لي سمع صد عن قول اللواح

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة لي سمع صد عن قول اللواح لـ ابن حمديس

اقتباس من قصيدة لي سمع صد عن قول اللواح لـ ابن حمديس

ليَ سَمْعٌ صدّ عن قَوْلِ اللّواحْ

وفؤادٌ هامَ بالغيدِ الملاحْ

أحْدَقَ الوَجْدُ بهِ مِنْ حَدَقٍ

كَحَلَتْ بالحسنِ مرضاها الصّحاح

وَيح قلبٍ ضاقَ من أسهمها

عن جراحٍ وقعها فوق جراح

ما أرَى دمعيَ إلّا دَمَها

ربَّما احمَرّ على خَدّي وَساح

كم أسيرٍ من أُسارى قَيدِهِ

في وَثَاقِ الحبّ لا يرجو سَرَاح

وعليلٍ لا يداوى قَرْحُهُ

من جنيّ الرشفِ بالعذبِ القراح

والغواني لا غنىً عن وَصلها

أبِغَيرِ الماء يَرْوَى ذو التِياح

صَفِرَتْ كَفّايَ من صِفْرِ الوشاح

وهَفا حلمي بِهَيفاء رداح

طَفْلَةٌ تسرَحُ في أعطافِها

لِلأَظانين وللدَلِّ مراح

لَوْ هَفَا من أُذْنِها القُرْطُ على

حبلِها من بُعْدِ مَهْوَاهُ لطاح

تُورِدُ المِسْواكَ عذباً خَصِراً

كمُجاجِ النّحلِ قد شِيبَ براح

وإذا ما لاثِمٌ قَبّلَها

شقّ باللّثمِ شقيقاً عن أقاح

طارَ قلبي نَحوَها لمّا مَشَى

حسنُها نحويَ للقلبِ جناح

ما رأتْ عَينٌ قطاةً قبلها

تتَهادى في قلوبٍ لا بطاح

لا ولا شمساً بَدَتْ في غُصُنٍ

وهو في حقف يُنَدّى ويَراح

وكأنّ الحُسْنَ منها قائِلٌ

ما على من عَبَدَ الحُسْنَ جُنَاح

في اقترابِ الدّارِ أَشكو بُعدها

واقترابُ الدّارِ بالهَجرِ انتِزاح

وكَأَنّي لعبةٌ في يَدها

ما لها تُتلفُ جِدّي بالمزاح

أوَ هذا كلّه من لِمّةٍ

أبْصَرَتْ فيها بياضَ الشيبِ لاح

ما تريدُ الخود من شيخٍ غدا

في مدى السّبْعينَ بالعُمْر وراح

كان مِسْكُ اللّيلِ في مفرِقِه

فانجَلى عنهُ بِكَافورِ الصّباح

يا بَني الأَمجادِ هذا زَمَنٌ

رَفعَ الآدابَ من بعدِ اطّراح

فَسحابُ الجودِ وكّافُ الحيا

ومَراد العيش مُخْضَرّ النّواح

ويمينُ ابنِ تميمٍ عَلّمَتْ

صنعةَ المعروفِ أيْمانَ الشّحاح

مَلكٌ في البَهو منه أسَدٌ

يضعُ التّاجَ على البدر اللّياح

حالفَ النّصرَ منَ اللّه فإن

لقيَ الأعداءَ لاقاهُ النّجاح

كلّما هَمَّ بأمْرٍ جَلَلٍ

أتعبَ الأيّامَ فيه واستراح

يهبُ الآلافَ هذي هِمّةٌ

ضاقَ عنه دهرهُ وهي فياح

لَستُ أَدري نشوَةً في عِطفه

للقاءِ الوفد أم هزّ ارتياح

لو غَدت جَدوَى يَدَيه قَهوةً

ما مَشى مِن سُكرِها في الأَرض صاح

من ملوكٍ شُنّفَتْ آذانُهُمْ

بأغاريدَ من المدح فِصَاح

تَكحُلُ الأَبصارُ مِنهُم بِسنا

أوجهٍ مثلِ الدّنانير صِباح

قرّ طبعُ الجود في شيمَتِه

ما لِطَبعِ المَرءِ عَنهُ مِن بَراح

بَعضُ ما يُسديهِ مِن إِحسانِهِ

جلّ عن كلّ تَمَنٍّ واقتِراح

مِحْرَبٌ يَخرُجُ مِن أَغمَادِهِ

خُلُجاً توقدُ نِيرانَ الكِفاح

يَتحَفُ الحَربَ جناحَيْ جَحْفَلٍ

يَقذِفُ الأَعداءَ بالمَوتِ الذّباح

كُسِيَتْ قُمْصَ الأفاعي أُسُدٌ

تُوِّجَتْ فيه بِبيضات الأدَاح

تحسبُ الورد نثيراً حَوْلَهُ

وهو مُحْمَرّ مُجاجاتِ الرّماح

بَطَلٌ تَشْهَقُ مَنْ لهذمِهِ

في جباهِ الرّوعِ أفواهُ الجراح

جاعِلٌ للقِرْنِ إنْ عانَقَهُ

سَيْفَهُ طوقاً وكفَّيْهِ وِشاح

يا وَهُوبَ العيدِ في بَعضِ النّدى

والغنى والجودِ والكُومِ اللّقاح

إنَّ بَحرَيْك عَلى عَظمِهِما

حَسَدا كفَّيك في فيضِ السّماح

فإذا مُوّجَ هذا وطَما

برياحٍ جاشَ هذا برياح

حكيا جُودكَ جَهْلاً فهما

لا يزيدانِ به إلّا افتضاح

كَثُرَ الخُلْفُ ومن دانَ به

وعلى فضلِكَ للنّاسِ اصطلاح

وإذا الفخرُ تسمّى أهلُهُ

كنتَ منهم في فمِ الفخر افتتاح

شرح ومعاني كلمات قصيدة لي سمع صد عن قول اللواح

قصيدة لي سمع صد عن قول اللواح لـ ابن حمديس وعدد أبياتها ستة و أربعون.

عن ابن حمديس

عبد الجبار بن أبي بكر بن محمد بن حمديس الأزدي الصقلي أبو محمد. شاعر مبدع، ولد وتعلم في جزيرة صقلية، ورحل إلى الأندلس سنة 471هـ، فمدح المعتمد بن عباد فأجزل له عطاياه. وانتقل إلى إفريقية سنة 516 هـ. وتوفي بجزيرة ميورقة عن نحو 80 عاماً، وقد فقد بصره. له (ديوان شعر- ط) منه مخطوطة نفيسة جداً، في مكتبة الفاتيكان (447 عربي) ، كتبها إبراهيم بن علي الشاطبي سنة 607.[١]

تعريف ابن حمديس في ويكيبيديا

أبو محمد عبد الجبار بن أبي بكر الصقلي المعروف بـ ابن حمديس الصقلي (447 - 527 هـ) (1055 - 1133)، شاعر عربي ولد ونشأ في صقلية، ثم تركها ورحل إلى الأندلس سنة 471 هـ، وأقام فيها لفترة ثم انتقل إلى المغرب الأوسط وإفريقية حتى توفي في جزيرة ميورقة سنة 527 هـ، وقد تميز بثقافة دينية جعلت منه حكيمًا من حكماء الحياة، وانعكس ذلك على قصائده.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن حمديس - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي