ما طول عذلك للمحب بنافع

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ما طول عذلك للمحب بنافع لـ ابن زيدون

اقتباس من قصيدة ما طول عذلك للمحب بنافع لـ ابن زيدون

ما طولُ عَذلِكِ لِلمَحِبُّ بِنافِعِ

ذَهَبَ الفُؤادُ فَلَيسَ فيهِ بِراجِعِ

فُنِّدتِ حينَ طَمِعتِ في سُلوانِهِ

هَيهاتَ لا ظَفَرٌ هُناكَ لِطامِعِ

فَدَعيهِ حَيثُ يَطولُ ميدانُ الصِبا

كَيما يَجُرُّ بِهِ عِنانَ الخالِعِ

ماذا يُريبُكِ مِن فَتىً عَزَّ الهَوى

فَعَنا لِنَخوَتِهِ بِذِلَّةِ خاضِعِ

هَل غَيرَ أَن مَحضَ الوَفاءَ لِغادِرٍ

أَو غَيرَ أَن صَدَقَ الوِصالَ لِقاطِعِ

لَم يَهوَ مَن لَم يُمسِ قُرَّةَ عَينِهِ

سَهَرُ الصَبابَةِ في خَلِيٍّ هاجِعِ

واهاً لِأَيّامٍ خَلَت ما عَهدُها

في حينَ ضَيَّعَتِ العُهودَ بِضائِعِ

زَمَنٌ كَما راقَ السَقيطُ مِنَ النَدى

يَستَنُّ في صَفَحاتِ وَردٍ يانِعِ

أَيّامَ إِن عَتَبَ الحَبيبُ لِهَفوَةٍ

شَفَعَ الشَبابُ فَكانَ أَكرَمَ شافِعِ

ما لي وَلِلدُنيا غُرِرتُ مِنَ المُنى

فيها بِبارِقَةِ السَرابِ الخادِعِ

ما إِن أَزالُ أَرومُ شُهدَةَ عاسِلٍ

أُحمى مُجاجَتَها بِإِبرَةِ لاسِعِ

مَن مُبلِغٌ عَنّي البِلادَ إِذا نَبَت

أَن لَستُ لِلنَفسِ الأَلوفِ بِباخِعِ

أَمّا الهَوانُ فَصُنتُ عَنهُ صَفحَةً

أَغشى بِها حَدَّ الزَمانِ الشارِعِ

فَليُرغِمِ الحَظَّ المَوَلِّيَ أَنَّهُ

وَلّى فَلَم أُتبِعهُ خُطوَةَ تابِعِ

إِنَّ الغِنى لَهُوَ القَناعَةُ لا الَّذي

يَشتَفُّ نُطفَةَ ماءِ وَجهِ القانِعِ

اللَهُ جارُ الجَهوَرِيِّ فَطالَما

مُنِيَت صَفاةُ الدَهرِ مِنهُ بِقارِعِ

مَلِكٌ دَرى أَنَّ المَساعِيَ سُمعَةٌ

فَسَعى فَطابَ حَديثُهُ لِلسامِعِ

شِيَمٌ هِيَ الزَهرُ الجَنِيُّ تَبَسَّمَت

عَنهُ الكَمائِمُ في الضَحاءِ الماتِعِ

أَغرى مُنافِسَهُ لِيُدرِكَ شَأوَهُ

فَشَآهُ بِالباعِ الطَويلِ الواسِعِ

ثَبتُ السَكينَةِ في النَدِيِّ كَأَنَّما

تِلكَ الحُبا ليثَت بِهَضبِ مَتالِعِ

عَذبُ الجَنى لِلأَولِياءِ فَإِن يَهِج

فَالسَمُّ يَأبى أَن يَسوغَ لِجارِعِ

يا أَيُّها المَلِكُ الَّذي حاطَ الهُدى

لَولاكَ كانَ حِمىً قَليلَ المانِعِ

أَنِسَ الأَنامُ إِلَيكَ فيهِ فَهُم بِهِ

مِن قائِمٍ أَو ساجِدٍ أَو راكِعِ

مُتَبَوِّئونَ جَنابَ عَيشٍ مونِقٍ

مُتَفَيِّئونَ ظِلالَ أَمنٍ شائِعِ

فَلتَضرِبَن مَعَهُم بِأَوفَرِ شِركَةٍ

في أَجرِهِم مِن موتِرٍ أَو شافِعِ

خَيرُ الشُهورِ اِختَرتَ عِندَ طُلوعِهِ

خَيرَ البِقاعِ لَهُ بِأَسعَدِ طالِعِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة ما طول عذلك للمحب بنافع

قصيدة ما طول عذلك للمحب بنافع لـ ابن زيدون وعدد أبياتها ستة و عشرون.

عن ابن زيدون

أحمد بن عبد الله بن أحمد بن غالب بن زيدون المخزومي الأندلسي، أبو الوليد. وزير، كاتب وشاعر من أهل قرطبة، انقطع إلى ابن جهور من ملوك الطوائف بالأندلس، فكان السفير بينه وبين ملوك الأندلس فأعجبوا به. واتهمه ابن جهور بالميل إلى المعتضد بن عباد فحبسه، فاستعطفه ابن زيدون برسائل عجيبة فلم يعطف. فهرب واتصل بالمعتضد صاحب إشبيلية فولاّه وزارته، وفوض إليه أمر مملكته فأقام مبجّلاً مقرباً إلى أن توفي باشبيلية في أيام المعتمد على الله ابن المعتضد. ويرى المستشرق كور أن سبب حبسه اتهامه بمؤامرة لإرجاع دولة الأمويين. وفي الكتاب من يلقبه بحتري المغرب، أشهر قصائده: أضحى التنائي بديلاً من تدانينا. ومن آثاره غير الديوان رسالة في التهكم بعث بها عن لسان ولاّدة إلى ابن عبدوس وكان يزاحمه على حبها، وهي ولاّدة بنت المستكفي. وله رسالة أخرى وجهها إلى ابن جهور طبعت مع سيرة حياته في كوبنهاغن وطبع في مصر من شروحها الدر المخزون وإظهار السر المكنون.[١]

تعريف ابن زيدون في ويكيبيديا

أبو الوليد أحمد بن عبد الله بن زيدون المخزومي القرشي المعروف بـابن زيدون (394هـ/1003م في قرطبة - أول رجب 463 هـ/5 أبريل 1071 م) وزير وكاتب وشاعر أندلسي، عُرف بحبه لولادة بنت المستكفي.

[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن زيدون - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي