ما للأماني نبقيها فتفنينا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ما للأماني نبقيها فتفنينا لـ حسن حسني الطويراني

اقتباس من قصيدة ما للأماني نبقيها فتفنينا لـ حسن حسني الطويراني

ما للأَمانيِّ نبقيها فتفنينا

وَللمنايا نُقاصيها تُدانينا

ما لليالي نوافيها فتغدرَنا

وإن نصادقها يوماً تعادينا

ما للتلاقي عَلى ما فيهِ من فرحٍ

يقرِّبُ الحُزنَ منا إذ يلاقيا

ما للزمان عَلى ما ثَمَّ من أَملٍ

يجدِّدُ الياس من بعد المُنى فينا

ما للأداهر وَالأَيام تخدعُنا

من بعد علمٍ أبانَ الحق تبيينا

إبنا أبينا وَكَم للغادرات يد

أردت سوانا عَلى كَرْهٍ وَتُردينا

فما نحاول من وجه التراب سِوى

زادٍ يَفوتُ وَركبٍ لا يواتينا

وَما نؤمل من دارٍ زخارفُها

من غيرنا لسوانا وهي تلهينا

وَفيم نجهد أَيامَ الحياة عَلى

كثيرها وَقليلُ العَيش يكفينا

وَما الَّذي يزدهينا من نضارتها

إلا كما غرّ في الماضين ماضينا

وَهَل نُمَلَّكُ إِلا ملكَ من سلفوا

وَلو بقي الأَمر ما نالته أيدينا

وَهَل يرجَّى وفا من بالسوى غدرت

أَو ما جَفا الكلَّ يَوماً لا يجافينا

هيهات ما اتصلت أَسبابُ ذي أَمل

إلا وَفَصلُ عراها كان موقونا

ولا تمتَّعَ من لذاتها فَرِحٌ

إلا وغودر عقبى ذاكَ محزونا

نرى ونسمع إِلا أَنها حكمٌ

يبدو النذير وَتخفى الحين وَالحينا

وَهكذا نحن تترى في تصرفها

الدين ينذرُ وَالدنيا تمنّينا

نسعى وَنكدح وَالغايات تردعُنا

لاهين عن تلك بالتغرير ساهينا

فكم نسر بما في طيه أَسفٌ

وَنتقي فَقدَ زورٍ ليس يبقينا

فالبدء يذهل وَالعقبى تحذّرنا

وَالعُمرُ يُسكرُ وَالتجريبُ يصحينا

وَالجَهل يؤنس ما بالعلم يوحشنا

وَالبين يندب ما اللقيا تهنينا

تأتي السنون عَلى الأَيام تأكلُها

وَنَحنُ في طيِّها تطوى فتطوينا

لكننا لا نَرى إِلا بعين هَوىً

لذاك نبصرُ سوءَ الغيِّ تحسينا

وَليسَ نسمع ذا إلا بِسَمعِ غَوٍ

حتى كَأن بواكينا تغنّينا

وَاللهِ لو عرف الأَكوانَ ذو نظرٍ

لم يرض قبلَ احتلال الكَون تكوينا

أليس مبدؤه هيناً وغايتُه

هوناً وبينهما كم يلتقي الهَونا

عجبتُ للتائِهِ المختال ذي شرفٍ

قد يستهين عليها الماءَ والطينا

وَهل فخارٌ لمن في كُل آونةٍ

يخشى عَلى نفسه غسلاً وَتكفينا

وهل يعز الَّذي يعلو معزَّتَهُ

ذلُّ الترابِ ويُضحي ثَمَّ مدفونا

وهل يهاب الَّذي يسعى لمصرعه

يوماً فيوماً وَيأتي الموت مغبونا

وَهَل يليق علوٌّ في مناكبها

والأَرض ساوت مواليها السلاطينا

إني لأذكر من يأتي ومن سلفوا

من الملوك فأدعوهم مساكينا

ما أجهل الحاسدَ المتبولَ مهجتُه

إن كان يحسد بالأَيام مفتونا

فَيا رَعى اللَه عَيناً لم تجد سَهراً

عَلى عُيون بمهد اللحد عافينا

وَيا وَقى اللَهُ قلباً ما بهِ جَزَعٌ

يَروعُه إثرَ تفريق المحبينا

وَيا سقى اللَه قرباً لم تَشُبه نَوىً

وَعصره إِذ يحيينا فيحيينا

لَقد تَولَّى وَكان الصَبر يجملُ لَو

أَبقى الزَمان لأُنس النفس شاهينا

وَلَّى بهِ الدَهر فلتهدر بوادرُهُ

فلستُ أذكرُ منهُ الباس وَاللينا

فقدت منهُ هماماً شأنُه هممٌ

وَعاصماً شَأوُه يَحمي المرجِّينا

وَما بكيتُ عَلى علياه منفرداً

لكن رأَيتُ جَميعَ الناس باكينا

فعزِّ عني الدَواوينَ الكِرامَ بهِ

وَعزِّ عنها كما تهوى الميادينا

وَعزِّها رتباً تاهت بهِ حِقَباً

أَو عَزِّنا وَعزيزٌ أن تعزينا

قد كانَ سَيفاً يصولُ الصائلون بِهِ

عَلى اللَيالي وَحصناً صان من صينا

وكانَ حيّاً تروّينا محامدُه

وَاليَوم ميتاً مراثيه تروِّينا

وَكانَ سهلاً وَحَزْناً في خلائقه

يُرضي الصديقَ كما يُردي المعادينا

وَكانَ يؤنسنا آمالُ أوبته

فصار يوحشُ حتمُ الياسِ نادينا

لِلّه أَيُّ جلالٍ زانَه شَممٌ

وَجَوهرٍ صارَ تحت الأَرض مكنونا

لِلّه أَيُّ همامٍ ماجدٍ فَطِنٍ

أَضحى عَلى شرف في الترب مدفونا

غفى فأسهر طُولَ الدَهر أعيُنَنا

وَزال عَنها فخانتنا أمانينا

وَمات عنا وَما ماتت مفاخرُهُ

تُتلَى علينا وَنتلوها لتالينا

مضى إِلى ربه في دار رحمتِه

وَخلّفَ الحُزنَ فينا لا يُنائينا

فقل سلامٌ عَلى الدُنيا بأجمعها

من بعدِه فقليلٌ ما تُصافينا

وَهل يعز سوى فقدان ذي خطر

من الرجال عَلى العز الموافينا

وَهَل دُموعٌ عليهِ غَيرُ ذائبةٍ

إِذا تذاكر عهداً مِن تلاقينا

يا رحمة الله حيي قبرَه برضىً

فقد حَوى قبرُه الإجلالَ وَالدينا

وَيا سقى اللَه ذاكَ الشهمَ إن له

في القَلب مَثوىً وَفي الأبصار تعيينا

وَلتزدهر جنةُ المَأوى بطلعتِه

مخلَّداً بنعيمِ الخلد مأمونا

وَلتبك دُنياه إذ آبت بفرقته

من بعدِ ما اغتبطت منه أحايينا

فتلك غاياته قالت مؤرخةً

قد أنشأ اللَه للفردوس شاهينا

شرح ومعاني كلمات قصيدة ما للأماني نبقيها فتفنينا

قصيدة ما للأماني نبقيها فتفنينا لـ حسن حسني الطويراني وعدد أبياتها ثمانية و خمسون.

عن حسن حسني الطويراني

حسن حسني باشا بن حسين عارف الطويراني. شاعر منشئ، تركي الأصل مستعرب، ولد ونشأ بالقاهرة وجال في بلاد إفريقية وآسية، وأقام بالقسطنطينية إلى أن توفي، كان أبي النفس بعيداً عن التزلف للكبراء، في خلقته دمامة، وكان يجيد الشعر والإنشاء باللغتين العربية والتركية، وله في الأولى نحو ستين مصنفاً، وفي الثانية نحو عشرة. وأكثر كتبه مقالات وسوانح. ونظم ستة دواوين عربية، وديوانين تركيين. وأنشأ مجلة (الإنسان) بالعربية، ثم حولها إلى جريدة فعاشت خمسة أعوام. وفي شعره جودة وحكمة. من مؤلفاته: (من ثمرات الحياة) مجلدان، كله من منظومة، و (النشر الزهري-ط) مجموعة مقالات له.[١]

تعريف حسن حسني الطويراني في ويكيبيديا

حسن حسني الطويراني (1266 - 1315 هـ / 1850 - 1897 م) هو حسن حسني باشا بن حسين عارف الطُّوَيْراني.صحافي وشاعر تركي المولد عربي النشأة. ولد بالقاهرة، وطاف في كثير من بلاد آسيا وأفريقيا وأوروبة الشرقية. كتب وألف في الأدب والشعر باللغتين العربية والتركية، وأنشأ في الأستانة مجلة «الإنسان» عام 1884، ومن ثم حولها إلى جريدة ، لخدمة الإسلام والعلوم والفنون؛ وظلت إلى عام 1890 باستثناء احتجابها عدة أشهر. جاء إلى مصر واشترك في تحرير عدة صحف. تغلب عليه الروح الإسلامية القوية. ومن كتبه: «النصيح العام في لوازم عالم الإسلام»، و«الصدع والالتئام وأسباب الانحطاط وارتقاء الإسلام»، و«كتاب خط الإشارات» وغيرها. له ديوان شعر مطبوع عام 1880.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي