مازلت في طوري أخاطب ذاتي

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة مازلت في طوري أخاطب ذاتي لـ ابن دانيال الموصلي

اقتباس من قصيدة مازلت في طوري أخاطب ذاتي لـ ابن دانيال الموصلي

مازلتُ في طَوري أُخاطبُ ذاتي

من غير ماطَورٍ ولا ميِقات

حتى تَفَقّهْتُ الخطابَ كأنّهُ

قد كانَ يُسْمَعُ منْ جميع جهاني

آنَستُ نارَ الأُنس من وادي طُوى

سرَّي فَضَاءَتْ بالهدى ظُلُماتي

قَسَماً بنون الكون والقَلَم الذي

قد خَطَّ في لوح البقاء صفاتي

وَبمَنْ بَقيتُ على الفناء لحُبه

حتى غدا موتي عَليْه حياتي

إنّي رأيَتُ به وجودي في الورى

عَدمي وآلامي به لَذَّاتي

عَن كُلِّ شيءٍ قَدْ خَفيتَ وإنَني

لأراكَ في الأشياء بالآيات

حَسْبي وصالُكَ فَهْوَ أوَّلُ بُغيتي

أملاً وأخرُ مُنتهى طَلباتي

إنَّ النزوعَ إلى لقائكَ حجَةٌ

يَرمي فؤادَ الصّبِّ بالجمرات

حَجي بجُثماني إليكَ بحجَتَي

بالأين إذ لا أينَ منكَ لآتي

وَمُنايَ أنتَ إذا أَقامَ على منى

قوم ومَعرفَتي ذُرى عَرَفات

وَلَبَيْتُ قَلْبٍ أنت ساكنُ خلبه

لأحقُّ بالتّطواف والعمرات

لَسْتُ المروَّعَ بالجحيم ولا الذي

يبغي جناناً غَضّة الثَمرات

تَرْكُ الشّهيِّ لما يُحَبُّ دوامُه

شَرَه وَحرص في اقتنا الشّهوات

والخوفُ من شيءٍ سواكَ تَشَاغل

بسواكَ في عُمُري وَبَعْدَ مماتي

بل بُغيتي صلَتي بحَضْرَتكَ اللتي

جَلّتْ عن الحركات والسَكَنَات

وَتَخلُّصي من آلتي لأنالَ ما

لا يَنبغي بتناوُل الآلات

وَتَمَتُّعي بجَمالكَ الفَرد الذي

هو غايةُ الحُسن البديع الذاتي

حَسَنٌ على الأكوان منهُ بهجةٌ

معشوقة للنّاس من لمحاتي

روحُ البريّة نَفْحَةٌ من روحه

نَسَمَتْ فأحيَتْ مَيِّتَ النّسمات

لم أدعُ هزّاً للعطاء ولم أزدْ

علماً بحالي حالةَ الأزمات

إنْ كانَ علْمُكَ حاضراً ذاتاً وما

توليه فيّاضاً على الأشتات

لكنْ أُوَطدُ للتّلَقّي مُهْجَةً

قَلقَت بما أُبديه من دَعَواتي

ولأَنتَ أقرَبُ حينَ أدعو مُخلصاً

في الخطب من ريقي إلى لهواتي

فَلكَ الثّناءُ السّرْمَديَ مؤبّداً

لم يحُصه مُتَكلم بصفت

شرح ومعاني كلمات قصيدة مازلت في طوري أخاطب ذاتي

قصيدة مازلت في طوري أخاطب ذاتي لـ ابن دانيال الموصلي وعدد أبياتها خمسة و عشرون.

عن ابن دانيال الموصلي

الحكيم بن شمس الدين محمد بن عبد الكريم بن دانيال بن يوسف الخزاعي الموصلي الكحال. شاعر ولد في الموصل وتربى بها وتلقى مبادئ العلوم، حيث كانت زاخرة بالعلوم والعلماء وبعد دخول المغول إلى الموصل سنة 660هـ تركها إلى مصر حيث اتخذ حرفة الكحالة التي لقب بها. ودرس الأدب على الشيخ معين الدين القهري، فصار شاعراً بارعاً فاق أقرانه واشتهر دونهم في نظمه ونثره. وقد كان حاد الطبع عصبي المزاج، سليط اللسان. له (ديوان - ط) .[١]

تعريف ابن دانيال الموصلي في ويكيبيديا

شمس الدين محمد بن دانيال بن يوسف بن معتوق الخزاعي الموصلي، لقب بـ الشيخ والحكيم (أم الربيعين، الموصل، 647 هـ / 1249م - القاهرة، 18 جمادي الآخرة 710 هـ / 1311م)، طبيب رمدي (كحال) وشاعر وفنان عاش في العصر المملوكي وبرع في تأليف تمثليات خيال الظل وتصوير حياة الصناع والعمال واللهجات الخاصة بهم وحاكى بطريقة مضحكة لهجات الجاليات التي كانت تعيش في مصر في زمنه. من أشهر تمثلياته التي لا تزال مخطوطاتها موجودة «طيف الخيال»، و«عجيب غريب» و«المتيم وضائع اليتيم». تعتبر أعماله تصوير حي لعصره. وصفه المؤرخ المقريزى بأنه كان كثير المجون والشعر البديع، وأن كتابه طيف الخيال لم يصنف مثله في معناه.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي