ما للاصاغر بالمحامد تنطق

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ما للاصاغر بالمحامد تنطق لـ المطران جرمانوس

اقتباس من قصيدة ما للاصاغر بالمحامد تنطق لـ المطران جرمانوس

ما للاصاغر بالمحامد تَنطقُ

وَيَدُ النَسيم مَعَ النَديمِ تصفِّقُ

وَنَرى الجَوامد رنحت طرباً كَمَن

فيهِ التَصور للحبور مصدقُ

هَل ذا سليمان الحَكيم متوَّجٌ

مِن امِهِ وَوِشاحهُ الاستَبرَقُ

ام ذات بولس حبرنا السامي الذرى

زارَ البَنين تَنازلاً كَي يَرتَقوا

فَشَددت اَوساطهم وَتَوقدت

سَرج المَحبة ساهرين لِيَلتَقوا

وَتَنبهت أَفكارهم وَتَأَهبَّوا

مُستَنظرين وفود مَولىً يَرفقُ

مِن بحرِ علمك كُلُّ غرسِ يَستقي

وَتَفيض مِن حلم عَلَيهِ سَحائبا

وَتَهللوا بِنفوسهم وَتَكللوا

بِرَئيسهم وَتَدرعوا وَتَمنطَقوا

حبرٌ حَوى جنس الفَضائل كُلَها

وَبِهِ غَدَت أَنواعَها تَتَأَلَّقُ

فبكلّ فصل فَضل حكمتهِ اِنتَضى

سَيف العَدالة لامِعاً يَتَرَقرَقُ

خُصَّت بِهِ الآراءُ وَالإِحكامُ في

كلِّ الامورِ محكمٌ وَموفقُ

وَلَقَد جَنى مِن كُلِ علمٍ أَنعماً

وَتقاهُ ركنٌ للرئاسَةِ اليقُ

أَفعالُهُ في كُلِّ اين عطَّرت

نَفحاتِ برٍّ كل يَومٍ تعبقُ

سِلسُ التَقرُّب للفضيلَةِ وَضعهُ

عسرُ التَغرُّبِ عَن كَمالٍ يومِقُ

ملَكَ الطهارة وَالبرارة وَالتُقى

وَمَقامُهُ لَكُم الدَليلُ الا صدقُ

ان فاهَ لفظاً بَتَّ قَولاً شارِحاً

ذاتَ الطَبائِعِ زينَ فيهِ المَنطقُ

لَن تُقسَمُ الاخلاقُ كَالأَرزاق لَن

يَبقى سريٌّ غَيرهُ يَتَصَدقُ

لَو كنتَ في عَصرِ الكَليم لكنتهُ

وارحت من ضعف الوَصايا الكاتبا

قَد صارَ كلّاً للجَميعِ لربحهم

وَبِخلقِ كلٍّ قَد بَدا يَتخلَّقُ

بالحلمِ معنٌ بالحذاقَةِ قَد حَكى

أَياس في ثَوب الذَكاءِ مخلَّقُ

وَقَضاؤُهُ في حلِّ كُلّ قَضيةٍ

كَالشَمسِ رابعة النَهار محققُ

سُلِبَت شَوائِبُ دَهرِنا عَنهُ كَما

سَلَبَ الظَلام ضِياءُ صبحٍ يشرقُ

مَن ذا يَقومُ بموجباتٍ كمالِهِ ال

مزدان مِنهُ الغربُ ثمَّ المَشرقُ

فَالعَدلُ عَن تبيانِهِ عَذلٌ بِنا

وَالعَدلُ مِن بَعدٍ اِلَيهِ الاوفقُ

سَأَلَ الاله لا جل شَعبٍ حكمَةً

جاءَت بِها الخَيرات بَحراً يدفق

ذا بحر علمٍ لا قِياسَ لكنهِهِ

وَالدرُّ فيهِ مجمَّعٌ وَمفرَّقُ

قوموا استقوا يا أَهل لُبنان الحيا

مِن صَفوِهِ واحيوا بِهِ قوموا استقوا

وَتَقَدَّموا لمقدَّمات عُلومِهِ

وَاستنتجوا مِنها الخَلاص وَصدّقوا

وولجتَ ارضاً كانَ موعوداً بِها

مِن بعد قطع مفاوز وَسباسبا

وَتَأَمَّلوا بِجهادهِ وَتَكمَّلوا

بودادِهِ وَاستوثقوهُ استوثقوا

وَتَفَّقهوا بحَديثِهِ وَتَفكَّهوا

بِحَديثِهِ فَهُوَ الفَصيحُ المُفلقُ

وَتَنسكوا بِمثالِهِ وَتَمسكّوا

بذيالِهِ وَاستنجدوهُ فترتقوا

بُرهانهُ الشافي تُرَدُّ لاصلِهِ

كُل البَراهين الَّتي تتصدَقُ

ذو غيرَةٍ كَالنار بَعضُ سعيرها

لا شى تَعاليم الَّذين تهرطقوا

تَبّاً لِمَن راشَ السِهام بِغَدرِهِ

وَبَدا لابناءِ الكَنيسَةِ يُرشَقُ

إِذ ردَّ بولس داحضاً لِسهامِهِ

فَغَدَت لراشقها الغَبيّ تمزّقُ

وَكَذا الَّذين تَعَرَّضوا للقدحِ في ال

دين القَويم وَربَّقوا ما ربقوا

لَما راوهُ مفنداً هَذيانهم

لعبت بِهم ايدي سَبا فتَفَرقوا

وَتنكست راياتهم وَتعكست

غاياتهم في زعمهم بَل اخفقوا

سَقاها مزنَ حكمتهِ فَأَضحَت

بِبهجتِها كَجَنّاتِ الورودِ

لكَ أَيُّها الحبرُ العَظيمُ مسلَّمٌ

مفتاح داود المبينُ مطالبا

لا زلتَ يا مَولايَ ما بَين المَلا

سبّاق غاياتٍ تَجودُ وَتسبقُ

وَترفقن بي عاذراً قصري وَدُم

بالعزّ يا مَن لَم يَزل يَترفَقُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة ما للاصاغر بالمحامد تنطق

قصيدة ما للاصاغر بالمحامد تنطق لـ المطران جرمانوس وعدد أبياتها ثلاثة و أربعون.

عن المطران جرمانوس

المطران جرمانوس

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي