ما بال نفس تطيل شكواها

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ما بال نفس تطيل شكواها لـ أبو حامد الغزالي

اقتباس من قصيدة ما بال نفس تطيل شكواها لـ أبو حامد الغزالي

ما بال نفس تطيل شكواها

إلى الورى وهي ترتجي اللَه

يفسد إخلاصها شكايتها

ذاك الذي راعها وأرداها

لو أنها من مليكها اقتربت

وأخلصت ودُّها لأدناها

لكنها آثرت برتيه

عليه جهلاً به فأقصاها

أفقرها المورى ولو لجأت

إليه من دونهم لأعتاها

تشكو إلى خلقه كأنهم

قد ملكوا نفعها وضراها

لو فوضت أمرها لخالقها

وصححت صدقها وتكلاها

عرضها من همومها مزجاً

ولم يدعها يطول غماها

تسخطه في رضا بريته

تباً له ما أجل يلواها

لو أنها للعباد مسخطة

مرضية ربها لأرضها

لدي نفس أحب أنعتها

لتعرفوا نعتها وأسماها

فاسمع صفاتي لها لعلك أن

تفهم ذا اللب سر معناها

تسعى إلى اللهو وهو غايتها

يا ويلها ما أضر مسعها

أزجرها وهي لي مخالفة

كأنني لست من أوداها

تنظر في عيب غيرها سفهاً

وكم عيوبٍ لها فتنساها

قد ظلَمتني بسوء عثرتها

ولم تدع لي تقوى ولا جاها

كثيرة اللغو في مجالسها

قليلة الذكر في مصلاها

قليلة الشكر عند نعمتها

ضعيفة الصبر عند بلواها

بطيئة السعي في مصالحها

سريعة الجري في بلاياها

كثيرة المطل في مواعدها

كذوبة في جميع دعواها

بصيرة بالهوى وفتنته

عمية عن أمور أخراها

نشيطة عند وقت لذتها

كاسلة عند وقت ذكراها

تؤومة العين عند صحتها

عظيمة الخوف عند ضراها

حليفة الكبر والرياء فقد

أفسدها كبرها وأطغاها

عظيمة المدح والثناء لمن

يرفع مقدارها ومثواها

مطيلة الذم بالقبيح لمن

عرفها قدرها وطغياها

تفرح في أكلها ومشربها

وحبها للمنام أغراها

ذاكرة للورى مساويهم

ناسية ما جناه كفراها

كم بين نفسي وبين نفس فتى

طهرها بالتقى ونقاها

علمها رشدها وبصرها

ثم بقوت الحلال غداها

أقامها في الدجى على قدم

فانهملت بالدموع عيناها

إذا اشتهت شهوة يعودها

بخوف معبودها فسلاها

وراضها بالصيام فانقمعت

بالرغم عن غيها ومغراها

ذاكرة للإله شاكرة

مخلصة سرها ونجواها

للَه نفس امرئٍ موفقة

آوت إلى ربها فآواها

شرفها ربها وكرمها

ومن مياه اليقين أرواها

سمت إليه بحسن فكرتها

ثم صافي ودادها فصفاها

تلك التي أن دعت لحاجتها

أجابها مسرعاً ولباها

إن بليت بالخطوب صبرها

أو سألت ما يريد أعطاها

ليست كنفسٍ لدي عاصية

آمرها جاهداً وأنهاها

وهي لأمر الإله عاصية

ويلي لما قد جنت ويلاها

كيف إلى ربها تنوب وقد

ذلت لشيطانها فأغراها

فكلما قلت نفس أزدجري

وراقبي في أمورك اللَه

صمت عن الحق وهي سامعة

كأنني ما أريد إياها

لو علمت بعض ما له خلقت

أحزنها علمها وأبكاها

لو تعرف اللَه حق معرفة

لصححت برها وتقواها

لكنها جهلها بخالقها

أغفلها رشدها وألهاها

يا ويح نفسي والويح حق لها

أن صدها ربها وأرداها

تغرها لذة الحياة وما

تدري إلى ما يكون عقباها

قد ضقت ذرعاً بها وأحبسها

لم أك أعصي الإله لولاها

إن أنا حاولت طاعت فترت

وأظهرت وحشة وأكراها

صرت مع النفس في محاربةٍ

تأمرني بالهوى وأنهاها

نحن كقرنين في معاركة

أدرع الصبر عند لقياها

وهي بجند الهوى مبارزتي

وأي صبر يطيق هيجاها

إن جبنت بالقتال شجعها

أو ضعفت في اللقاء قواها

أصرعها تراة وتصرعني

لكن لها السبق حين ألقاها

أحبها وهي لي معادية

كأنني لست من أحباها

عدوة لا أطيق أبغضها

يا ليتني أستطيع أنساها

سابحة في بحار فتنتها

جاثية في سدول ظلماها

أحسبها أن أبت موفقتي

خاسرة دينها ودنياها

يا رب عجل لها بتوبتها

واغسل بماء التقى خطاياها

إن تك يا سيدي معذبها

من ذا الذي يرتجي لرحماها

فألطف بها واغتفر خطيئتها

أنك خلاقها ومولاها

شرح ومعاني كلمات قصيدة ما بال نفس تطيل شكواها

قصيدة ما بال نفس تطيل شكواها لـ أبو حامد الغزالي وعدد أبياتها ثلاثة و ستون.

عن أبو حامد الغزالي

محمد بن محمد بن محمد الغزالي الطوسي، أبو حامد. حجة الإسلام، فيلسوف، متصوف، له نحو مئتي مصنف بعضها بالفارسية، مولده ووفاته في الطابران (قصبة طوس، بخراسان) رحل إلى نيسابور ثم إلى بغداد فالحجاز فبلاد الشام فمصر، وعاد إلى بلدته. نسبته إلى صناعة الغزل (عند من يقوله بتشديد الزاي) أو ألى غَزَالة (من قرى طوس) لمن قال بالتخفيف. من أشهر كتبه (إحياء علوم الدين -ط) و (تهافت الفلاسفة) رد عليه الفيلسوف ابن رشد بكتاب: (تهافت التهافت) ، (محك النظر -ط) ، و (معارج القدس في أحوال النفس -خ) ، و (الفرق بين الصالح وغير الصالح-خ) ، و (مقاصد الفلاسفة -ط) ، و (المضنون به على غير أهله-ط) وفي نسبته إليه كلام، و (الوقف والابتداء -خ) في التفسير، و (البسيط -خ) في الفقه، و (المعارف العقلية -خ) ، و (المنقذ من الضلال -ط) ، و (بداية الهداية -ط) .[١]

تعريف أبو حامد الغزالي في ويكيبيديا

أَبْو حَامِدْ مُحَمّد الغَزّالِي الطُوسِيْ النَيْسَابُوْرِيْ الصُوْفِيْ الشَافْعِي الأشْعَرِيْ، أحد أعلام عصره وأحد أشهر علماء المسلمين في القرن الخامس الهجري، (450 هـ - 505 هـ / 1058م - 1111م). كان فقيهاً وأصولياً وفيلسوفاً، وكان صوفيّ الطريقةِ، شافعيّ الفقهِ إذ لم يكن للشافعية في آخر عصره مثلَه.، وكان على مذهب الأشاعرة في العقيدة، وقد عُرف كأحد مؤسسي المدرسة الأشعرية في علم الكلام، وأحد أصولها الثلاثة بعد أبي الحسن الأشعري، (وكانوا الباقلاني والجويني والغزّالي). لُقّب الغزالي بألقاب كثيرة في حياته، أشهرها لقب «حجّة الإسلام»، وله أيضاً ألقاب مثل: زين الدين، ومحجّة الدين، والعالم الأوحد، ومفتي الأمّة، وبركة الأنام، وإمام أئمة الدين، وشرف الأئمة. كان له أثرٌ كبيرٌ وبصمةٌ واضحةٌ في عدّة علوم مثل الفلسفة، والفقه الشافعي، وعلم الكلام، والتصوف، والمنطق، وترك عدداَ من الكتب في تلك المجالات. ولد وعاش في طوس، ثم انتقل إلى نيسابور ليلازم أبا المعالي الجويني (الملقّب بإمام الحرمين)، فأخذ عنه معظم العلوم، ولمّا بلغ عمره 34 سنة، رحل إلى بغداد مدرّساً في المدرسة النظامية في عهد الدولة العباسية بطلب من الوزير السلجوقي نظام الملك. في تلك الفترة اشتُهر شهرةً واسعةً، وصار مقصداً لطلاب العلم الشرعي من جميع البلدان، حتى بلغ أنه كان يجلس في مجلسه أكثر من 400 من أفاضل الناس وعلمائهم يستمعون له ويكتبون عنه العلم. وبعد 4 سنوات من التدريس قرر اعتزال الناس والتفرغ للعبادة وتربية نفسه، متأثراً بذلك بالصّوفية وكتبهم، فخرج من بغداد خفيةً في رحلة طويلة بلغت 11 سنة، تنقل خلالها بين دمشق والقدس والخليل ومكة والمدينة المنورة، كتب خلالها كتابه المشهور إحياء علوم الدين خلاصةً لتجربته الروحية، عاد بعدها إلى بلده طوس متخذاً بجوار بيته مدرسةً للفقهاء، وخانقاه (مكان للتعبّد والعزلة) للصوفية.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. أبو حامد الغزالي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي