ما للعلى عتب على الأيام

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ما للعلى عتب على الأيام لـ ابن المقري

اقتباس من قصيدة ما للعلى عتب على الأيام لـ ابن المقري

ما للعلى عتبٌ على الأيامِ

ولهابكم هذا المحلُّ السامي

عودتموها مالها تعتاده

أبداً من الإِجلالِ والإِكرامِ

حامت على العليا الملوكُ وما اهتدوا

لدخولها ودخلتها بسلامِ

لكَ كل يوم في المكارم بدعةٌ

لا تعتدى في فعلها بإمامِ

تتصاءلُ الأحساب عنك وتختفي

أدباً بها في الناس حين تُسامي

الملك بينكمُ بحقِ وراثةٍ

يقضي وبين الناس بالأقسامِ

يمسي الفتى المملوك لاقى أرضكم

ملكاً قريب العهد بالإِرغامِ

من في الملوك يعد ما عددتمُ

فيهم من الآباء لا الأعمامِ

ما همَّ من يقفو أباه منكم

إلاّ المزيدَ عليه في الإِكرامِ

فلذاك طلتم كلًَّ ملكٍ في الورى

فخراً وايد ملككم بدوامِ

وإذا جرى صدع لأمتمُ شعثهُ

وسواه ما صدع له بملامِ

في كل ارض كل عام دولة

تمضى وتؤذن دولة بقيامِ

ودوامَ ملككم دليلُ أنكم

توفون شكراً أوجب الإِنعامَ

في الجاهليةِ ما نظرتُم ملككُمْ

فلذاك دامَ ودامَ في الإِسلام

الملكُ فيكم نسبةٌ خلقيةٌ

من جُملتي لحم به وعِظام

ملكٌ تولّى الله فيكم وضعَهُ

فارقد فربُّ العالمين يُحامي

ما قولي ارقد طالباً لك نومة

عند الخطوب فلست بالنوّامِ

لكنْ لتعلمَ أنَّ ربك قائمٌ

بالأمر دون علاك خير قيامِ

قد كان سعدك كافياً لولا الذي

تهوى من الإِسراجِ والإِلجامِ

يأبى اهتمامك أن يقال ملكتها

بالسعد لا بذؤابةِ الصَّمصام

ولقد كفيتَ من الخطوب أجلّها

ولقد حميت فكنت خير محامي

ودفعَت في صدرِ الزمان براحةً

ألقته عنا للقفا والهامَ

وإذا طلعتَ على العدا في موكبٍ

ورأوا نجوماً حول بَدرٍ تَمامِ

خفقَ اللوآءُ على المدمر خصمه

بصوارمٍ وذوابلٍ وسِهَامِ

ما ملك عبد هواه يعدل ملك

عبد الله في نقض ولا إبرام

المالكُ المنصورُ وابن الناصر

ابن الأشرف ابن الأفضل الضرغامِ

وابن المجاهِد والمؤيِد والمظفّرَ

والشهيدِ فرائدٌ بنظامِ

من لم يتمم فَخَرهُ بين الورى

فخرَ الأبوةَ لم يفز بِتمامِ

ما فخر من لم ترضه آباؤه

إلاّ افتخاراً يعترى بسَقامَ

فتهنهُ عيداً أتاك مبشراً

لك بالمنى ونبيل كلٍّ مرامِ

أبرزتَ فيه مهابةَ الملك التي

تطأ الرقابَ الغلب بالأقدامِ

والخيلُ تقرع والأسنة تلتظي

في النقع تحسبها نجوم ظلامِ

والجيشُ مثل البحر يضربُ بعضه

في بعضهِ ضربَ الخضّم الطامي

ومراكبٌ وسلاهبٌ وجنائبٌ

وكتائبٌ مثل الأسود حوامي

وخرجت فيه إلى المصلى مخرجاً

ترضى الإِله بهيبةِ وقَوامِ

تمشي الهوينا قَد علتك سكينةٌ

تغشاك من خلفٍ ومن قدّامَ

والناسُ بين مهلّل ومكبّرٍ

للهِ ذي الإِجلال والإِعظامِ

هذا يشيرَ وذا يعوّذ ملكه

حبا وذا يثني بغير ملامِ

لا يسالون الله إلا أنه

يبقيك للدنيا بقى الأيامَ

حتى قدمتَ على المصلى مخلصاً

للهِ طاعةَ مخبتٍ قوّام

تغشى المصلى والمصلى حامدٌ

لله مبتهجٌ بخير إمامِ

ما مسَّ أكرمَ اخمصاً من رجلكَ

المبذولةِ الأقدام في الإِقدامِ

ثم انثنيتَ عن المصلّى بعد ما

وفّيتَ حق شَعائرِ الإِسلام

وسألت ربك فاستجاب لك الدعا

ورجعت مجلواً من الآثامِ

ما مقلة ترنو إليك لحاظَها

إِلا بعين محبةٍ وغَرامِ

شغفَ الورى بك هكذا ما خلته

في مالك عدل ولا ظلاّمِ

ملك الملوك الناس دون قلوبهم

وملكتم الأحشا مع الأجسامِ

فليهنك العيشُ الذي ما عاشه

ملك على يَمنٍ ولا في شامِ

لا عيش إِلا ما رضى عنك الورى

ورضيتَ عنهم فيه غير ملامٍ

ورضى الآله الأصل فاشكر فضلَه

مستمطراً لسحائب الإكرام

شرح ومعاني كلمات قصيدة ما للعلى عتب على الأيام

قصيدة ما للعلى عتب على الأيام لـ ابن المقري وعدد أبياتها خمسون.

عن ابن المقري

ابن المقري

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي