متى أرجو مسالمة الهموم

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة متى أرجو مسالمة الهموم لـ ابن نباتة السعدي

اقتباس من قصيدة متى أرجو مسالمة الهموم لـ ابن نباتة السعدي

متى أرجو مُسالَمَةَ الهُمومِ

وآملُ صِحّةَ الجِسمِ السّقيمِ

وكرُّ الحادثاتِ عليَّ تَجني

جناياتِ القروفِ على الكُلومِ

قفا يا صاحبي فخبّراني

عن الأهواءِ والزمنِ القديمِ

بعهدِ اللهِ هل أزَلُّ وعِرْضٌ

على مَتْنِ الطّريقِ المُستقيمِ

وهلْ لُبنانُ للسّاري مَقيلٌ

إذا ما راحَ من عينِ الحَميمِ

وهلْ تبدو البديةُ أو أراها

سَهولَ الصحصحانِ إلى الخُزومِ

وكنتُ إذا مشيتُ سَحَبتُ بُردي

على مَشّاء جاليةِ الأديمِ

وقُولا كيفَ غيرتِ اللّيالي

سُهولَ الصحصحانِ إلى الحُزومِ

وكيفَ سبى نسيمُ الريحِ بَعدي

ثَرى تلكَ المعالمِ والرسومِ

فإنّ غرائبَ الأحزانِ تُهدَى

لمُصطبرٍ على البلوى كَتومِ

أُحِبُّ ثَنيةَ الصّنَمين تحدو

بها الأرواحُ مُطَّلَعَ الغُيومِ

ونشرَ الغانياتِ من الخُزامى

ومُعْتَصَرَ السّرورِ من الكُرومِ

ولا أهْوى الكَحيلَ إلى دُجَيْلٍ

إلى الزّوراءِ مَنزِلةِ الذّميمِ

بلادٌ أنفُسُ الأحرارِ فيها

ضِبابُ القاعِ تُروى بالنّسيمِ

يَجوزُ بها وينفقُ كلُّ شيءٍ

سِوى الآدابِ طُرّاً والعُلومِ

ما خِلتُ المقادرَ تبتليني

بصبرٍ في مساكنِها أليمِ

ولا أني أفرُّ إلى ثَراها

ولو أنّي فَرَرْتُ إلى الجَحيمِ

أكنتُ عدوَّ أهلِكَ يومَ أحموا

عيونَهُم وحَيّوا بالوُجومِ

فَبتُّ أُعقِّرُ الآمالَ فيهمُ

وأقربها لأضيافِ الهُمومِ

إذا ما العيسُ بالفتيانِ راحَتْ

وما أقتابُها غيرَ الشُّحومِ

فَحبَّ اللهُ أسنِمةً رَمَتْ بي

على أحقادِ بكرٍ في تَميمِ

أبيتُ الليلَ ملتمساً دواءً

لداءٍ في صدورِهم قَديمِ

كأنّي زُرتُهم بالخيلِ تَعدو

على أكتافِها جِنُّ الصّريمِ

لعلَّ تعرضي بالرزقِ يوماً

سيهجمُ بي على رجُلٍ كريمِ

كمثل أبي العَلاءِ وأيُّ مِثلٍ

لهُ غيرُ السّحائبِ والنّجومِ

حَلَفتُ بذُبَّلِ الأعناقِ تَخفى

مناسمَها فتَنْعَلُ بالرّسيمِ

لقد حاولنَ من بلدٍ بعيدٍ

نِصابَ العزِّ والحَسَبِ الصّميمِ

شكونَ نحولَهنّ إلى رحيمٍ

وحاكمنَ الرجالَ إلى حكيمِ

أجاركِ صاعدٌ منها فحُلي

على الغُدرانِ والكلأِ العَميمِ

ولمّا أنْ رأيتُ الغدرَ يَحلو

كما تَحلو المُدامةُ للمُديمِ

جمعتُ مآربي ووصلتُ حبلي

بحبلٍ ليسَ بالخَلقِ الجَذيمِ

ليقظانِ العَداوةِ مُستريبٍ

ووسنانِ المودةِ مُستنيمِ

فتىً لا يستطيلُ على جليسٍ

ولا يهَبُ النّدامةَ للنّديمِ

بَراهُ اللهُ من حِلْمٍ وجُودٍ

وكلُّ الناسِ من سَفَهٍ ولُومِ

له دونَ المحامدِ والمَعالي

مُحاماة الغيورِ عن الحَريمِ

إذا ما جئتَ تَخْبُرُ خالتيهِ

ملأتَ يديكَ من كرمٍ وخيمِ

وربَّ مدائحٍ وَرَدَتْ عُلاه

ورَوْدَ خوافقِ الأكبادِ هِيمِ

سلمنَ له ولم تكنِ القَوافي

لتسلَم في سوى عِرضٍ سَليمِ

ذكرتُ وقد رأيتُ الغيثَ يَهمي

وأعرضَ شاهقٌ من هَضبِ رِيمِ

عطاءكَ حينَ تُسرفُ في العَطايا

وحِلمكَ حينَ تَغضبُ في الحُلومِ

وأنتَ وسمتَ بالمعروفِ رِقّي

ورقّ الخيل تحفظ بالوُسومِ

رأى الأعداءَ يوم جنَحت دوني

نجومَ المشرفيةِ كالرجومِ

غداةَ جَلا سَوادَ الظلمِ عنّي

سِراجا جبهةِ الأسدِ الشَّتيمِ

حَرَمتُ الناسَ غيرَكم ثَنائي

وبينتُ الخصوصَ من العُمومِ

وبي عن هذه الأنعامِ نَفْرٌ

وكان الثّغْرُ من خُلُقِ الظَّليمِ

أظنُ الدهرَ يسلبني أموراً

سينفعُ عندَها عِلمُ العَليمِ

إذا حلَّ الشّقاءُ نَعِمْتُ فيهِ

وبعضُ القومِ يَشْقى بالنّعيمِ

فإنْ تكنِ الخطوبُ بَخَسْنَ حَظّي

فليس العُدْمُ من فعلِ العَديمِ

طلبتُ براحَتَيَّ وماء وجهي

فجئتُ وما طلبتُ إلى لئِيمِ

ولم أعلمْ بأنّ الرزقَ خصمي

وأنّي صاحبُ الجَدِّ العَقيمِ

تَدارَكْ فوتها واشدُدْ قُواها

فأنتَ لها وللحَدثِ العَظيمِ

وكنتَ عهدتَ كفَّكَ تقتضيني

قَبولَ عطائِها مثلَ الغَريمِ

بَقيتَ لحيةٍ أعيتْ رُقاها

وخصم فلَّ أقوالَ الخُصومِ

ولا استسرَرْتَ يا قمرَ المَعالي

فإنّكَ غرةُ الزمنِ البَهيمِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة متى أرجو مسالمة الهموم

قصيدة متى أرجو مسالمة الهموم لـ ابن نباتة السعدي وعدد أبياتها أربعة و خمسون.

عن ابن نباتة السعدي

عبد العزيز بن عمر بن محمد بن نباتة التميمي السعدي أبو نصر. من شعراء سيف الدولة بن حمدان طاف البلاد ومدح الملوك واتصل بابن العميد في الري ومدحه. قال أبو حيان: شاعر الوقت حسن الحذو على مثال سكان البادية لطيف الائتمام بهم خفيّ المغاص في واديهم هذا مع شعبة من الجنون وطائف من الوسواس. وقال ابن خلكان: معظم شعره جيد توفي ببغداد. له (ديوان شعر -ط) وأكثره في مختارات البارودي.[١]

تعريف ابن نباتة السعدي في ويكيبيديا

ابن نُباتة السعدي هو الشاعر أبو نصر عبد العزيز بن عمر بن نباتة بن حميد بن نباتة بن الحجاج بن مطر السعدي التميمي، (من بني سعد من قبيلة بني تميم) ولد في بغداد عام 327هـ/941م، وبها نشأ، ودرس اللغة العربية على أيدي علماء بغداد في عصره حتى نبغ، وكان شاعراً محسناً مجيداً بارعاً جمع بين السبك وجودة المعنى، قال عنه أبو حيان: «"شاعر الوقت حسن الحذو على مثال سكان البادية لطيف الائتمام بهم خفيّ المغاص في واديهم هذا مع شعبة من الجنون وطائف من الوسواس"» وقال عنه ابن خلكان : «"معظم شعره جيد توفي ببغداد"». وانتشر شعره وطبع ديوانه، ذكره صاحب تاريخ بغداد، وصاحب وفـيات الأعيان، وصاحب مفتاح السعادة، كما ذكر أشعاره وأخباره التوحيدي والثعالبي فـي مؤلفاتهما. طرق معظم أغراض الشعر وموضوعاته ، وطغى على قصائده المدح ، وأغلب الظن أن أول مدائحه كانت فـي سيف الدولة الحمداني، فقد عدّ من خواص جلسائه وشعرائه.

[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن نباتة السعدي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي