مالي أخوف محتوم المقادير

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة مالي أخوف محتوم المقادير لـ ابن نباتة السعدي

اقتباس من قصيدة مالي أخوف محتوم المقادير لـ ابن نباتة السعدي

مالي أُخوفُ محتومَ المقاديرِ

وسَعيُ كلِّ غُلامٍ رهنُ تَغريرِ

لا يبلُغُ الغايةَ القُصوى بهمّته

إلاّ المقَسَّمُ بين السَّرجِ والكُورِ

فُؤادُهُ بالرّزايا غيرُ مكترثٍ

وجُرْحُهُ في الحَوايا غيرُ مَسْبورِ

يَطوي حشاهُ إذا ما النومُ ضاجعَه

على وشيجٍ من الخَطيِّ مكسورِ

ترفعَ الهمُ بالفتيانِ يومَ مِنى

ونحنُ ننقلُ مأثورَ الأخابيرِ

ركوبَ قيسٍ على أحياءِ ذي يمنٍ

وغارةً جَدَعَتْ في رَهَطِ منطورِ

فقلتُ حلّوا الحِبى لأنامَ جدكم

وشَمِّروا إنّها أيامُ تَشْمِيرِ

قد سوّمَ الملكُ المنصورُ رايتَهُ

للطعنِ تَخفِقُ في ظِلِّ المَحاضيرِ

وجَرّدَ الحزمَ في يُمنى عزائِمِهِ

فما يُصَمِّمُ إلاّ بعدَ تَدبيرِ

يُهدي إلى كلِّ أرضٍ من عَجاجَتِهِ

جِنحاً من اللّيلِ في طيِّ الأعاصيرِ

نصرتَ سيفكَ بالرّي الذي علمت

به المواردُ أعقابَ المصاديرِ

وكنتَ كاللّيثِ غرته فريستُهُ

فضيعَ النابَ منه بالأظافيرِ

إذا توسّدَ للأقرانِ ساعدُهُ

فلا مَحالَةَ من عقرٍ وتَعفيرِ

لا يُبعِدُ اللهُ فتياناً رميتَ بهم

قلبَ الكريهةِ عن نزعِ وتوتيرِ

رَدّوا صدورَ الغُضَينيات عاطفةً

على الأسنّةِ من ناجٍ ومَعقورِ

قد ثقّفَ الغزوُ منها فهي مُخطَفَةٌ

خُصورهنّ كأوساطِ الزّنابيرِ

لا يعرِفونَ صدوداً عن عدوّهم

والطّعنُ يهتِكُ منهم كلَّ مستورِ

مواقعُ النبلِ في ضاحي جلودِهِمُ

مثلُ الدّنانيرِ في قَدٍّ وتَدويرِ

في جَحفلٍ سَجَدَتْ شمّ الحصونِ له

وبحثرتْ فيهِ انفاقُ المَطاميرِ

ما بينَ رُوميّةَ القصوى وأنقرةٍ

روعٌ تقلقلُ في أحشاءِ مَذعورِ

أعطاكَ عنها مليكُ الرومِ جِزيتَه

وكان قد حلَّ فيها غيرَ مقمورِ

ما أدركوا ورُقاهُم فيكَ نافِثةٌ

غيرَ الأماني من ظَنٍّ وتقديرِ

وأهلُ جُرزانَ والأملكُ قاطبةً

ما بينَ مُنطلقٍ منهم ومَحصورِ

لم يتركِ اللهُ غِشّاً في صدورِهمُ

إلاّ جَلاهُ بتاجِ الملةِ النّورِ

مَنْ لا يُتَبّعُ جَدواهُ ببائقَةٍ

ولا ينغصُ نعماهُ بتكديرِ

قدْ قوّمَ الزيغَ من أعطافِ مجلِسِهِ

بكلِّ منتقدِ الأخلاقِ مَخْبورِ

جَروا على أدَبٍ منهم فكلّهم

يأتي السّدادَ مُصيباً غيرَ مأمورِ

إنّ القِلاعَ التي نيلتْ ذَخائرُها

من قبلِ كَيدكَ لم تُقدَر لمقدورِ

من بعدِ ما دميتْ أيدي الخُطوبِ بها

وحاذَرَ الدهرُ منها سِنَّ مَغرورِ

ويومَ جاشتْ جيوشُ التركِ مُعلَمَةً

جاءَ النفيرُ فلم يقعدْ عنِ العِيرِ

لم يشكروكَ وقد نفستَ كربَهُمُ

وربَّ حامل عزمٍ غيرُ مشكورِ

ومُنهَلينَ بقَصرِ الجُصِّ زادُهُمُ

دراكُ ضربٍ على الهاماتِ ممطورِ

رَضوا من الُنْمِ إنْ كَرّتْ جيادُهُم

يعدو إلى أهلِ مصرٍ بالمَعاذِيرِ

فعلَ المُضجَّعِ خانتْهُ عزيمتُه

فطوّقَ العزمُ أعناقَ المقاديرِ

لو شاء عرّضَ يومَ الروعِ ثغرته

لوادقٍ كلسانِ النّارِ مَطرورِ

وهَبْ عليْهِ رياحُ النصرِ قد حُظرتْ

هلِ الحِمامُ على ساعٍ بمحظورِ

لا يعلُ شوقُك يا بنَ التغلبي إذا

هبتْ يمانيةُ من جانبِ الدورِ

وعللِ الهمّ إنْ عنّاكَ طارقُهُ

بباردٍ من عصيرِ الكرمِ مقرورِ

إذا المزاجُ جلاهُ قلتَ من طَربٍ

ليتَ الجزيرةَ تَغلي بالمغاويرِ

فلن تُحاذِر بالحَصْباءِ معترضاً

مُردَ الكماةِ على جُردِ المضاميرِ

ولن تَرى جبلَ الجوديِّ ترمقُهُ

دونَ المجرةِ غيظاً أعينُ القورِ

ولا الجزيرةَ ما ناحتْ مطوقةٌ

هيهاتَ ذلكَ كسرٌ غير مجبورِ

حيتكَ يا ملكَ الأملاكِ قافيةٌ

تزورُ مجدَكَ من نسْجي وتبريري

أعليتَ كفّي وأقذيتَ النّواظرَ بي

في موقفٍ مثل حدِّ السيفِ مشهورِ

تلكَ السياسةُ من بِرٍّ وتكرُمةٍ

مزجتها بنوالٍ غيرِ منزورِ

فالآنَ لا أقبلُ الميسورَ من زَمني

إنّ المشيعَ لا يرضى بمَيسورِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة مالي أخوف محتوم المقادير

قصيدة مالي أخوف محتوم المقادير لـ ابن نباتة السعدي وعدد أبياتها ستة و أربعون.

عن ابن نباتة السعدي

عبد العزيز بن عمر بن محمد بن نباتة التميمي السعدي أبو نصر. من شعراء سيف الدولة بن حمدان طاف البلاد ومدح الملوك واتصل بابن العميد في الري ومدحه. قال أبو حيان: شاعر الوقت حسن الحذو على مثال سكان البادية لطيف الائتمام بهم خفيّ المغاص في واديهم هذا مع شعبة من الجنون وطائف من الوسواس. وقال ابن خلكان: معظم شعره جيد توفي ببغداد. له (ديوان شعر -ط) وأكثره في مختارات البارودي.[١]

تعريف ابن نباتة السعدي في ويكيبيديا

ابن نُباتة السعدي هو الشاعر أبو نصر عبد العزيز بن عمر بن نباتة بن حميد بن نباتة بن الحجاج بن مطر السعدي التميمي، (من بني سعد من قبيلة بني تميم) ولد في بغداد عام 327هـ/941م، وبها نشأ، ودرس اللغة العربية على أيدي علماء بغداد في عصره حتى نبغ، وكان شاعراً محسناً مجيداً بارعاً جمع بين السبك وجودة المعنى، قال عنه أبو حيان: «"شاعر الوقت حسن الحذو على مثال سكان البادية لطيف الائتمام بهم خفيّ المغاص في واديهم هذا مع شعبة من الجنون وطائف من الوسواس"» وقال عنه ابن خلكان : «"معظم شعره جيد توفي ببغداد"». وانتشر شعره وطبع ديوانه، ذكره صاحب تاريخ بغداد، وصاحب وفـيات الأعيان، وصاحب مفتاح السعادة، كما ذكر أشعاره وأخباره التوحيدي والثعالبي فـي مؤلفاتهما. طرق معظم أغراض الشعر وموضوعاته ، وطغى على قصائده المدح ، وأغلب الظن أن أول مدائحه كانت فـي سيف الدولة الحمداني، فقد عدّ من خواص جلسائه وشعرائه.

[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن نباتة السعدي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي