ما لليالي لأمها الهبل

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ما لليالي لأمها الهبل لـ شرف الدين الحلي

اقتباس من قصيدة ما لليالي لأمها الهبل لـ شرف الدين الحلي

ما لليالي لأمِّها الهَبَلُ

ليس لخلق بكيدها قبل

نعيمها شقوة وصحتها

داءٌ دَوِيٌّ وأمنها وجل

خطوبها الواردات لا نَهَل

يَرْوِي صداها مِنَّا ولا عَلَل

تشن غاراتها فتدركنا

على اغترار وسيرها عَسِل

يحدو بنا الليل والنهار إلى

أبعد مرمى والمركب الأجل

فكيف ينجو سَفْرٌ مبلغه

مسافة العمر سابق عجل

نحن وفود الدنيا نقيم بها

أثقالَ أوزارنا ونرتحل

المرء كالظلِّ في عشيرته

يودعهم فيئها وينتقل

يا فوز من زاده تقاه إذا

أَرْمَلَ سَارَ واستبهمت سبل

وهي المنايا لا الخيل تلفتها

عن شنّ غاراتها ولا الحَوَل

لما استدارت رحا فوادحها

وأعوزت عن سكونها الحيل

لم تحم شاذي هذه المطهم

مة الجرد ولا المرهفات والأسل

صبح تَجَلَّى فمذ أنار دجى

خطب فأخفى صياده طَفَل

أيّ عماد للدين حين هوى

هدت هضاب العلياء والقلل

أينتحيه الردى ولا قضب

تنضى ولا ذبل فَتَعْتَقِل

ولم تشق العجاج عابسة

خيل بِحُرِّ الوجوه تنتعل

بحيث بيض الظُّبا جداولها

بهنّ نار الهياج تشتعل

والملد تقضي على الكماة فلا

يُبْطِلُ أحكام فتكها بطل

هيهات حالت عن ذاك حادثة

فاجأت الخلق خطبها جَلَل

فليس تعلى جرد لنصرته

وليس يخلى من نصره خَلَل

صبراً بني يوسف فإنكمُ

ذوو حلوم للعبء تحتمل

لا أعثر الدهر منكم قدماً

تسمو بتقبيل تربه الدول

فليس يخشى نزول حادثة

ليس لها في سيوفكم فلل

ولا تميد الأرض الفضاء بنا

إلا إذا هُدَّ منكمُ جبل

فلا هوى مجدكم ولا برحت

أيامكم بالفخار تشتمل

ففي بقاء السلطان ظلكم

ضافٍ ظليل وروضكم خَضِل

الملك الظاهر الذي بهرت

له مساع بالشهب تتصل

غازي الغياث المُتِيح نهب لُهَى

صيانة المجد حين تبتذل

أغرّ طلق الجبين تحجبه

علياء يغشى من نورها المقل

يا كافل الخلق والمشيد ما

كان بناه آباؤه الأول

جزيت عن رعيك الرعية ما

تجزى به الأنبياء والرسل

ودمت في دولة مؤيدة

شبابها بالبقاء مقتبل

أنمت في ظلها الأنام فلا

خاب لهم في دوامها أمل

شرح ومعاني كلمات قصيدة ما لليالي لأمها الهبل

قصيدة ما لليالي لأمها الهبل لـ شرف الدين الحلي وعدد أبياتها ثلاثة و ثلاثون.

عن شرف الدين الحلي

أبو الوفاء راجح بن أبي القاسم إسماعيل الأسدي الحلي أبو الهيثم شرف الدين. شاعر من بني أسد ولد في مدينة الحلة في العراق. وقد رحل الشاعر إلى بغداد في خلافة الإمام الناصر لدين الله أبي العباس أحمد المستضيء بنور الله ولكنه لم يستقر كثيراً فرحل إلى الشام ومصر. وقد قضى جل حياته في ربوع الشام، ويظهر من شعره أنه شيعي وهذا ظاهر إذ أن كل أهل الحلة متشيعين. وشعر الحلي يشمل المدح في معظمه وله (ديوان كبير - خ) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي