ما بين أعطاف القدود الهيف

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ما بين أعطاف القدود الهيف لـ ناصيف اليازجي

اقتباس من قصيدة ما بين أعطاف القدود الهيف لـ ناصيف اليازجي

ما بين أعطاف القُدودِ الهِيفِ

سَبَبٌ ثقيلٌ قامَ فوقَ خفيفِ

إن فرَّ من تلك الرِّماحِ طعينُها

لقِيَتْهُ أجفانُ المَهى بسُيُوفِ

سُبحانَ مَن خلقَ المحاسنَ وابتَلى

مُهَجَ القُلوبِ بحُبِّها المألوفِ

دَعتِ الخليَّ إلى الهوَى فأجابها

طَوعاً وعاصَي داعيَ التعنيفِ

أمسَى يَجُرُّ على القَتادِ ذُيولَهُ

من كان يعثُرُ في رمال الرِيفِ

وإذا الهَوَى مَلَكَ الفُؤادَ فإنَّهُ

مَلكَ الفَتَى من تالدٍ وطريفِ

أفدي عِذاراً خطَّ كاتبُهُ بلا

قلمٍ لنا سَطراً بغيرِ حُروفِ

شبَّبتُ فيهِ تصببُّاً حتَّى أتَت

عذراءُ من بَغدادَ تحتَ سُجوفِ

خَودٌ شُغِلتُ وقد شُغِفتُ بحُسنِها

عن حُسنِ كلِّ وصيفةٍ ووصيفِ

تختالُ تحت رقائقٍ وعَقائقٍ

ومناطقٍ وقَراطقٍ وشُنوفِ

عَرَبيةٌ ألفاظُها قد نُزِّهَتْ

عن شُبهةِ التصحيفِ والتحريفِ

نَسَجَ البديعُ لها طِرازاً مُعلَماً

من صَنْعةِ الأقلامِ في التفويفِ

أهلاً بزائرةٍ عليَّ كريمةٍ

حَلَّت فجلَّتْ عن مَحَلّ ضُيوفِ

إن لم يَصِحَّ المدحُ لي منها فقد

صحَّت بذلكَ آيةُالتشريفِ

جادَ الإمامُ بها عليَّ تفضُّلاً

كالبحر جادَ بدُرِّهِ المرصوفِ

رَجعَ الثَناءُ بها عليهِ بلُطفهِ

فكأنهُ رَجْعُ الصَدَى لَهَتُوفِ

عَلَمٌ قد اشتَهرَتْ مناقبُ فضلِهِ

في النَّاسِ فاستغنى عن التَّعريفِ

كَثُرتْ صِفاتُ الواصفيِهِ وطالما

لَذَّت فشاقَتْنا إلى الموصوفِ

صافي السريرةِ مُخلِصٌ يمشي على

قَدَمِ التُّقَى ويَجُرُّ ذيلَ عفيفِ

أفعالُهُ المتصرِّفاتُ صحيحةٌ

سَلِمتْ من الإعلال والتضعيفِ

هُوَ عارفٌ باللهِ قامَ بَنهْيِهِ

عن مُنكرٍ والأمرِ بالمعروفِ

سيماؤهُ في وَجهِهِ الوضَّاح من

أثَرِ السُّجودِ على أديمِ حنيفِ

لَهِجٌ بخُلقِ الزاهدِينَ أحَبُّ من

لُبس الشَّفُوفِ إليهِ لُبسُ الصوفِ

يهفو إلى زُهْر الفضائل عائفاً

من زَهرةِ الدُّنيا اجتِناءَ قُطُوفِ

ياقوتُ خَطٍّ من سَوادِ مِدادِهِ

كُحلٌ لطَرْفِ الناظرِ المطروفِ

أقلامهُ كالبيضِ في إمضائها

لكنها كالسُمر في التثقيفِ

قد صَرَّفَتْ في المُعرَباتِ بَنانُهُ

تلكَ العواملَ أحسنَ التصريفِ

تَسعى لديهِ على الرُؤُوس كأنَّما

تجري على فَرسٍ أغَرَّ قَطُوفِ

العالمُ الشَهْمُ الفؤادِ الشاعرُ ال

واري الزِنادِ الباهرُ التأليفِ

ثَمِلَ العِراقُ بشِعرِهِ حتى جَرَت

في الشامِ فضلةُ كأسهِ المرشوفِ

من كل قافيةٍ كزَهْر حديقةٍ

في كلِّ مَعْنىً كالنسيمِ لطيفِ

هي مُعجزِاتٌ في صُدور أُولي النُّهَى

ضَرَبَت عَرُوضاً ليسَ بالمحذوفِ

لا بدعَ في عبد الحميدِ فإنَّها

أُمُّ العِراقِ أتَتْ بكلِّ طريفِ

أمُّ العِراقِ مدينةُ الخُلفَاءِ وال

عُلَماءِ والشُعراءِ بِضعَ أُلوفِ

لا تُنكِروا خوفاً يَهُولُ رِسالتي

منها وإن تكُ أمْنَ كل مَخُوفِ

لولا الغُرورُ حَبَسْتُها لكنَّني

أطلقتُ عُذري خَلْفَها كرديفِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة ما بين أعطاف القدود الهيف

قصيدة ما بين أعطاف القدود الهيف لـ ناصيف اليازجي وعدد أبياتها ستة و ثلاثون.

عن ناصيف اليازجي

ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط. شاعر من كبار الأدباء في عصره، أصله من حمص (سورية) ومولده في كفر شيما بلبنان ووفاته ببيروت. استخدمه الأمير بشير الشهابي في أعماله الكتابية نحو 12سنة، انقطع بعدها للتأليف والتدريس في بعض مدارس بيروت وتوفي بها. له كتب منها: (مجمع البحرين -ط) مقامات، (فصل الخطاب -ط) في قواعد اللغة العربية، و (الجوهر الفرد -ط) في فن الصرف وغيرها. وله، ثلاثة دواوين شعرية سماها (النبذة الأولى -ط) و (نفحة الريحان -ط) و (ثالث القمرين -ط) .[١]

تعريف ناصيف اليازجي في ويكيبيديا

ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط بن سعد اليازجي (25 مارس 1800 - 8 فبراير 1871)، أديب وشاعر لبناني ولد في قرية كفر شيما، من قرى الساحل اللبناني في 25 آذار سنة 1800 م في أسرة اليازجي التي نبغ كثير من أفرادها في الفكر والأدب، وأصله من حمص. لعب دوراً كبيراً في إعادة استخدام اللغة الفصحى بين العرب في القرن التاسع عشر، عمل لدى الأسرة الشهابية كاتباً وشارك في أول ترجمة الإنجيل والعهد القديم إلى العربية في العصر الحديث. درّس في بيروت.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ناصيف اليازجي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي