ما للحمام نبت بها الأوكار

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ما للحمام نبت بها الأوكار لـ محسن أبو الحب

اقتباس من قصيدة ما للحمام نبت بها الأوكار لـ محسن أبو الحب

ما للحمامِ نَبَت بها الأوكارُ

أفَشَاقها الإنجادُ والإغوارُ

هَدَلت على هيفِ الغصون بِلَحنها

أم هاجَها من راقد تِذكارُ

تَبكي بلحنٍ مُطربٍ من غير ما

دمعٍ وأبكي والدموع غزارُ

هيهات ما بنت الأراك ونوحها

مثلي إذا ما جنّت الأشجارُ

أنّى تماثِلُني شجىً وصبابة

وَتَخالَفت ما بيننا الأطوارُ

وَلَقد نَأى عنّي الخليط وفي الحشى

جَذَوات وجدٍ دونهنّ النارُ

لم أَنسَ إذ سمع الزمانُ بوصلهم

وَحَلا لي الإيراد والإصدارُ

بانوا وبانَ الصبر يوم رَحيلهم

وَيسيرُ منّي القلب أنّى ساروا

نَزَلوا بوادي المنحنى من أضلُعي

وَغَدَت سُويداء الفؤاد الدارُ

وَبِهم لَقَد غدرَ الزمان بفعلهِ

وَكذاك يفعلُ دهرُنا الغدّارُ

الغدرُ شيمته كما في مسلم

غَدروا به وعليه بَغياً داروا

وافاهمُ بنيابة اِبن نبيّهم

فغدا لَهم بقدومهِ اِستهتارُ

كثُرَ اِختلافهم إليه وبايعوا

طَوعاً فلا كره ولا إجبارُ

وبيومهم نكتوا ولم ير مَن له

يهدي الطريق وما له أنصارُ

فَدعوه أن يُعطي القياد مذلّة

وَمحال وهو الضيغم الكرّارُ

لم أنس إذ حاطت بهِ أعداؤه

وهو الهزبرُ الأشوس المِغوارُ

فنَضا عليهم مُرهفاً من عزمهِ

ولهَ رُؤوس الدارعين نثارُ

ظنّوا به يغترّ عنه أمانهم

والكلّ منهم خائنٌ غدّارُ

وتقمّصوا بالزورِ عند ضلالهم

بِثياب خزيٍ حشوهنّ العارُ

سدّت بكثرتها الثغور وأقبلت

وَلها يقادُ العسكر الجرّارُ

حتّى إذا دَنتِ المنيّة والقضا

تجري له في مسلم الأقدارُ

أردَوه بالبيضِ البواتر فوقها الس

سمر الشواجر فوقها الأحجارُ

وهَوى على شفَتيهِ سيفُ شقيّهم

وَمنَ الظما بحَشاه شبّ أوارُ

أخَذوا مهنّده وشدّ كتافه

كَيلا يفوتَ لثائريهم ثارُ

دَخلوا على اِبن سمية فيهِ وقد

غصّت بقصر أخي الشقا الكفّارُ

فأبى إباه بأن يسلّم صاغراً

ذُلّا وأنّى يعتريه صغارُ

وأبوه والشرف الأصيل عقيلها

والعمّ منه حيدر الكرّارُ

لكنّهم صعدوا الطمار عداوةً

فيهِ وسلّ الصارم البتّارُ

قَتلوه ثمّ رَموه مِن فوق البنا

فَهوى وكاد له السما تنهارُ

وَأمضّ من هذا بأن وَضَعوا به

حَبلاً وفي الأسواق فيه يدارُ

وَبِرأسهِ مِن فوق عاليه القنا

فيه يطاف البيد والأمصارُ

يا راكِباً كوماء تطوي بيدها

فالبرقُ فيها في الوخيد يعارُ

عرّج على بطحاء أعلى مكّة

وليغدُ منك الحزن وهو شعارُ

وَإلى الحسين السبط عرّج قائلاً

هذا اِبن عمّك وزّعته شفارُ

أَحُسين لو ترعى بعينك مسلماً

في السوقِ يسحب حوله النظّارُ

والرأس منه على القناة مشهّر

قَسراً وفي البلدان فيه يُدارُ

وَإلى يزيد قد سروا في رأسهِ

وَالشامِتونَ علاهمُ اِستبشارُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة ما للحمام نبت بها الأوكار

قصيدة ما للحمام نبت بها الأوكار لـ محسن أبو الحب وعدد أبياتها سبعة و ثلاثون.

عن محسن أبو الحب

محسن أبو الحب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي