ما بال فعلك في الأفهام لم يقم

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ما بال فعلك في الأفهام لم يقم لـ ابن نباتة السعدي

اقتباس من قصيدة ما بال فعلك في الأفهام لم يقم لـ ابن نباتة السعدي

ما بالُ فعلِكَ في الأفْهامِ لم يَقُمِ

لأجلِ دِقّتِهِ أمْ دِقّةِ الفَهَمِ

فالدّهْرُ يحلِفُ إنّي ما كلفتُ بهِ

كأنّهُ الخُلقُ بين اللوحِ والقَلَمِ

لمّا ترفّعَ أنْ يُعْزى إلى لقَبٍ

قال الزّمانُ له يا فاضِحَ الهِمَمِ

سريتُ من أرضِ بكْرٍ بعْدَما هَرِمَتْ

جبالُها وغدتْ مُبيضةَ اللمَمِ

لا تستطيعُ فَعالاً ليس من كرمٍ

ولا تلَذُّ بعيشٍ ليس من ألَمِ

حتى أقَمتَ بأرمينيةٍ عجَباً

سوقاً يُعارَضُ فيها العيشُ بالسأمِ

أوقدتَ في قلبِ ثاويها وساكنها

ناراً يعيبُ لَظاها الوصفُ بالضرمِ

كأنّما قذَفَتعها في قُلوبِهُمُ

حُصونُهم حنيفةَ الأحداثِ والنِقَمِ

تَرْمي مخافتُكَ الحَرّى أجنَّتَها

كما اشرأبَّ شَرارُ النارِ بالفَحَمِ

كأنّ وقعَ بنيها من جوانِبِها

وما تُسوِّلها الأفكارُ في الحُلُمِ

تَساقطَ القطرُ من غرّاءَ مؤْنِسَةٍ

مما تدُلُّ عليه أوجهُ الدِّيَمِ

فَما رأوا قبل خيل جئتَ تحملها

أرضاً تُحمَّلُ بالآسادِ والأجَمِ

يجمُّها السيرُ في الدُنْيا فوارِسها

سِلاحُهم قُلَلُ الأعناقِ في البُهَمِ

ما يصدِمُ السيفُ رأساً من رؤوسهمُ

إلاّ تطوّحَ بين الكسرِ والكَهَمِ

شكت إلى الهندِ أيْدي الرومِ بيضهمُ

وقد رميت سيوفَ الهندِ بالقمَمِ

فكَفْكَفوكَ وما تزدادُ كفكفةً

إلاّ وُروداً على الأهْوالِ والقُحمِ

حتّى إذا لم تُحصنْهُمْ قِلاعُهُمُ

تحصنوا في قِلاعِ العُذرِ والنّدمِ

يَرجُون عَفو كريمٍ لا يُخيِّبُهُم

يرعى من العفوِ ما يرعى من الذِّممِ

وذا حياءٍ لطيفِ القولِ يحشِمه

يلقى السنانَ بوجهٍ غيرِ مُحتشِمِ

ثم انثنيتَ إلى تامورِ دهْوتِهِم

تَشُقهُ بنحورِ الخيلِ واللجُمِ

لو كان غيرُكَ غالَ الثّلجُ مهجتَهُ

وسيرُهُ غيرُ ما قصدٍ ولا أمَمِ

تساوتِ الأرضُ فيها من تمازجه

فالحَزْنُ كالسهلِ والغِيطانُ كالأكَمِ

لا يستطيعُ نهارُ الصيفِ يسلكها

وأنتَ تسلكُها في القرِّ والظُّلَمِ

تنعى إلى أهْلِ بدْليْسٍ نفوسَهمُ

وقد تعلّقَ منها الموتُ بالكَظَمِ

للسيفِ منهم نصيبٌ ما مطلتَ بهِ

وللتعمّدِ منهم أوفرُ القِسَمِ

من اخترمتَ فعينُ الحزمِ جئتَ بهِ

ومن وهبتَ فعينُ الجودِ والكَرَمِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة ما بال فعلك في الأفهام لم يقم

قصيدة ما بال فعلك في الأفهام لم يقم لـ ابن نباتة السعدي وعدد أبياتها ستة و عشرون.

عن ابن نباتة السعدي

عبد العزيز بن عمر بن محمد بن نباتة التميمي السعدي أبو نصر. من شعراء سيف الدولة بن حمدان طاف البلاد ومدح الملوك واتصل بابن العميد في الري ومدحه. قال أبو حيان: شاعر الوقت حسن الحذو على مثال سكان البادية لطيف الائتمام بهم خفيّ المغاص في واديهم هذا مع شعبة من الجنون وطائف من الوسواس. وقال ابن خلكان: معظم شعره جيد توفي ببغداد. له (ديوان شعر -ط) وأكثره في مختارات البارودي.[١]

تعريف ابن نباتة السعدي في ويكيبيديا

ابن نُباتة السعدي هو الشاعر أبو نصر عبد العزيز بن عمر بن نباتة بن حميد بن نباتة بن الحجاج بن مطر السعدي التميمي، (من بني سعد من قبيلة بني تميم) ولد في بغداد عام 327هـ/941م، وبها نشأ، ودرس اللغة العربية على أيدي علماء بغداد في عصره حتى نبغ، وكان شاعراً محسناً مجيداً بارعاً جمع بين السبك وجودة المعنى، قال عنه أبو حيان: «"شاعر الوقت حسن الحذو على مثال سكان البادية لطيف الائتمام بهم خفيّ المغاص في واديهم هذا مع شعبة من الجنون وطائف من الوسواس"» وقال عنه ابن خلكان : «"معظم شعره جيد توفي ببغداد"». وانتشر شعره وطبع ديوانه، ذكره صاحب تاريخ بغداد، وصاحب وفـيات الأعيان، وصاحب مفتاح السعادة، كما ذكر أشعاره وأخباره التوحيدي والثعالبي فـي مؤلفاتهما. طرق معظم أغراض الشعر وموضوعاته ، وطغى على قصائده المدح ، وأغلب الظن أن أول مدائحه كانت فـي سيف الدولة الحمداني، فقد عدّ من خواص جلسائه وشعرائه.

[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن نباتة السعدي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي