ما للحوادث تنئينا وتدنينا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ما للحوادث تنئينا وتدنينا لـ حفني ناصف

اقتباس من قصيدة ما للحوادث تنئينا وتدنينا لـ حفني ناصف

ما للحوادث تُنئينا وتُدنينا

وللزمانِ يعادينا ويُصْفينا

وللسياسة تبدي كل آونةٍ

من رقش أثوابها للناس تلوينا

والدهر ما باله حيناً تكدّرنا

صروفه وأويقات تُصافينا

يذيقُنا مرّةً ما مرّ مَطعمُه

ومرّةً كأسَهُ الشهديّ يسقينا

مظاهرٌ بهرتنا عند رؤيتها

وأجرت الدمع سيلاً من مآقينا

وملعب سُحرت فيه مداركنا

فشاهدت من مرائيه أفانينا

لكنّ للغيب أسراراً محجّبة

عن العقول وإن تظهرْ لنا حينا

واللهُ يحدِث بعد العسر ميسرة

واليأسَ يُوليهُ من أفضالِهِ لينا

والشيءُ يبلغُ بالتدريج غايته

والشهرُ إكماله عند الثلاثينا

والحمد لله قد قرّت نواظرنا

وأقبلت نحونا الدنيا تهنّينا

والأمر قرّ واسباب الفلاح بدت

لنا وفارقَنا ما كان يؤذينا

وحقق الله ما كنا نؤمله

عوناص لنا وأماناً من أعادينا

وزارة شأنها جلب الصلاح لنا

وأن تشيّد في العليا مبانينا

ومجلساً قام في إصلاح قابِلنا

وحالنا فنسينا أمر ماضينا

مَن مبلغٌ معشرَ النوابِ أنهمو

أحيوا بمسعاهمو الإصلاح والدينا

وأنهم في قلوبِ الناس قد غرسوا

حبًّا تمكن في الأحشاءِ تمكينا

وأنهم خلدوا الذكر الجميل لهم

ذكراً يباهي شذاهُ مسكَ دارينا

وأنهم مهدوا السبْلَ الصعاب لنا

ووطنوا العدل بين الناس توطينا

وأنهم أطمعونا بعد ما يئست

منا النفوسَ وصدتنا أمانينا

اليوم فليْنظر اللاحي لهيئتنا

وليسال العفوَ عما قاله فينا

وليصحُ من سكرِهِ وليعرفنّ لنا

نزاهةَ العرض مما كان يرمينا

وليلق من مجلس الشورى نجوم هدى

سارين في فلك العليا مجدّينا

يدري بأن كان لم يعتدْ مباشرةً

أو لم يكابد على الأعمال تمرينا

إذنْ وربك يغدو وهو منبهرٌ

حتى يرى مصرَ في عينيه برلينا

لا أرجع اللهُ أياماً مررن بنا

أيام كنا نقاسي الظلم والهُونا

كنا نساق بسوط الظلم تندبُنا

أحبابُنا وتنادينا ذرارينا

أيام كانت ولاةُ الحوَر في سَعةٍ

وكان صاحبُنا الفلاحُ مسكينا

وكم أتينا لهم نشكو ظلامتنا

وما وجدنا أميراً قط يُشكينا

يقضي علينا بما يهوى ويُخصمنا

بأنه تابعٌ في ذاك قانونا

فإِن رأى أنه مما يساعدنا

في الحكم يا قرب ما يلغى القوانينا

فنحن نعرض والحكام تُعرض والأ

حكامُ تمرِض والدينار يَشفينا

نظنهم يوم تقليد الأمارة أم

لاكاً ومن بعدُ نلقاهم شياطينا

كأننا الآلة الصماء ليس لنا

من كدّنا غير أدهان تندّينا

أو أننا كُرةٌ تجري وليس لنا

حظ ولكن عصا الأيام تجرينا

ما ذنبنا غير أن الشرق منبتنا

وأنَّ ساحاته مأوى أهالينا

فلتْحي أوطانُنا ولتحيَ أمتّنا

ولتحى نظارنا وليحى سامينا

لتْحى نوابنا وليحي مجلسنا

وليحي حامي حمى مصر عرابينا

وجندُه الحر ولتحي السراة لهم

وليحى مِن جمعنا مَن قال آمينا

شرح ومعاني كلمات قصيدة ما للحوادث تنئينا وتدنينا

قصيدة ما للحوادث تنئينا وتدنينا لـ حفني ناصف وعدد أبياتها ثمانية و ثلاثون.

عن حفني ناصف

محمد حفني بن إسماعيل بن خليل بن ناصف. قاض أديب، له شعر جيد، ولد ببركة الحج (من أعمال القليوبية بمصر) وتعلم في الأزهر، وتقلب في مناصب التعليم. ثم في مناصب القضاء وعين أخيراً مفتشاً أول للغة العربية بوزارة المعارف المصرية واشترك في الثورة العرابية بخطب كان يلقيها ويكتبها ويوزعها على خطباء المساجد والشوارع. وكان يكتب في بعض الصحف المصرية باسم "إدريس محمدين" وقام برحلات إلى سورية والأستانة واليونان ورومانيا ودول أخرى. وتولى منصب النائب العمومي والقضاء الأهلي 20 عاماً وقام برئاسة الجامعة 1908 عند تكوينها وكان من أوائل المدرسين فيها. وشارك في إنشاء المجمع اللغوي الأول وله مداعبات شعرية مع (حافظ إبراهيم) وغيره وكان يتجنب المدح والاستجداء والفخر في شعره وهو والد باحثة البادية توفي بالقاهرة. له: (تاريخ الأدب أو حياة اللغة العربية -ط) و (مميزات لغات العرب -ط) ورسالة في (المقابلة بين لهجات بعض سكان القطر المصري -ط) واشترك في تأليف (الدروس النحوية -ط) . وجمع ابنه مجد الدين ناصف شعره، في ديوان سماه (شعر حفني ناصف -ط) .[١]

تعريف حفني ناصف في ويكيبيديا

حفني ناصف هو محمد الحفني بن محمد إسماعيل خليل ناصف، ولد يوم الجمعة 16 ديسمبر سنة 1855م ببركة الحج، من أعلام القليوبية، توفى والده وهو ما زال جنيناً في بطن أمه، فكفله خاله وجدته لأبيه.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. حفني ناصف - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي