ما حاد عن حب البطين الأنزع

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ما حاد عن حب البطين الأنزع لـ طلائع بن رزيك

اقتباس من قصيدة ما حاد عن حب البطين الأنزع لـ طلائع بن رزيك

ما حاد عن حب البطين الأنزع

متجنبا لولائه الا دعي

وأنا الذي في حبه وولائه

لا قابل مينا ولا بالمدعي

ولقد حللت بحب آل محمد

وولاي فيهم بالمحل الارفعِ

ولو أنني عرضت عليَّ مسالك

الدنيا لاربع عنهم لم أرجعِ

فهم عتادي في الوغى وذخيرتي

يوم المعاد وعدتي في مضجعي

واليهم في كل خطبٍ موئلي

واليهم في كل صعب مرجعي

وإذا اعتصمت بهم نجوت من الردى

وإذا انتصرت بهم وجنانهم معي

همُ نيرات الدين كل منهم

شمس بدت للناظرين بمضلع

فودادهم جبلت عليه فضرتي

وولائهم حنيت عليه أضلعي

همُ منتهى الاحسان كيف تصرفوا

وهم ذووا العل الغزير المنبع

رغبت قلوب عنهم واليهم

ينقاد قلبي في العنان الاطوع

واللّه يعلم أنني في مدحهم

لا كالذي يخشى ولا المتصنع

لو قيل بعد المصطفى من صفوة

الدنيا أشرت إلى البطين الانزع

من عله صوب الحيا وعجيبه

من صيب لما همى لم يقلع

حكم حكت روض الربى في زهره

فعقول أهل الأرض فيها ترتعي

كم أنزل الابطال حد حسامه

في الحرب من فوق المكان الامنع

كم طار منه حتفه يوم الوغى

بطل فنادى ذو الفقار به قع

ولرب يوم شمسه للنقع قد

لائت خمارا وبدت في برقع

تجلى غياهبه بغرة طلعة

كم روعت قلب الكمي الانزع

كل المنايا في مضارب سيفه

تبدوا لوجه الناظر المتطلع

فعداه والاضداد كل لا يرى

بي عاطسا إلا بأنف أجدع

وإذا بدى ذو غرة لي عاذلاً

تأيته عني ذليل الأخدع

وإذا يقاس به سواه فإنه

طمع لعسرك ماله من موضع

وعلام تركي المعمارة مبدلاً

من حسنها سكان قفر بلقع

الكون في الطرف المكدر ناهلاً

وأعود مطرحاً لعذب المشرع

من كان قيداً للنواظر وجهه

وكلامه قد كان قيد المسمع

رب الشجاعة والندى والعلم

والتقوى وزين للسجود الركع

ولى به غسق الضلال وقد رمى

من هديه فيه بريح زعزع

لا يرهب البيض الصفاح كغيره

حينا ولا دعس الرماح الشرع

بت المطامع من زخارف هذه

الدنيا ولم يخل امرء من مطمع

أنا بالأئمة لم أزل متشفعاً

وبغيرهم أنا لست بالمستشفع

ولرب ليل طال في ذكري لهم

فبقيت من طول الأسى لم أهجع

كابدت فيه عظيم همَّ مؤلم

ورجعت فيه إلى فؤاد موجع

حتى وجدت الوجد مني كامل

والصبر في قلبي بحال موزع

من غلة لو أنني من حرها

في حمة الماء الروى لم أنقع

من غاصبين تصرفوا في حق آل

العزم والحزم الطوال الأدرع

يا حسرتي لو أنني في نصرهم

أهديت نفسي الباذل المتبرع

ولو أنني أبكي دماً ما قلت إذ

طال البكا أكفف وازدجر يا مدمعي

إذ فيهم شهر الزمان صوارماً

ونحاهم في هبذر المتدرع

وكفاه إذ خص الحسين وآنه

بالشر والقتل الذريع الأشنع

منع الورود من الفرات وقد رأى

فيه الكلاب من العدى لم تمنع

يا ليتني قد كنت في أيامه

وفدى له من سود آل المصرع

عجباً لدهر نال منه فأبدل الماء

الزلال بوصف لمع اليلسع

ما الدهر إلا سلم هل الجهل في

الدنيا وما أن زال حرب الألمعي

ولقد علقت بحبل آل محمد

يا عاذلي إن شئت فاعذل أودع

أنا لا أصيغ للائم في حبهم

إذ لم يضر فإنه لم ينفع

فلأنصرنهم بعضب قاطع

من مقولي وبسحر نظم المبدع

ولأصرفن إلى الجهاد عدوهم

وجهي واظهر عزمه المتطوع

أضداد ديني لو أكلت وهم على

قيد الحياة لحومهم لم أشبع

فمن الكآبة لم أزل متوجعاً

عجبي لقلبي كيف لم يتصدع

شرح ومعاني كلمات قصيدة ما حاد عن حب البطين الأنزع

قصيدة ما حاد عن حب البطين الأنزع لـ طلائع بن رزيك وعدد أبياتها خمسون.

عن طلائع بن رزيك

طلائع بن رزيك الملقب بالملك الصالح أَبي الغارات. وزير عصامي يعد من الملوك، أَصله من الشيعة الإمامية في العراق، قدم مصر فقيراً، فترقى في الخدم حتّى ولي منية ابن خصيب من أَعمال الصعيد المصري، وسنحت له الفرصة فدخل القاهرة بقوة فولي وزارة الخليفة الفائز الفاطمي سنة 549 هـ. واستقل بأمور الدولة دفعت بالملك الصالح فارس المسلمين نصير الدين ومات الفائز (555 هـ) وولي العاضد فتزوج بنت طلائع. واستمر هذا في الوزارة فكرهت عمة العاضد استيلاؤه على أمور الدولة واموالها فأكمنت له جماعة من السودان في دهليز القصر فقتلوه وهو خارج من مجلس العاضد. وكان شجاعاً حازماً مدبراً جواداً صادق العزيمة عارفاً بالأدب. شاعراً له ديوان (شعر ـ ط) صغير، ووقف أَوقافاً حسنة ومن أثاره جامع على باب زويلة بظاهر القاهرة وكان لا يترك غزو الفرنج في البر والبحر ولعمارة اليمني وغيره مدائح فيه ومراث. له كتاب سماه (الاعتماد في الرد عَلى أهل العناد) .[١]

تعريف طلائع بن رزيك في ويكيبيديا

طلائع بن رزيك، والمُلقّب بالملك الصالح، أحد وزراء الدولة الفاطمية ومن أبرز فقهائها وشعرائها، قال عنه ابن خلكان: «وكان فاضلاً، سمحاً في العطاء، سهلاً في اللقاء، محبّاً لأهل الفضائل، جيّد الشعر».[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. طلائع بن رزيك - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي