ما ودع اللهو لما بان منصرما

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ما ودع اللهو لما بان منصرما لـ السري الرفاء

اقتباس من قصيدة ما ودع اللهو لما بان منصرما لـ السري الرفاء

ما وَدَّعَ اللَّهوَ لمَّا بانَ مُنصَرِما

حتى تَلفَّتَ في أعقابِه نَدَما

بكى على الجَهْلِ إذ وَلَّى فأعقَبَه

حِلْماً أراهُ الصِّبا لمَّا مضَى حُلُما

رُدَّا عليه رِداءَ اللَّومِ فيه وإنْ

رَدَّ الحنينَ أنيناً والدموعَ دَما

صبابةٌ تَلبَسُ الكِتمانُ كامنةً

بين الضُّلوعِ وشَيبٌ يَلبَسُ الكَتَما

لا أظِلمُ الحُبَّ في رَيَّا وإنْ ظَلمتْ

ولا أُكَفكِفُ فيه الدَّمعَ ما انسجَما

هي القَضيبُ ثَنى أعطافَه هَيَفٌ

فكادَ يَنثُرُ منه الوردَ والعَنَما

مظلومَةُ الحُسنِ إن شبَّهتُ طَلْعَتَها

صُبحاً يسالمُ في إشراقِه الظُّلَما

جُهْدُ المَتَّيمِ أن يَرعى العهودَ لها

حِفْظاً ويَحْمِلَ عن أجفانِها السَّقَما

إن يَظْمَ مِنْها إلى طيبِ العِناقِ فكَم

رَوَّتْ جوانِحَه ضَمّاً ومُلتَثَما

وصاحبٍ لا أمَلُّ الدَّهْرِ صُحبَتَه

يُعَبِّسُ الموتُ فيه كلَّما ابتسَما

تُنبي الطَّلاقَةُ في مَتْنَيْهِ ظاهِرَةً

عَنِ القُطوبِ الذي ما زالَ مُكتَتَما

إذا اعتَصَمْتُ به في يَومِ مَلحمَةٍ

حسبتُني بِسَليلِ الأَزْدِ مُعْتَصِما

وعارضً ما حَداه البَرقُ مُبْتَسِماً

إلاّ أرَانا ابنَ إبراهيمَ مُبتَسما

يبكي فينثُرُ من أجفانِ مُقْلَتِهِ

دُرّاً غَدا في جُفونِ النَّورِ مُنْتَظِما

كأنَّما الرَّوْضُ لمّا شامَ بارِقَه

أفادَ أخلاقَ عبدِ اللهِ والشِّيَما

أَغَرُّ يَغمُرُ شُكْري فَيْضَ أَنْعُمِه

فكلَّما ازدَدْتُ شُكْراً زادَني نِعَما

دَعا الخطوبَ إلى سِلمي وحرَّمَني

على النوائبِ لمّا راحَ لي حَرَما

مُمهِّدٌ لي في أكنافِه أبداً

ظِلاً عَدِمْتُ لديه الخوفَ والعَدَما

وتارِكٌ ماءَ وَجْهي في قَرارَتِه

بماءٍ كَفَّيْهِ لمّا فاضَ مُنْسَجِما

رَضِيتُ حُكْمَ زَمانٍ كان يُسخِطُني

مُذْ صارَ جَدواه فيا بيننا حَكَما

وإن غدوتُ زُهَيراً في مدائِحِه

فقَد غدا بتوالي جُودِه هَرِما

هُوَ الغَمامُ الذي ما فاضَ مُحتَفِلاً

إلا أصابَ نَداه العُربَ والعَجَمَا

يا ابنَ الذَّوائبِ دُمْ في مُنتَهى شَرَفٍ

شابَتْ ذَوائِبُه والدَّهْرُ ما احتلَما

فكم يَدٍ لكَ لم تُخلِقْ صَنائِعُها

عندَ العُفاةِ وأخرى جَدَّدَتْ نِعَما

ومَشهَدٍ ما جَرى ماءُ الحديدِ به

إلاّ غَدَا البَرُّ بَحراً ثَمَّ مُلتَطِما

ضاقَتْ جوانبُه بالبِيضِ فازدَحَمَتْ

كالماءِ ضاقَ به اليَنبوعُ فازدَحَما

أضرَمْتَ نارَ المَنايا في النُّفوسِ بِه

ضَرماً وأَخْمَدْتَ من نيرانِهِ ضَرَما

أما الصِّيامُ فقد لَبَّيْتَ داعِيَه

إلى العَفافِ ولم تُظْهِرْ له صَمَما

تركْتَ فيه سماءَ الجُودِ هاطِلةً

فإنْ مَضَتْ دِيَمٌ أَتبَعْتَها دِيَما

أناملٌ ما هَجَرْتَ الكأسَ دائرةً

إلا وَصَلْنَ النَّدى والسَّيفَ والقَلَما

فاسلَمْ لرَعْيِ زِمامِ المَجدِ مُجتنِباً

مَنْ ليسَ يَرعَى له إلاّ ولا ذِمَما

واسعَدْ بقادِمَةٍ كالحَلْيِ حامِلَةٍ

شُكْراً تُهنِّيكَ بالعيدِ الذي قَدِما

مُقلَّدٌ بِزمامِ القَولِ قائِلُها

فما تَكلَّمَ إلا دَبَّجَ الكَلِما

شرح ومعاني كلمات قصيدة ما ودع اللهو لما بان منصرما

قصيدة ما ودع اللهو لما بان منصرما لـ السري الرفاء وعدد أبياتها ثلاثة و ثلاثون.

عن السري الرفاء

السرّي بن أحمد بن السرّي الكندي أبو الحسن. شاعر أديب من أهل الموصل، كان في صباه يرفو ويطرز في دكان له، فعرف بالرفاء ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد سيف الدولة بحلب، فمدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد. ومدح جماعة من الوزراء والأعيان، ونفق شعره إلى أن تصدى له الخالديان، وكانت بينه، وبينهما مهاجاة فآذياه وأبعداه عن مجالس الكبراء. فضاقت دنياه واضطر للعمل في الوراقة (النسخ والتجليد) ، فجلس يورق شعره ويبيعه، ثم نسخ لغيره بالأجرة. وركبه الدين، ومات ببغداد على تلك الحال. وكان عذب الألفاظ، مفتناً في التشبيهات ولم يكن له رواء ولا منظر. من كتبه (ديوان شعره ط) ، و (المحب والمحبوب والمشموم والمشروب - خ) .[١]

تعريف السري الرفاء في ويكيبيديا

أبو الحسن السري بن أحمد بن السري الكندي الرفاء الموصلي شاعر مشهور؛ كان في صباه يرفو ويطرز (يعمل خياطا) في دكان بالموصل ولذا سمي بالرفاء أي الخياط، وهو مع ذلك يتولع بالأدب وينظم الشعر، ولم يزل حتى جاد شعره ومهر فيه، وقصد سيف الدولة الحمداني بحلب ومدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد ومدح الوزير المهلبي وجماعة من رؤساء المدينة، وانتشر شعره وراج. وكانت بينه وبين أبي بكر محمد وأبي عثمان سعيد ابني هاشم الخالديين الموصليين الشاعرين المشهورين معاداة فادعى عليهما سرقة شعره وشعر غيره. وكان السري مغرى بكتابة ديوان أبي الفتح كشاجم الشاعر المشهور، وهو إذ ذاك ريحان الأدب بتلك البلاد فكان يقوم بدس أحسن شعر الخالديين فيما يكتبه من شعر كشاجم، ليزيد في حجم ما ينسخه وينفق سوقه ويغلي سعره ويشنع بذلك عليهما ويغض منهما ويظهر مصداق قوله في سرقتهما، فمن هذه الجهة وقعت في بعض النسخ من ديوان كشاجم زيادات ليست في الأصول المشهورة. وكان شاعرا مطبوعا عذب الألفاظ مليح المأخذ كثير الافتنان في التشبيهات والأوصاف، ولم يكن له رواء ولا منظر، ولا يحسن من العلوم غير قول الشعر، وقد عمل شعره قبل وفاته نحو 300 ورقة، ثم زاد بعد ذلك، وقد عمله بعض المحدثين الأدباء على حروف المعجم. ومن شعر السري أبيات يذكر فيها صناعته، فمنها قوله:

وللسري المذكور ديوان شعر كله جيد، وله كتاب المحب والمحبوب والمشموم والمشروب وكتاب الديرة. وكانت وفاته في العقد السابع من القرن الرابع الهجري ببغداد كما قال الخطيب البغدادي في تاريخه حوالي عام 366 هـ / 976م.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. السري الرفّاء - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي