ما الروض نديان الثرى متعطرا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ما الروض نديان الثرى متعطرا لـ ابن النقيب

اقتباس من قصيدة ما الروض نديان الثرى متعطرا لـ ابن النقيب

ما الروضُ نَديان الثرى متعطرا

والغُصْنُ فَينان الذرى متأطرا

والجوّ أدْكَن والفضاءُ مُدَبّجاً

والظِلّ أحوى والنسيم معنبرا

والكأس في كفّ الغلام مُرَصّعاً

والعِقْد في نحْر الفتاة مجوهرا

وظباء وجْرَة في الخدود أوَانِساً

والبدر من أفق الغلالة مُسْفرا

والجيدُ أتْلع والشِفاه لواعساً

والجَفنُ أو طف ناعِساً متكسرا

والقدُّ أهيف والبنان مُطرَّفا

والخصرُ غرثان الوِشاحُ مُخصّرا

يوماً بأوقع في القلوب لمن وعى

حسناً وأشهى للنفوس لمن درى

من طيب أوصاف وَلجْنَ مسامعي

حتى سكرتُ وما عرفت المُسْكرا

أرشفتني كأسَ النعيم يديرها

بعْضي عليّ ألذّ من سنة الكرى

قد أوْدَعْتُهنَّ البراعةُ أسْطُرا

كُسِرَتْ على روض البَهاء منوّرا

لسَراة عصر من خَيار بني العُلا

تأبى مآثر فضلهم أن تُحصَرا

من نوّه الحسن الهمام بذكرهم

حتى حسبنا الطِرْس ينبت جوهرا

وروى حديثهمُ فكان يراعه

سَحبان وائِل والأناملُ منبرا

قومٌ إِذا القلم استهلَّ بوصفهم

في الطِرس يوشكُ أن يرفَّ ويُزْهِرا

فهم الجهابذة الكرام ومن بهم

كانت ربوع العلم سامية الذرا

فلئن أبادهم الزمانُ فطالما

كانوا له عِلْقاً نفسياً أخطرا

أوْ عُدْن آثاراً وكنَّ حقائقاً

فسبيلهم أن يستطاب فيذكرا

فسقى بني الطيبيّ من دِيَم الرضى

سحّ السحائب رائحاً ومبكّرا

ومعاهد البدر المفسّر يا له

بدراً تسامَى شأوه ومفسّرا

وترى عماد الدين وابن عماه

ذاك السريّ فكم أفاد وحرّرا

وفخار نابلس من اقتعد السُّهى

وأسالَ من فيض البراعة كوثرا

وعُلا بني المنقار شمس كما لِهم

طَوْد العلوم قربن آساد الشَّرى

وترى ابن داود المحدِّث من رعى

سُنَنَ الهدى حتى رقا وتصدّرا

وروت ربوعَ الأحدبيّ سحائب

جَون تُعيد ثراه روضاً أخضرا

وسقت سَرَاة للأفاضل بعدَهم

من كل حَبْر النسيم إِذا انبرى

سادوا وشادوا للعلوم معاقلاً

كانت معاقِدها مُوَثّقةَ العُرى

أَيامَ كان العيش أرغد ناعماً

والحظ مخضرَّ الأراكة مثمرا

كانوا وكان الفضل ضربة لازبٍ

لبني العُلا وسواه شيئاً منكرا

وغدوا وفي الآفاق من سرواتهم

أرجٌ يخال فتيق مسك أذفرا

حيّا دمشق فما أرق نسيمها

حملت على الكَرم الطباعَ فأثّرا

بلدٌ زرى بالشِعب مَوْردُ طيبها

وزهت على نهْرِ الأُبُلَّة منظرا

وسقى رياض النيْربين فكم بها

بمُنى فضينا منه حظاً أوْفَرا

نَغْدوا فَنهْصُرُ للتآلف بيننا

غُصْناً تَورّد بالصفا وأثمرا

ونروّح الأطيار تندب شَجْوها

فَكَأنَّ في اللَّهوات منها مزهرا

والربرب الأنسى ينشر عطفَه

ويميت في الأجفان طرفاً أحْوَرا

والبانة الرّيا يجمشها الصَّبا

فترى الندى شَذْرا هناك منثرا

وحَمامها الشادي يغرّد مُنْشداً

أدر الزجاجة فالنسيم قد انبرا

بالله يا ريحَ الجنائب شارفي

تلك الغصون وجاذبيها المئزرا

واستعطفي قضب الأراك وغازلي

زهر الرياض مورداً وكفَّرَا

واستعطفي جَفْنَ البهارة زاهياً

وترشّفي ثغر الأقاح موشّرا

واسترقصي بان الهضاب ورواحي

تلك المعاهد بالسّلام معطّرا

فلكم قضيت بها لبُانَة وامقٍ

وصحبت فيها للأَحبة معشرا

فسقت مغانيها السواجم كلّما

آنست منها في الفؤاد تذكّرا

شرح ومعاني كلمات قصيدة ما الروض نديان الثرى متعطرا

قصيدة ما الروض نديان الثرى متعطرا لـ ابن النقيب وعدد أبياتها ثلاثة و أربعون.

عن ابن النقيب

عبد الرحمن بن محمد بن كمال الدين محمد الحسيني. أديب دمشق في عصره له الشعر الحسن والأخبار المستعذبة كان من فضلاء البلاد له كتاب (الحدائق والغرق) . اقتبس منه رسالة لطيفة سماها (دستجة المقتطف من بو أكبر الحدائق والغرق -ط) . والدستجة من الزهر الباقة وله (ديوان شعر -ط) جمعه ابنه سعدي وشرحه عبد الله الجبوري وقصيدة في الندماء والمغنين شرحها صاحب خلاصة الأثر شرحاً موجزاً مفيداً. مولده ووفاته بدمشق.[١]

تعريف ابن النقيب في ويكيبيديا

عبد الرحمن بن محمد بن كمال الدين محمد، الحسيني، المعروف بابن النقيب وابن حمزة أو الحمزاوي النقيب، ينتهي نسبه إلى الإمام علي ابن أبي طالب، (1048-1081 هـ/1638-1670م)، وعُرف بابن النقيب لأن أباه كان نقيب الأشراف في بلاد الشام، وكان عالماً محققاً ذا مكانة سياسية واجتماعية ودينية. ولد في دمشق، نشأ ابن النقيب على يد والده، وتلقى منه علومه الأولى من الآداب والشريعة وغيرهما، كما تلقى على غيره من علماء عصره، واستكمل الاطّلاع على مختلف أنواع العلوم، وأتقن الفارسية والتركية وهو ابن عشرين سنة، ومال إلى الإنشاء ونظم الشعر فبرع فيهما، حتى صار من أعلامهما، وقد وصف شعره بأنه كثير الصور، بعيد التشابيه، عجيب النكات، ضمنه - كما كان يصنع الشعراء في عصره - كثيراً من المعميات والألغاز، وكان في شعره يجمع بين جزالة اللفظ وجمال التركيب وغزارة المعاني المستمدة من محفوظه الشعري والنثري الكبير. لابن النقيب ديوان شعر حققه عبد الله الجبوري ونشره في مجلة المجمع العلمي سنة 1956، وله فيه قصائد كثيرة منها ملحمة غنائية في مئة وتسعة عشر بيتاً، جمع فيها أسماء أعلام الغناء القديم وأسماء الملوك وندمائهم وجواريهم وقيانهم، واقترب فيها من فلسفة عمر الخيام الشعرية، في ديوانه عدداً من الموشحات أيضاً. ويمكن لمتصفح ديوانه أن يقف على عدد من الأغراض الشعرية التي تناولها، ومنها المدائح النبوية. وهذا الغرض قليل في شعره لم يرد في ديوانه منه سوى مقطعتين شعريتين، ومن المدح عنده تناوله لشخصيات عصره الاجتماعية والسياسية. وتعد المطارحات والحواريات الشعرية من الأغراض التي تطرق إليها الشاعر، فله كثير من القصائد المتبادلة بينه وبين شعراء زمانه كالأمير منجك الشاعر، ومنها ما كتبه أيضاً إلى بعض الأدباء، وربما تعدى ذلك إلى مطارحات خيالية رمزية في قصائد يخاطب فيها حمامة أو شحروراً، يضاف إلى ذلك الحواريات نثرية شعرية طريفة مثل «نبعة الجنان» و«حديقة الورد» و«المقامة الربيعية»، مما يستحق البحث والدراسة. ومن أغراض شعره وصف بعض أنماط الشخصيات الاجتماعية التي كانت شائعة في عصره، وأكثر وصفه كان للطبيعة الدمشقية الساحرة:

وللغزل والنسيب حظه الأوفر من شعره، فقد ملأ الحب والشباب جسمه، ونحا شعر الغزل عنده ليعكس صورة نفسه اللاهية المطربة العابثة في بعض الأحيان. وفي شعره ذكر للخمريات والغنائيات، ووصف للساقي والنديم، وأحاديث عن الكأس والخمر، مبيناً فيها أن الطبيعة الدمشقية، وكثرة الحانات، وشعوره الدائم بالصبا والشباب، من أهم الأسباب التي دفعته إلى معاقرة الصهباء، على أن الألغاز والأحاجي من الأغراض التي برع فيها الشاعر، وقد أدرجها بعض المتأخرين في فنون البديع. والدارس لشعره يميز فيه نزوعه إلى الذاتية والغنائية، كما أنه يجمع فيه بين الجرس الموسيقى اللطيف ورقة الألفاظ، وقد عرف الشعر- على طريقة الجاحظ - قوله:[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن النقيب - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي