ما لليراع خواضع الأعناق

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ما لليراع خواضع الأعناق لـ لسان الدين بن الخطيب

اقتباس من قصيدة ما لليراع خواضع الأعناق لـ لسان الدين بن الخطيب

ما لِلْيَراعِ خَواضِعُ الأعْناقِ

طرَقَ النّعِيُّ فهُنّ في إطْراقِ

وكأنّما صبَغَ الشّحوبُ وجوهَها

والسُقْمُ منْ جزَعٍ ومنْ إشْفاقِ

ما للصّحائِفِ صوّحَتْ رَوْضاتُها

أسَفاً وكُنّ نَظيرَةَ الأوْراقِ

ما للبَيانِ كُؤوسُه مهْجورَةٌ

غفَلَ المُديرُ لَها ونامَ السّاقِي

ما لِي عدِمْتُ تجلُّدِي وتصبُّري

والصّبْرُ في الأزَماتِ منْ أخْلاقِ

خطْبٌ أصابَ بَني البَلاغَةِ والحِجا

شَبَّ الزّفيرُ بهِ عنِ الأطْواقِ

أمّا وقدْ أوْدَى أبو الحسَنِ الرِّضا

فالفضْلُ قدْ أوْدَى علَى الإطْلاقِ

كنْزُ المَعارِفِ لا تَبيدُ نُقودُه

يوْماً ولا تَفْنَى علَى الإنْفاقِ

مَنْ للبَدائِعِ أصْبَحَتْ سمَرَ السُّرَى

ما بيْنَ شامٍ في الوَرَى وعِراقِ

مَنْ لليَراعِ يُجيلُ منْ خطّيِّها

سُمَّ العِدَى ومَفاتِحَ الأرْزاقِ

قُضْبٌ ذَوابِلُ مُثْمِراتٌ بالمُنَى

وأراقِمٌ ينْفُثْنَ بالتّرْياقِ

مَنْ للرِّقاعِ الحُمْرِ يجْمَعُ حُسْنُها

خَجَل الخُدودِ وصِبْغةَ الأحْداقِ

تغْتالُ أحْشاءَ العَدوِّ كأنّها

صَفَحاتُ دامِيَةِ الغِرارِ رِقاقِ

وتَهُزُّ أعْطافَ الوَليِّ كأنّها

راحٌ مُشَعْشَعَةٌ براحَةِ ساقِي

مَنْ للفُنونِ يُجيلُ في مَيْدانِها

خيْلَ البَيانِ كريمَةَ الأعْراقِ

مَنْ للحقائِقِ أبْهمَتْ أبْوابُها

للنّاسِ يفْتَحُها علَى استِغْلاقِ

مَنْ للمَساعي الغُرِّ تقصِدُ جاهَهُ

حرَماً فينْصُرُها علَى الإخْفاقِ

كمْ شدّ منْ عقدٍ وَثيقٍ حُكْمُهُ

في اللهِ أو أفْتى بحلِّ وِثاقِ

رحْبُ الذِّراعِ لكُلِّ خطْبٍ فادِحٍ

أعْيَتْ رِياضَتُهُ علَى الحُذّاقِ

صعْبُ المَقادَةِ في الهَوادةِ والهَوى

سهْلٌ علَى العافِينَ والطُّرّاقِ

ركِبَ الطّريقَ الى الجِنانِ وحورُه

يَلْقَيْنَهُ بتَصافُحٍ وعِناقِ

فأعْجَبْ لأنْسٍ في مظنّةِ وحْشَةٍ

ومَقام وصْلٍ في مَقامِ فِراقِ

أمُطَيَّباً بمَحامِدِ العَمَلِ الرِّضا

ومُكَفّناً بمَكارِمِ الأخْلاقِ

ما كُنْتُ أحسَبُ قبْلَ نعْشِكَ أنْ أرَى

رَضْوَى نَسيرُ بهِ على الأعْناقِ

ما كُنْتُ أحسَبُ قبْلَ دَفْنِكَ في الثّرَى

أنّ اللّحودَ خَزائِنُ الأعْلاقِ

يا كوْكَبَ الهُدَى الذي منْ بعْدِه

ركَدَ الظّلامُ بهذِهِ الآفاقِ

يا واحِداً مهْما جرَى في حلْبَةٍ

جَلّى بغُرّةِ سابِقِ السّبّاقِ

يا ثاوِياً بطْنَ الضّريحِ وذكْرُهُ

أبَداً رَفيقُ رَكائِبٍ ورِفاقِ

يا غوْثَ مَنْ وصَلَ الصّريخَ فلمْ يجِدْ

في الأرْضِ منْ وزَرٍ ولا مِنْ واقِي

ما كُنتَ إلا دِيمَة مَنْشورَةً

منْ غيْرِ إرْعادٍ ولا إبْراقِ

ما كُنتَ إلا روْضَةً ممْطورَةً

ما شِئْتَ منْ ثمَرٍ ومِنْ أوْراقِ

يا مُزْمِعاً عنّا العَشيَّ رِكابَهُ

هَلاّ لبِثْتَ ولوْ بقَدْرِ فُواقِ

رِفْقاً أبانَا جَلّ ما حمّلْتَنا

لا تنْسَ فينَا عادَةَ الإشْفاقِ

واسْمَح ولوْ بمَزارِ لُقْيا في الكَرَى

تُبْقِي بِها منّا علَى الأرْماقِ

وإذا اللّقاءُ تصرّمَتْ أسْبابُهُ

كانَ الخَيالُ تَعِلّةَ المُشْتاقِ

عَجَباً لنَفْسٍ ودّعَتْكَ وأيْقَنَتْ

أنْ ليسَ بعْدَ نَواكَ يوْمَ تَلاقِي

ما عُذْرُها إنْ لمْ تُقاسِمْكَ الرّدَى

في فضْلِ كأسٍ قدْ شرِبْتَ دِهاقِ

إنْ قصّرَتْ أجْفانُنا عنْ أنْ تُرَى

تَبْكي النّجيعَ علَيْكَ باستِحْقاقِ

واستُوقِفَتْ دَهَشاً فإنّ قُلوبَنا

نهَضَتْ بكُلّ وظيفَةِ الآماقِ

ثِقْ بالوَفاءِ علَى المَدى في فِتْيَةٍ

بكَ تقْتَدي في العَهْدِ والمِيثاقِ

سجَعَتْ بِما طوّقْتَها منْ مِنّةٍ

حتّى زَرَتْ بحَمائِمِ الأطْواقِ

تَبْكي فراقَكَ خَلْوَةً عمّرْتَها

بالذِّكْرِ في طَفَلٍ وفي إشْراقِ

أمّا الثّناءُ علَى عُلاكَ فذائِعٌ

قدْ صحّ بالإجْماعِ والإصْفاقِ

واللهُ قدْ قرَنَ الثّناءَ بأرْضِهِ

بثَنائِهِ منْ فوْقِ سَبْعِ طِباقِ

جادَتْ ضريحَكَ ديمَةٌ هطّالَةٌ

تبْكي علَيْكَ بواكِفٍ رَقْراقِ

وتغَمّدَتْكَ منَ الإلاهِ سَعادَةٌ

تسْمو بروحِكَ للمَحَلِّ الرّاقي

صبْراً بنِي الجَبّابِ إنّ فَقيدكُمْ

سيُسَرُّ مَقْدَمُهُ بِما هوَ لاقِي

وإذا الأسَى لفَحَ القُلوبَ أُوارُهُ

فالصّبْرُ والتّسْليمُ أيّ رِواقِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة ما لليراع خواضع الأعناق

قصيدة ما لليراع خواضع الأعناق لـ لسان الدين بن الخطيب وعدد أبياتها ثمانية و أربعون.

عن لسان الدين بن الخطيب

محمد بن عبد الله بن سعيد السلماني اللوشي الأصل، الغرناطي الأندلسي، أبو عبد الله الشهير بلسان الدين بن الخطيب. وزير مؤرخ أديب نبيل. كان أسلافه يعرفون ببني الوزير. ولد ونشأ بغرناطة. واستوزره سلطانها أبو الحجاج يوسف بن إسماعيل (سنة 733هـ) ثم ابنه (الغني بالله) محمد، من بعده. وعظمت مكانته. وشعر بسعي حاسديه في الوشاية به، فكاتب السلطان عبد العزيز بن علي الميني، برغبته في الرحلة إليه. وترك الأندلس خلسة إلى جبل طارق، ومنه إلى سبتة فتلمسان (سنة773) وكان السلطان عبد العزيز بها، فبالغ في إكرامه، وأرسل سفيراً من لدنه إلى غرناطة بطلب أهله وولده، فجاؤوه مكرمين. واستقر بفاس القديمة. واشترى ضياعاً وحفظت عليه رسومه السلطانية. ومات عبد العزيز، وخلفه ابنه السعيد بالله، وخلع هذا، فتولى المغرب السلطان (المستنصر) أحمد بن إبراهيم، وقد ساعده (الغني بالله) صاحب غرناطة مشترطاً عليه شروطاً منها تسليمه (ابن الخطيب) فقبض عليه المستنصر)) . وكتب بذلك إلى الغني بالله، فأرسل هذا وزيره (ابن زمرك) إلى فاس، فعقد بها مجلس الشورى، وأحضر ابن الخطيب، فوجهت إليه تهمة (الزندقة) و (سلوك مذهب الفلاسفة) وأفتى بعض الفقهاء بقتله، فأعيد إلى السجن. ودس له رئيس الشورى (واسمه سليمان بن داود) بعض الأوغاد (كما يقول المؤرخ السلاوي) من حاشيته، فدخلوا عليه السجن ليلاً، وخنقوه. ثم دفن في مقبرة (باب المحروق) بفاس. وكان يلقب بذي الوزاتين: القلم والسيف؛ ويقال له (ذو العمرين) لاشتغاله بالتصنيف في ليله، وبتدبير المملكة في نهاره. ومؤلفاته تقع في نحو ستين كتاباً، منها (الإحاطة في تاريخ غرناطة) ، و (الإعلام فيمن بويع قبل الاحتلام من ملوك الإسلام-خ) في مجلدين، طبعت نبذة منه، و (اللمحة البدرية في الدولة النصرية-ط) .[١]

تعريف لسان الدين بن الخطيب في ويكيبيديا

محمد بن عبد الله بن سعيد بن عبد الله بن سعيد بن علي بن أحمد السّلماني الخطيب الشهير لسان الدين ابن الخطيب ولقب ذو الوزارتين وذو العمرين وذو الميتين، (لوشة، 25 رجب 713 هـ/1313م - فاس، 776 هـ/ 1374م) كان علامة أندلسيا فكان شاعرا وكاتبا وفقيها مالكيا ومؤرخا وفيلسوف وطبيبا وسياسيا من الأندلس درس الأدب والطب والفلسفة في جامعة القرويين بمدينة فاس. يشتهر بتأليف قصيدة جادك الغيث وغيرها من القصائد والمؤلفات. قضّى معظم حياته في غرناطة في خدمة بلاط محمد الخامس من بني نصر وعرف بلقب ذي الوزارتين: الأدب والسيف. نـُقِشت أشعاره على حوائط قصر الحمراء بغرناطة. نشأ لسان الدين في أسرة عرفت بالعلم والفضل والجاه، وكان جده الثالث «سعيد» يجلس للعلم والوعظ فعرف بالخطيب ثم لحق اللقب بالأسرة منذ إقامتها في لوشة وكانت أسرة ابن الخطيب من إحدى القبائل العربية القحطانية التي وفدت إلى الأندلس، وتأدّب في غرناطة على شيوخها، فأخذ عنهم القرآن، والفقه، والتفسير، واللغة، والرواية، والطب.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي