ماذا جلبت لنا يا ليلة العيد

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ماذا جلبت لنا يا ليلة العيد لـ ناصيف اليازجي

اقتباس من قصيدة ماذا جلبت لنا يا ليلة العيد لـ ناصيف اليازجي

ماذا جَلَبتِ لنا يا ليلةَ العيدِ

غيرَ البُكاءِ لأمرٍ غيرِ مردودِ

وَيلٌ لنا منكِ قد هَيَّمْتِنا طَرَباً

من رَنَّةِ النَّوحِ لا من رَنَّةِ العُودِ

لا أخَذَ اللهُ قلباً لم يَطِرْ أسَفاً

مني لشَخصٍ عظيمِ الشأنِ مفقودِ

قَدَّمتُ عنهُ غداةَ البينِ تَعْزِيةً

للحَزْم والعَزْمِ والإقدامِ والجُودِ

هذا الأميرُ أمينُ اللهِ مُضطَجِعٌ

في طَيِّ رَمسٍ منَ الأبراجِ محسودِ

قد أودَعَ اللهُ فيهِ خيرَ جَوهَرةٍ

في خيرِ كَنْزٍ بعينِ اللُطفِ مرصودِ

هذا الذي كانَ رُكناً يُستَجارُ على

كيدِ الزِّمانِ بِظِلٍّ منهُ ممدودِ

يُعطي الألوفَ ويَقتادُ الصُّفوفَ ولا

يَخشَى الحُتوفَ ويَلقَى كُلَّ صِنديدِ

هذا الذي كان في آرائهِ سَعَةٌ

كانتْ تَضيقُ عليها ساحةُ البيدِ

هذا الكريمُ الذي كانت مواهِبهُ

تُحيطُ بالنَّاسِ مثلَ العِقدِ بالجِيدِ

يا غَرْبَ لُبنانَ لا تَهتَزَّ مُضطَرِباً

وارفُقْ فإنَّ التَّناهي غيرُ محمودِ

صَبراً على نَكَدِ الدُّنيا التي اختَرَمَتْ

عاداً وغالت سُلَيمانَ بنَ داودِ

لا تَنتزِعْ عنكَ أثوابَ الحِدادِ على

مَن كانَ جودُ يَديَهِ غيرَ محدودِ

لا تَنسَ من كانَ لا يَنسَى الصَدِيقَ ولا

تَغفُلْ مَدَى العُمرِ عن نَوحٍ وتَعديدٍ

قد خانَكَ الدَّهرُ غَدراً في تَقَلُّبهِ

حتى ابتَدَلتَ الليالي البيضَ بالسُّودِ

كانت ليالي الهَنا مَعدودةً فَمضَتْ

وخَلَّفَتْ حُزنَ دَهرٍ غيرِ معدودِ

وَيلاهُ من هذهِ الأيَّامِ ما تَرَكَتْ

قلباً سليماً ورُكناً غيرَ مهدودِ

لا تَجمعُ الشَّمْلَ إلاّ كي تُبَدِّدَهُ

ما كانَ أغناهُ عن جَمْعٍ وتبديدِ

هذِهْ ذَخيرتُنا يا أرضُ فاحتَفِظي

بها إلى مَوقفٍ للبَعثِ مشهودِ

أنتِ الأمينُ على هذا الأمينِ فلا

تُسلِّمي نُورَ ذاكَ الوَجهِ للدُودِ

يا أيُّها القَبرُ هذا اليومَ فيكَ ثَوَى

أجَلُّ مَيتٍ وأبهَى كُلِّ مولودِ

احفظْ كَرامَةَ من كانت كرامتُهُ

تجري على الضَّيفِ جَرْيَ الماء في العودِ

ألقى إليكَ حمى لبنانَ واأسفا

من كانَ يُلقى إليه بالمقاليدِ

مَن شادَ مَجْدَ بني رَسلانَ من قِدَمٍ

مُجدِّداً مُلكَ لَخْمٍ أيَّ تجديدِ

ما زِلتُ أطمَعُ في طُولِ الحَياةِ لهُ

فكنتُ أخدَعُ نفسي بالمواعيدِ

وصارَ نظمُ المراثي بعدَ فَجْعتِهِ

مَكانَ نظمِ التَّهاني والأغاريدِ

يا مَن يَعِزُّ علينا أنْ نَصُوغَ لهُ

شِعراً بغيرِ مديحٍ فيهِ معهُودِ

صارَتْ لك اليومَ أمثالٌ مُضاعفَةٌ

وكانَ مِثلُكَ قبلاً غيرَ موجودِ

هذا الذي يَجعَلُ الألبابَ خاشِعةً

ويَصدعُ القلبَ من صُمِّ الجلاميدِ

منْ لم تُفِدْهُ منَ الأحياءِ مَوعِظةٌ

يُصغِي لوَعظٍ منَ الأمواتِ مسرودِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة ماذا جلبت لنا يا ليلة العيد

قصيدة ماذا جلبت لنا يا ليلة العيد لـ ناصيف اليازجي وعدد أبياتها ثلاثون.

عن ناصيف اليازجي

ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط. شاعر من كبار الأدباء في عصره، أصله من حمص (سورية) ومولده في كفر شيما بلبنان ووفاته ببيروت. استخدمه الأمير بشير الشهابي في أعماله الكتابية نحو 12سنة، انقطع بعدها للتأليف والتدريس في بعض مدارس بيروت وتوفي بها. له كتب منها: (مجمع البحرين -ط) مقامات، (فصل الخطاب -ط) في قواعد اللغة العربية، و (الجوهر الفرد -ط) في فن الصرف وغيرها. وله، ثلاثة دواوين شعرية سماها (النبذة الأولى -ط) و (نفحة الريحان -ط) و (ثالث القمرين -ط) .[١]

تعريف ناصيف اليازجي في ويكيبيديا

ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط بن سعد اليازجي (25 مارس 1800 - 8 فبراير 1871)، أديب وشاعر لبناني ولد في قرية كفر شيما، من قرى الساحل اللبناني في 25 آذار سنة 1800 م في أسرة اليازجي التي نبغ كثير من أفرادها في الفكر والأدب، وأصله من حمص. لعب دوراً كبيراً في إعادة استخدام اللغة الفصحى بين العرب في القرن التاسع عشر، عمل لدى الأسرة الشهابية كاتباً وشارك في أول ترجمة الإنجيل والعهد القديم إلى العربية في العصر الحديث. درّس في بيروت.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ناصيف اليازجي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي