ما بال تلك الشامة الخضراء

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ما بال تلك الشامة الخضراء لـ ناصيف اليازجي

اقتباس من قصيدة ما بال تلك الشامة الخضراء لـ ناصيف اليازجي

ما بالُ تلكَ الشَّامةِ الخَضراءِ

في النارِ وَهْيَ كأنَّها في الماءِ

ومنَ العجائِبِ أنَّ ناراً قد بَدَت

في جَنَّةِ حُمِيَت عنِ الشُّهداءُ

يا ظَبيةً في الحيِّ حولَ كناسِها

سُمْرٌ حَفَفْنَ بصَعْدةٍ سَمْراءِ

ما نَرْتجي والحَرْبُ دائرةٌ إذا

قابَلْتِنا بالرَّايةِ البَيضاء

لا تَفتَخِر عَيناكِ في سَفكِ الدِّما

فَلَنا عُيونٌ سافكاتُ دِماءِ

ودعِي مُفاخَرَتي بحُمرةِ وَجنْةٍ

فقدِ انقلَبتُ بوَجْنةٍ حَمْراءِ

في الخيمةِ الزَّرقاءِ بِتِّ كأنَّما

أمسَيتِ فوقَ القُبَّةِ الزَّرقاءِ

ورأيتِ عَينَكِ في سَوادِ مَلابِسٍ

فظَنَنْتِها صارَتْ من الخُلَفاءِ

مَهلاً عليكِ فإنَّ حُسنَكِ دَولةٌ

ظَلَمَتْ فَليسَ لها طويلُ بَقاءِ

قد سُدْتِ أطرافَ الرِّجالِ فكيفَ لو

سُدْتِ الكِرامَ كسَيِّدِ الأمراءِ

الوارثُ الشَّرَفَ الذي يُغنيهِ عن

إنشاءِ مَرْتَبةٍ ورَفعِ بِناءِ

والمُنشئُ الحَسَبَ الذي يُغنيهِ عن

شَرَفٍ تَوارَثَهُ منَ الآباءِ

أوفَى وزادَ على القديمِ حديثُهُ

كصناعةِ التَخْميسِ للشُعراءِ

وتألَّفتْ أقلامُهُ وسُيُوفُهُ

فتَشابَهَتْ في هَيبةٍ ومَضاءِ

قد عَلَّمَتْهُ المَكْرُماتِ جُدُودُهُ

فاستَخَدمَ التعليمَ للأبناءِ

يجري على طُرُقِ الأمين مُحمَّدٌ

كالشِّبلِ يَقْفُو الليثَ في البَيْداءِ

في الشَّرْقِ غَرْبٌ للبلادِ كَشَرقِها

يَجُلو بهِ القَمرانِ عينَ الرائي

قَمرانِ ما للشمسِ يُفرَضُ منهُما

صُبحٌ ولا للبَدرِ وقتُ مساءِ

شَوقي إلى تِلكَ الرُبوعِ ومَنْ بها

شَوقُ العليلِ إلى شِفاءِ الدَّاءِ

تُهدِي لَنا أرَجَ النَّسيمِ فلا تَقُلْ

أرَجُ النّسيمِ سَرَى من الزَّوراءِ

أَصفَيتُ ساكِنَها العزيزَ مَوَدَّتي

وعلى مَحَبَّتهِ عَقَدتُ وَلائي

لاَ يَستطيعُ شِرَاءَ قَلبي غيرُهُ

فلَهُ بقَلْبي شُفعةُ الشُّرَكاءِ

إِنْ لم أَزُرْهُ فقد تَزُورُ رَسائلِي

شَوقاً بكلِّ وَصيفةٍ عَذراءِ

فَرْضٌ كتسليمِ المُصِلِّي عِندَنا

إِهداءُ تَسليمٍ لهُ ودُعاءِ

أكثَرتُ من مَدحِ الأميرِ فقالَ لي

أسرَفْتَ فاترُكْ فَضلةً لِسَوائي

فأجَبتُهُ دَعْ في المناقِبِ فَضلةً

للناسِ واحكُمْ بعَدها بخَطائي

يا ظالمَ الأشرافِ إذ قاسَمْتَهُم

فأخذتَ كُلَّ سجيَّةٍ غَرَّاءِ

إني رأيتُ الشِّعرَ فيكَ يُطيعُني

فأرَاكَ تُسِعفُني على الإنشاءِ

تُبدي ليَ المَعْنَى الذي أثني بهِ

وأنا أصوغُ عليهِ لفظَ ثَنائي

فَلَك الجميلُ فذاكَ رُوحٌ جِسمُها

لَفظٌ يُعَدُّ بها منَ الأحياء

شرح ومعاني كلمات قصيدة ما بال تلك الشامة الخضراء

قصيدة ما بال تلك الشامة الخضراء لـ ناصيف اليازجي وعدد أبياتها ثلاثون.

عن ناصيف اليازجي

ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط. شاعر من كبار الأدباء في عصره، أصله من حمص (سورية) ومولده في كفر شيما بلبنان ووفاته ببيروت. استخدمه الأمير بشير الشهابي في أعماله الكتابية نحو 12سنة، انقطع بعدها للتأليف والتدريس في بعض مدارس بيروت وتوفي بها. له كتب منها: (مجمع البحرين -ط) مقامات، (فصل الخطاب -ط) في قواعد اللغة العربية، و (الجوهر الفرد -ط) في فن الصرف وغيرها. وله، ثلاثة دواوين شعرية سماها (النبذة الأولى -ط) و (نفحة الريحان -ط) و (ثالث القمرين -ط) .[١]

تعريف ناصيف اليازجي في ويكيبيديا

ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط بن سعد اليازجي (25 مارس 1800 - 8 فبراير 1871)، أديب وشاعر لبناني ولد في قرية كفر شيما، من قرى الساحل اللبناني في 25 آذار سنة 1800 م في أسرة اليازجي التي نبغ كثير من أفرادها في الفكر والأدب، وأصله من حمص. لعب دوراً كبيراً في إعادة استخدام اللغة الفصحى بين العرب في القرن التاسع عشر، عمل لدى الأسرة الشهابية كاتباً وشارك في أول ترجمة الإنجيل والعهد القديم إلى العربية في العصر الحديث. درّس في بيروت.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ناصيف اليازجي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي