ما عهدنا كذا نحيب المشوق

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ما عهدنا كذا نحيب المشوق لـ أبو تمام

اقتباس من قصيدة ما عهدنا كذا نحيب المشوق لـ أبو تمام

ما عَهِدنا كَذا نَحيبَ المَشوقِ

كَيفَ وَالدَمعُ آيَةُ المَعشوقِ

فَأَقِلّا التَعنيفَ إِنَّ غَراماً

أَن يَكونَ الرَفيقُ غَيرَ رَفيقِ

وَاِستَميحا الجُفونَ دِرَّةُ دَمعٍ

في دُموعِ الفِراقِ غَيرِ لَصيقِ

إِنَّ مَن عَقَّ والِدَيهِ لِمَلعو

نٌ وَمَن عَقَّ مَنزِلاً بِالعَقيقِ

فَقِفا العيسَ مُلقِياتِ المَثاني

في مَحَلِّ الأَنيقِ مَغنى الأَنيقِ

إِن يَكُن رَثَّ مِن أُناسٍ بِهِم كا

نَ يُداوى شَوقي وَيَسلُسُ ريقي

هُم أَماتوا صَبري وَهُم فَرَّقوا نَف

سي مِنهُم في إِثرِ ذاكَ الفَريقِ

إِنَّ في خَيمِهِم لَمُفعَمَةَ الحِج

لَينِ وَالمَتنُ مَتنُ خوطٍ وَريقِ

وَهيَ لا عَقدُ وُدِّها ساعَةَ البَي

نِ وَلا عَقدُ خَصرِها بِوَثيقِ

وَكَأَنَّ الجَريالَ يَجري بِماءِ الدُ

رِّ في خَدِّها وَماءِ العَقيقِ

وَهِيَ كَالظَبيَةِ النَوارِ وَلَكِن

رُبَّما أَمكَنَت جَناةُ السَحوقِ

رُمِيَت مِن أَبي سَعيدٍ صَفاةُ ال

رومِ جَمعاً بِالصَيلَمِ الخَنفَقيقِ

بِالأَسيلِ الغِطريفِ وَالذَهَبِ الإِب

ريزِ فينا وَالأَروَعِ الغِرنيقِ

في كُماةٍ يُكسَونَ نَسجَ السَلوقِيِّ

وَتَغدو بِهِم كِلابُ سَلوقِ

يَتَساقَونَ في الوَغى كَأسَ مَوتٍ

وَهيَ مَوصولَةٌ بِكَأسِ رَحيقِ

وَطِئَت هامَةَ الضَواحي إِلى أَن

أَخَذَت حَقَّها مِنَ الفَيدوقِ

أَلهَبَتها السِياطُ حَتّى إِذا اِستَنَّ

ت بِإِطلاقِها عَلى الناطَلوقِ

سَنَّها شُزَّباً فَلَمّا اِستَباحَت

بِالقُبُلّاتِ كُلَّ سَهبٍ وَنيقِ

سارَ مُستَقدِماً إِلى البَأسِ يُزجي

رَهَجاً باسِقاً إِلى الإِبسيقِ

ناصِحاً لِلمَليكِ وَالمَلِكِ القا

ئِمِ وَالمُلكِ غَيرَ نُصحِ مَذيقِ

وَقَديماً ما اِستُنبِطَت طاعَةُ الخا

لِقِ إِلّا مِن طاعَةِ المَخلوقِ

ثُمَّ أَلقى عَلى دَرَولِيَةَ البَر

كَ مُحِلّاً بِاليُمنِ وَالتَوفيقِ

فَحَوى سوقَها وَغادَرَ فيها

سوقَ مَوتٍ طَمَت عَلى كُلِّ سوقِ

فَهُمُ هارِبونَ بَينَ حَريقِ السَ

يفِ صَلتاً وَبَينَ نارِ الحَريقِ

واجِداً بِالخَليجِ ما لَم يَجِد قَطُّ

بِما شانَ لا وَلا بِالرَزيقِ

لَم يَعُقهُ بَعدَ المَقاديرِ عَنهُ

غَيرُ سِترٍ مِنَ البِلادِ رَقيقِ

وَلَوَ اَنَّ الجِيادَ لَم تَعصِهِ كا

نَ لَدَيهِ غَيرَ البَعيدِ السَحيقِ

وَقعَةٌ زَعزَعَت مَدينَةَ قُسطَن

طينَ حَتّى اِرتَجَّت بِسورِ فُروقِ

وَوَحَقِّ القَنا عَلَيهِ يَميناً

هِيَ أَمضى مِنَ الحُسامِ الفَتيقِ

أَن لَو اَنَّ الذِراعَ شَدَّت قُواها

عَضُدٌ أَو أُعينَ سَهمٌ بِفوقِ

ما رَأى قُفلَها كَما زَعَموا قُف

لاً وَلا البَحرَ دونَها بِعَميقِ

غَيرُ ضَنكِ الضُلوعِ في ساعَةِ الرَو

عِ وَلا ضَيِّقٌ غَداةَ المَضيقِ

ذاهِبُ الصَوتِ ساعَةَ الأَمرِ وَالنَه

يِ إِذا قَلَّ ثُمَّ هَدرُ الفَنيقِ

كَم أَسيرٍ مِن سِرِّهِم وَقَتيلٍ

رادِعِ الثَوبِ مِن دَمٍ كَالخَلوقِ

يَستَغيثُ البِطريقَ جَهلاً وَهَل تَط

لُبُ إِلّا مُبَطرِقَ البِطريقِ

وَأَخيذٍ رَأى المَنِيَّةَ حَتّى

قالَ بِالصِدقِ وَهوَ غَيرُ صَدوقِ

قامَ بِالحَقِّ يَخطُبُ الخَلقَ وَالأَش

قى لَعَمري بِالحَقِّ غَيرُ حَقيقِ

ناصِحٌ وَهوَ غَيرُ جِدِّ نَصيحٍ

مُشفِقٌ وَهوَ غَيرُ جِدِّ شَفيقِ

بَرَّ حَتّى عَقَّ الأَقارِبَ إِنَّ ال

بِرَّ بِالدَينِ تَحتَ ذاكَ العُقوقِ

فَفَدى نَفسَهُ بِكُلِّ شَوارٍ

وَصَهيلٍ في أَرضِهِ وَنَهيقِ

مِن مَتاعِ المُلكِ الَّذي يُمتِعُ العَي

نَ بِهِ ثُمَّ مِن رَقيقِ الرَقيقِ

لَم تَبِعهُم مِنهُم كِباراً وَلا صَدَّ

عتَ حَبَّ القُلوبِ بِالتَفريقِ

ثُمَّ ناهَضتَ في الغُلولِ رِجالاً

وَرِجالاً بِالضَربِ وَالتَحريقِ

فَرقُ ما بَينَهُم وَبَينَ ذَوي الإِش

راكِ كَالفَرقِ بَينَ نوكٍ وَموقِ

أَيُّ شَيءٍ إِلّا الأَمانِيُّ بَينَ ال

كُفرِ لَو فَكَّروا وَبَينَ الفُسوقِ

وَبَوادي عَقَرقُسٍ لَم تُعَرِّد

عَن رَسيمٍ إِلى الوَغى وَعَنيقِ

جَأَرَ الدينُ وَاِستَغاثَ بِكَ الإِس

لامُ لِلنَصرِ مُستَغاثَ الغَريقِ

يَومُ بَكرِ بنِ وائِلٍ بِقِضاتٍ

دونَ يَومِ المُحَمَّرِ الزِنديقِ

يَومُ حَلقِ اللِمّاتِ ذاكَ وَهَذا ال

يَومُ في الرومِ يَومُ حَلقِ الحُلوقِ

أَطعَمَ السَيفَ نِصفَهُم وَرَمى النِص

فَ بِرَأيٍ صافي النِجارِ عَريقِ

وَأَصاخوا كَأَنَّما كانَ يَرمي

هِم بِذاكَ التَدبيرِ مِن مَنجَنيقِ

فَوَرَبِّ البَيتِ العَتيقِ لَقَد طَح

طَحتَ مِنهُم رُكنَ الضَلالِ العَتيقِ

سَرَقوهُم مِنَ السُيوفِ وَمِن سُم

رِ العَوالي لَيالِيَ الساروقِ

كَرُمَت غَزوَتاكَ بِالأَمسِ وَالخَي

لُ دِقاقٌ وَالخَطبُ غَيرُ دَقيقِ

حينَ لا جِلدَةُ السَماءِ بِخَضرا

ءَ وَلا وَجهُ شَتوَةٍ بِطَليقِ

أَورَثَت صاغِرى صَغاراً وَرَغماً

وَقَضَت أَو قَضى قُبَيلَ الشُروقِ

كَم أَفاءَت مِن أَرضِ قُرَّةَ مِن قُرَّ

ةِ عَينٍ وَرَبرَبٍ مَرموقِ

ثُمَّ آبَت وَأَنتَ خَوفَ الغَمامِ ال

غَطِّ ذو فِكرَةٍ وَقَلبٍ خَفوقِ

لا تُبالي بَوارِقَ البيضِ وَالسُم

رِ وَلَكِن بالَيتَ لَمعَ البُروقِ

تَشنَأُ الغَيثَ وَهوَ حَقُّ حَبيبٍ

رُبَّ حَزمٍ في بِغضَةِ المَوموقِ

لَم تَخَوَّف ضَرَّ العَدُوِّ وَلا بَغ

ياً وَلَكِن تَخافُ ضَرَّ الصَديقِ

إِنَّ أَيّامَكَ الحِسانَ مِنَ الرَو

مِ لَحُمرُ الصَبوحِ حُمرُ الغَبوقِ

مُعلَماتٌ كَأَنَّها بِالدَمِ المُه

راقِ أَيّامُ النَحرِ وَالتَشريقِ

فَإِلَيكُم بَني الضَغائِنَ عَن سا

كِن بَينِ السِماكِ وَالعَيّوقِ

النَقِيِّ الوِلادَةِ الطَيِّبِ التُر

بَةِ وَالمُستَنيرِ مَسرى العُروقِ

لا يَجوزُ الأُمورَ صَفحاً وَلا يُر

قِلُ إِلّا عَلى سَواءِ الطَريقِ

فَتَناهَوا إِنَّ الخَليقَ مِنَ القَو

مِ لِذاكَ الفَعالِ غَيرُ خَليقِ

مَلَكَت مالَهُ المَعالي فَما تَل

قاهُ إِلّا فَريسَةً لِلحُقوقِ

يَقِظٌ وَهوَ أَكثَرُ الناسِ إِغضاءً

عَلى نائِلٍ لَهُ مَسروقِ

أَنا وَلهانُ في وِدادِكَ ما عِش

تُ وَنَشوانُ فيكَ غَيرُ مُفيقِ

راحَتي في الثَناءِ ما بَقِيَت لي

فَضلَةٌ مِن لِسانِيَ المَفتوقِ

فَاِغنِ بِالنِعمَةِ الَّتي هِيَ كَالحَو

راءِ لا فارِكٍ وَلا بِعَلوقِ

بَعلُها يَأمَنُ النُشوزَ عَلَيها

وَهيَ في مَعقِلٍ مِنَ التَطليقِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة ما عهدنا كذا نحيب المشوق

قصيدة ما عهدنا كذا نحيب المشوق لـ أبو تمام وعدد أبياتها ثلاثة و سبعون.

عن أبو تمام

حبيب بن أوس بن الحارث الطائي. أحد أمراء البيان، ولد بجاسم (من قرى حوران بسورية) ورحل إلى مصر واستقدمه المعتصم إلى بغداد فأجازه وقدمه على شعراء وقته فأقام في العراق ثم ولي بريد الموصل فلم يتم سنتين حتى توفي بها. كان أسمر، طويلاً، فصيحاً، حلو الكلام، فيه تمتمة يسيرة، يحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة من أراجيز العرب غير القصائد والمقاطيع. في شعره قوة وجزالة، واختلف في التفضيل بينه وبين المتنبي والبحتري، له تصانيف، منها فحول الشعراء، وديوان الحماسة، ومختار أشعار القبائل، ونقائض جرير والأخطل، نُسِبَ إليه ولعله للأصمعي كما يرى الميمني. وذهب مرجليوث في دائرة المعارف إلى أن والد أبي تمام كان نصرانياً يسمى ثادوس، أو ثيودوس، واستبدل الابن هذا الاسم فجعله أوساً بعد اعتناقه الإسلام ووصل نسبه بقبيلة طيء وكان أبوه خماراً في دمشق وعمل هو حائكاً فيها ثمَّ انتقل إلى حمص وبدأ بها حياته الشعرية. وفي أخبار أبي تمام للصولي: أنه كان أجش الصوت يصطحب راوية له حسن الصوت فينشد شعره بين يدي الخلفاء والأمراء.[١]

تعريف أبو تمام في ويكيبيديا

أَبو تَمّام (188 - 231 هـ / 803-845م) هو حبيب بن أوس بن الحارث الطائي، أحد أمراء البيان، ولد بمدينة جاسم (من قرى حوران بسورية) ورحل إلى مصر واستقدمه المعتصم إلى بغداد فأجازه وقدمه على شعراء وقته فأقام في العراق ثم ولي بريد الموصل فلم يتم سنتين حتى توفي بها. كان أسمر، طويلاً، فصيحاً، حلو الكلام، فيه تمتمة يسيرة، يحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة من أراجيز العرب غير القصائد والمقاطيع. وفي أخبار أبي تمام للصولي: «أنه كان أجش الصوت يصطحب راوية له حسن الصوت فينشد شعره بين يدي الخلفاء والأمراء». في شعره قوة وجزالة، واختلف في التفضيل بينه وبين المتنبي والبحتري، له تصانيف، منها فحول الشعراء، وديوان الحماسة، ومختار أشعار القبائل، ونقائض جرير والأخطل، نُسِبَ إليه ولعله للأصمعي كما يرى الميمني.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. أَبو تَمّام - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي