قط أرض إلى سما لـ القاضي الفاضل

اقتباس من قصيدة متى بلغت مذ قط أرض إلى سما لـ القاضي الفاضل

مَتى بَلَغَت مُذ قَطُّ أَرضٌ إِلى سَما

وَمَن ذا الَّذي الحوتِ لِلحوتِ قَد سَما

أَتَعبَثُ يَاِبنَ اللُؤمِ بِالبَحرِ زاخِراً

وَبِاللَيثِ فَرّاساً وَبِالطَودِ أَيهَما

وَبِالجَيشِ جَرّاراً وَبِالمَوتِ جارِياً

وَبِالرُمحِ مَهزوزاً وَبِالسَيفِ مِخذَما

وَتَأمُلُ مِنّي رَجعَةً بَعدَ هَذِهِ

وَهَيهاتَ مَن يَثني الرَواجِعَ بَعدَما

وَلي فَتكَةٌ تُطفي الوَهيجَ مُضَرَّما

وَلي عَزمَةٌ تَلقى الوَشيجَ مُصَمِّما

فَمُغرِقُ ماءِ أَينَما سارَ دَمَّرَ

وَمِصعَقُ نارٍ أَينَما حَظَّ حَطَّما

سَحابٌ بِهِ تُروى الظِما وَبِنارِهِ

يَموتُ الظِما مِنها وَمَن حَمَلَ الظِما

أَحَقُّ سَحابٍ بِاِتِّقاءِ وَخيفَةٍ

سَحابٌ إِذا ما شاءَ أَدمى وَدَيَّما

عَلَيَّ وَلا تَعجَل دَواؤُكَ فَاِنتَظِر

بَقِيَّةَ حِلمٍ شارَفَت أَن تَصَرَّما

وَعِندي وَلا بَغيٌ لِرَأسِكَ دِرَّةٌ

إِذا أَوقَعَت في رَأسِ نَذلٍ تَرَنَّما

لَها شَبَقٌ في رَأسِ كُلِّ مُؤَنَّثِ

فَلا كَفَّ حَتّى يُخضَبَ الكَفُّ بِالدِما

وَكَم عارَضَت عُمرَ الرِقاعَةِ فَاِنقَضَت

إِذا ما هِيَ اِنقَضَّت عَلى الرَأسِ قَشعَما

وَنَضنَضَ في كَفِّ المُديرِ لِسانُها

فَما قالَ أَو كانَ القَذالُ لَهُ فَما

نَصَبتَ لَها رَأساً بِمَدرَجَةِ الأَسى

فَمَدَّت يَداً مِنها بِسُفتَجَةِ العَمى

رَعَت حِقباً أَبقارَها في حِمى الكَلا

وَمِن بَعدِ ما ماتَت رَعَت ذَلِكَ الحِمى

إِذا بَتَلَت يَوماً نَغانِغَ أَحمَقٍ

أَرَتنا بِها ما بِالشِفاهِ مِنَ اللَمى

تَعَمَّم لَها إِنَّ العِمامَةُ جُنَّةُ

وَهَل يَنقَع المَصفوعَ أَن يَتَعَمَّما

وَلِلحُمقِ يا فِرعَونُ فيها مَآرِبٌ

إِذا ما طَفى فِرعَونُهُ وَتَعَظَّما

إِذا كانَ مَزحاً كانَ تَغميزَ مُشفِقٍ

وَإِن كانَ جِدّاً كانَ يَحدِرُ بَلغَما

وَما عَدِمَت في كابِحِ الصَقيعِ حِكمَةً

وَتَركيبُهُ في الأَصلِ قَد كانَ مُحكَما

هِيَ الخَمرُ في وَصفِ اِبنِ حَبورِ خَمرَهُ

بِبَيتٍ رَوَيناهُ قَديماً مُقَدِّما

أَراحَت مِنَ الهَمِّ الدَخيلِ وَأَعدَت الذَلي

لَ وَسَنَّت لِلبَخيلِ التَكَرُّما

وَما هِيَ إِلّا الخَمرُ إِنَّ صَريعَها

إِذا نَعنَعَت بِالشُكرِ عِطفَيهِ تَمتَما

إِذا قَطَعَت يَوماً قَفاهُ وَقُطِّعَت

رَأَيتَ القَفا أَعلى مَحَلّا وَأَكرَما

نُجَدِّدُها في كُلِّ صَقيعٍ مُجَدِّدٍ

وَمِثلُكَ لا نَرمي إِلَيهِ المُرَمَّما

نُداوي بِخَمرِ الصَفعِ مِنها خُمارَها

فَإِن ذَمَّ جُرحاً فَهوَ يَحمَدُ مَرهَما

فَلا تَكشِفَن رَأساً إِلَيها مُشَجَّجا

وَلا تَنصِبَن خَدّا إِلَيها مُلَطَّما

وَلا تُظهِرَن رَفعَ السِلاحِ فَمَن لَهُ

وَلا تَرجُوَن نَفعَ الصِياحِ فَقَلَّما

فَإِن تَنتَهِك حِلمي وَيَبلُغَ حَدَّهُ

سَلَكتُ وَراءَ الحِلمِ أَن أَحَلَّما

وَقَد يَملَأُ القَطرُ الإِناءَ وَقَد أَتى

بِقَطرِكَ أَن يَملِأَ الإِناءَ فَيُقعما

أَغَرُّكَ بِحري يَومَ لَجَّجت مُقحَماً

فَرَدَّكَ ضَحضاحي تُلَجلِجُ مَفحَما

وَلَو لَم يَكُن حِلمي لِبَحرِكَ جُنَّةً

لِأَرسَلتُها مِمّا بَرى القَولُ أَسهُما

وَلَكِنَّكَ القِرنُ الَّذي لَو صَرَعتُهُ

لَكانَ قُصارى الحَمدِ أَن أَتَذَمَّما

وَبَعدُ صَفعِ المُضِرَّ اِنتِفاعُهُ

وَما اِعوَجَّ قَوسٌ قَطُّ إِلّا تَقَوَّما

شرح ومعاني كلمات قصيدة متى بلغت مذ قط أرض إلى سما

قصيدة متى بلغت مذ قط أرض إلى سما لـ القاضي الفاضل وعدد أبياتها أربعة و ثلاثون.

عن القاضي الفاضل

عبد الرحيم بن علي بن محمد بن الحسن اللخمي. أديب وشاعر وكاتب ولد في عسقلان وقدم القاهرة في الخامسة عشرة من عمره في أيام الخليفة الفاطمي الحافظ لدين الله وعمل كاتباً في دواوين الدولة ولما ولي صلاح الدين أمر مصر فوض إليه الوزارة وديوان الإنشاء وأصبح لسانه إلى الخلفاء والملوك والمسجل لحوادث الدولة وأحداث تلك الحقبة من الزمان ولما مات السلطان سنة 589 هـ‍ أثر اعتزال السياسة إلى أن مات في السابع من ربيع الآخر سنة 596هـ‍. له رسائل ديوانية في شؤون الدولة، ورسائل إخوانية في الشوق والشكر، وديوان في الشعر، وله مجموعات شعرية في كتب متفرقة من كتب التراث.[١]

تعريف القاضي الفاضل في ويكيبيديا

عبد الرحيم البيساني، المعروف بالقاضي الفاضل (526هـ - 596هـ) أحد الأئمة الكتَّاب، ووزير السلطان صلاح الدين الأيوبي حيث قال فيه صلاح الدين (لا تظنوا أني فتحت البلاد بالعساكر إنما فتحتها بقلم القاضي الفاضل) وفي رواية لا تظنّوا أني ملكت البلاد بسيوفكم بل بقلم القاضي الفاضل.ولد القاضي الفاضل بمدينة «عسقلان» شمال غزة في فلسطين سنة (526هـ). وانتقل إلى الإسكندرية، ثم إلى القاهرة. كان يعمل كاتبا في دواوين الدولة ووزيرًا ومستشارًا للسلطان صلاح الدين لبلاغته وفصاحته، وقد برز القاضى الفاضل في صناعة الإنشاء، وفاق المتقدمين، وله فيه الغرائب مع الإكثار. قال عنه العماد الأصفهانى: «رَبُ القلم والبيان واللسن اللسان، والقريحة الوقادة، والبصيرة النقادة، والبديهة المعجزة».[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. القاضي الفاضل - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي