ما كنت أول حافظ لمضيع

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ما كنت أول حافظ لمضيع لـ سبط ابن التعاويذي

اقتباس من قصيدة ما كنت أول حافظ لمضيع لـ سبط ابن التعاويذي

ما كُنتُ أَوَّلَ حافِظٍ لِمُضَيَّعٍ

وَالغَدرُ مِن حَسناءَ غَيرُ بَديعِ

ماذا عَلى الأَيّامِ أَيّامِ الصِبى

لَو أَنَّها سَمَحَت لَنا بِرُجوعِ

وَعَلى اللَيالي لَو تَكُرُّ مُعيدَةً

ما فَرَّقَت مِن شَملِنا المَجموعِ

وَعَلى شَموسٍ في الخُدورِ غَوارِبٍ

لَو أَذَّنَت بَعدَ النَوى بِطُلوعِ

لَم تَبكِ يَومَ فِراقِكُم عَيني دَماً

إِلا وَقَد نَزَحَ البُكاءُ دُموعي

وَدَّعتُ عيسَهُمُ فَيا لِلَّهِ ما

صَنَعَت بِقَلبي ساعَةَ التَوديعِ

بانوا بِسَكرى اللَحظِ صاحٍ قَلبُها

مِمّا تُجِنُّ جَوانِحي وَضُلوعي

لَحظٍ بِهِ يَدوى الصَحيحُ فَليتَها

أَبقَت عَلى قَلبٍ بِها مَصدوعِ

قالَت أَتَقنَعُ أَن أَزورَكَ في الكَرى

فَتَبيتَ في حُكمِ المَنامِ ضَجيعي

وَأَبيكَ ما سَمُحَت بِطَيفِ خَيالِها

إِلّا وَقَد مَلَكَت عَلَيَّ هُجوعي

يا سَلمَ إِنَّ الحُبَّ أَسلَمَني إِلى

شُغلَينِ مِن وَجدٍ بِكُم وَوُلوعِ

وَهَواكِ يا ذاتَ اللِما المَعسولِ غا

دَرَني أَبيتُ بِلَيلَةِ المَلسوعِ

يا قارِعاً بِالعَذلِ سَمعي بَعدَ ما

عَلِقَ الفُؤادُ دَعَوتَ غَيرَ سَميعِ

أَنا في الغَرامِ بِها وَمَجدُ الدينِ في

حُبِّ النَدى لِلعَذلِ غَيرَ مُطيعِ

مَلِكٌ أَنافَ عَلى المُلوكِ بِسودَدٍ

عالٍ وَبيتٍ في الأَنامِ رَفيعِ

فَالعِزُّ تَحتَ رِواقِهِ المَرفوعِ وَال

تَأيِيدُ فَوقَ سَريرِهِ المَوضوعِ

تَغنى بِهِ إِن شِمتَ بَرقَ سَمائِهِ

عَن كُلِّ خَلّابِ البُروقِ لَموعِ

أَموالُهُ نَهبُ العُفاةِ وَجارُهُ

في مُشمَخِرٍّ مِن سُطاهُ مَنيعِ

نيطَت أُمورُ المُلكِ مِن آرائِهِ

بِقَوٍ أَشَمِّ المَنكِبَينِ ضَليعِ

رُدَّت إِلى تَدَبيرِهِ فَاِنتاشَها

مِن قَبضَةِ الإِهمالِ وَالتَضيِيعِ

أَفضَت وَقَد نَزَلَت بِساحَتِهِ إِلى

صَدرٍ كَمُنخَرِقِ الفَضاءِ وَسيعِ

كَم ذَبَّ عَنهُ مُصالِتاً كَيدَ العِدى

بِذُبابِ ما ضي الشَفرَتَينِ صَنيعِ

مِن مَعشَرٍ لَهُمُ إِلى أَمَدِ العُلى

سَعيٌ يَفوقُ نَجاءَ كُلِّ سَريعِ

غُرٌّ هُجانٌ كَالسُيوفِ أَعِزَّةٌ

ما هُيِّجوا لِمُلِمَّةٍ بِخُضوعِ

طارَت بِهِم في ذُروَةِ العَلياءِ وَال

أَحسابِ بَينَ مَشَقَّةٍ وَوُقوعِ

وَسَموا جِباهَ الدَهرِ مِن أَيّامِهِم

بِجَميلِ آثارٍ وَحُسنِ صَنيعِ

بُعِثوا لَنا وَالجودُ قَد نُسِخَت شَرا

ئِعُهُ بِدينٍ في النَدى مَشروعِ

ما عَيبَ تالِدُهُم بِطارِفِهِم وَلا

خَجِلَت أُصولٌ مِنهُمُ بِفُروعِ

شُمُّ الأُنوفِ إِذا اِنتَدوا فَإِذا دُعوا

لِمُلِمَّةٍ نَهَضوا طِوالَ البوعِ

فَلّوا الأَسِنَّةِ وَالدُروعَ حَواسِراً

بِأَسِنَّةٍ مِن رَأيِهِم وَدُروعِ

بِالصاحِبِ اِبنِ الصاحِبِ التَأَمَت وَما

كانَت بِطَبعِ الإِلتِيامِ ضُلوعي

زالَت شِكاياتي بِهِ وَكَأَنَّني

أَنزَلتُها مِنهُ بِبَختيشوعِ

وَعَلِقتُ مِنهُ بِحَبلِ مَرهوبِ السُطى

وَالبَأسِ ضَرّارِ اليَدَينِ نَفوعِ

وَرَبَعتُ مِن مَعروفِهِ وَحِبائِهِ

في مُمرِعٍ خَضِلِ النَباتِ مَريعِ

حَتّى غَدَت مُبيَضَّةً مُخضَرَّةً

بِنَدى يَديهِ مَطالِبي وَرُبوعي

فَكَأَنَّما جاوَرَتَ مِن أَخلاقِهِ

تَيّارَ بَحرٍ أَو رِياضَ رَبيعٍ

وَأَمِنتُ رائِعَةَ الخُطوبِ بِهِ وَجا

رُ مُؤَيِّدِ الإِسلامِ غَيرُ مَروعِ

قارَعتُهُنَّ بِمُحسِنٍ لا تُحسِنُ ال

أَيّامُ أَن تَأتي لَهُ بِقَريعِ

ذي المَورِدِ المَشفوهِ تَحمَدُهُ إِذا

يَمَّمتَهُ وَالنائِلِ المَشفوعِ

يا مُنصِفي مِن جَورِ دَهرِ قاسِطٍ

وَأَجِلُّهُ مِن أَن أَقولَ شَفيعي

إِن أَقتَرَت كَفّي فَأَنتَ ذَخيرَتي

أَو أَجدَبَت أَرضي فَأَنتَ رَبيعي

وَعِطاشُ آمالي وَهُنَّ حَوائِمٌ

لَولاكُمُ ما ذُقنَ يَومَ شُروعِ

سَمعاً أَبا الفَضلِ الجَوادَ لِشاعِرٍ

يُدلي إِلَيكَ بِشِعرِهِ المَطبوعِ

وافاكَ مِنهُ بِدُرَّةٍ قَذفَت بِها

أَصدافُها مِن زاخِرٍ يَنبوعِ

مِثلِ العَروسِ يَفوحُ مِن أَردانِها

أَرَجٌ بِطيبِ ثَنائِكَ المَسموعِ

جاءَتكَ حالِيَةً تَرائِبُها مِنَ ال

تَجنيسِ وَالتَطبيقِ وَالتَرصيعِ

جَمَعَت عَفافَ حَسيبَةٍ في قَومِها

وَحَياءَ ناهِدَةٍ وَدَلَّ شَموعِ

فَتَمَلَّ مُلكاً أَنتَ جامِعُ أَمرِهِ

في ظِلِّ شَملٍ بِالبَقاءِ جَميعِ

وَاِحكُم عَلى الدُنيا مُطاعَ الأَمرِ مُت

تَبَعَ المَراسِمِ نافِذَ التَوقيعِ

ما بَشَّرَت بِالخِصبِ أُمُّ بَوارِقٍ

تَفتَرُّ عَن واري الزِنادِ لَموعِ

وَأَضاءَ بَدرٌ مِن سُجوفِ غَمامَةٍ

وَاِستَلَّ فَجرٌ مِن قِرابِ هَزيعِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة ما كنت أول حافظ لمضيع

قصيدة ما كنت أول حافظ لمضيع لـ سبط ابن التعاويذي وعدد أبياتها واحد و خمسون.

عن سبط ابن التعاويذي

هـ / 1125 - 1187 م محمد بن عبيد الله بن عبد الله، أبو الفتح، المعروف بابن التعاويذي أو . شاعر العراق في عصره، من أهل بغداد مولداً ووفاةً، ولي فيها الكتابة في ديوان المقاطعات، وعمي سنة 579 هـ وهو سبط الزاهد أبي محمد ابن التعاويذي، كان أبوه مولى اسمه (نُشتكين) فسمي عبيد الله.[١]

تعريف سبط ابن التعاويذي في ويكيبيديا

ابن التَّعَاوِيذِي (519 - 583 هـ / 1125 - 1187 م) هو شاعر عربي، من أهل بغداد. هو محمد بن عبيد الله بن عبد الله، أبو الفتح، المعروف بابن التعاويذي، أو سبط ابن التعاويذي. مدح صلاح الدين الأيوبي بقصائد ثلاث بعث بها إليه من بغداد. توفي في الثاني من شوال سنة 583 هـ / الخامس من كانون الأول سنة 1187 م وقيل سنة 584 هـ.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي