لي الله من شيخ جفاني أحبتي

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة لي الله من شيخ جفاني أحبتي لـ ابن دانيال الموصلي

اقتباس من قصيدة لي الله من شيخ جفاني أحبتي لـ ابن دانيال الموصلي

لِيَ اللهُ مِن شَيخٍ جَفاني أحبّتي

وَقَدْ بَهرَجَ النّقد المماحِك ضيعَني

أُحَمُل شّيبي صِبغةً بعدَ صبُغَةٍ

وَصُبغَة ربُ العَرْش أَحسن صُبغَةِ

وإذْ شَابَ رأسي شاب عَيشي شآيبٌ

رَمى بفُؤادي مُنيَتي بِمنيّتي

وحاوَلت أنْ يَخفَى مَشيبي فَما اختَفَى

ويكفيكَ أنّي كاذِبٌ وَسطَ لِحيتيْ

وَسُمِّتُ طاووسَ الملائِكِ إذْ بَدَتْ

مطوَّسَةً كالرّيش ريشي بِكَونتي

وَما شِبتُ حتّى شابَ قلبي منَ الهوى

وَقَد نَفّرَتْ عنِّي الخرائدَ شَيبتي

بَيَاضٌ بهِ تجري دموعي كأنَه

لِذاكَ دموعُ العَين صاحبُ دَمعَةِ

وَتشمِلُه بالنّيلِ منّي أصابِعٌ

مُخَلّفَةٌ عنَدَ الوفاءِ بِزُرقَةِ

فواعَجباً منهُ بَياضاً تَوَسّخَتْ

بهِ عندَ مَنْ أهوى مطارفْ صَبوتي

وَهَبني لها بالغشِّ والنّيل سائراً

فأينَ نُهوضي للنّكاح وَهِمّتي

ولي صاحِبٌ طلقُ المحيّا بِصُبغَةٍ

بَهِيُّ المحيّا نَحوهُ النّفسُ حنّت

تَقَمّصَ منْ قُمصِ الخلاعة حلّةً

عَليها طرازٌ مِن وقارٍ وَحِشمَةٍ

وإنْ كانَ موسوماً بِشَيبٍ فإنّهُ

عَليها طرازٌ مِن وقارٍ وَحِشمَةٍ

وإنْ كانَ موسوماً بِشَيبٍ فإنّهُ

تَعَرّى شباباً كانَ أحسنَ حلّة

أراني غراباً في الكهولةِ أبقعاً

على رأسهِ ينعاهُ في كُلِّ صَيْحَة

وقالَ لَئنْ أصبحتُ من آلِ شيبةٍ

فَلا أنا من طَيءْ ولا القومُ عِترتَي

وما تابَ لمّا شابَ من كُلِّ رِيبةٍ

وأقلَعَ إلاَ باللّتيا وبالّتي

إذا قام في الحمام مثلي محرّساً

مُسَخمّ وجه ثمَّ نامَ كَمَيِّتِ

فيا قُبحَهُ إذ سالَ منهُ صَديدُه

وَقَد مُدَّ مثلَ المركَب المَتَزفِّتِ

وَقَد ضاقَ بالحمّامِ ذَرْعاً وَضيقتْ

مَنافِسُه منْ كَربة بعدَ كَربةِ

وَكَم مَصَّ منْ صفّارةٍ حالةَ الظّما

منَ الماءِ ما روَّى به بعضَ غُلّةِ

وساخٌ كأمواهِ المبلاّةِ ماؤهاه

فَصادَتْ أنوفَ الحاضرينَ بِعَطسةِ

فأصبَحَ للمِقراضِ في جَنَباتِها

فِعالَ المدى في صوف فرو مُسَلّت

على قَلَحِ في فيهِ منْ بَخَرٍ به

إذا فاحَ أردى المسكَ في أرضِ تبّتِ

فَتَبّتْ يدا مِنْ يَصْبغُ الذَّقنَ حائلاً

صِباغَ خَرىً لا يَرْتَضيه وَتَبّتِ

وليلةَ زارَتني على غيرِ مَوعدٍ

سُعادٌ لِوَصلٍ كانَ غيرَ مُؤقَتِ

فَقُمْتُ إليها ناشطاً وكأنّني

فتى حَدُثٌ لولا دَيالي ورعشتي

فقالَتْ هَهَا أَمّا التصابي فظاهرٌ

وأَحسَبُه لولا أرتعاشٌ به فَتي

فَقُلتُ لها بي هِزَّهُ الوجد والهوى

ولم أرتَعشْ إلاَّ لِفَرطِ مَحبّتي

ولمّا أعتَنَقْنا لم تَجدْ أيَ نَهْضَةً

وأينَ على هجر الثمانينَ نَهْضتي

وَمَدَّتْ إلى تريد

فما وَجَدَتْ شيئاً سوى صُفرِ خِصيَتي

بَلَى ناحِلاً قد غيّرتهُ يدُ البِلى

يُعانِدني في صورة المُتَعَنِّتِ

تقلّصَ لمّا رمتُ منهُ قِيامَه

كَقُنفُذِ شَوكٍ في مَغابن

فقامَتْ إلى عُنقي بأدهمَ أعوج

صقيلٍ فقلتُ النّصرُ لِلْمُتَثبِّتِ

وَقُدِّمتُ نحوَ النّطعِ فارتعتُ قائلاً

ملكتِ قيادِي فاحسني اليومَ قِتلتي

تُرى ما الذي أَذنبتُ قالَتْ غرورُنا

بِصُبغَةِ ذَقنٍ كالهشيم المفتّتِ

حلى عنكِ باديِّ النّصولِ كَقلّةٍ

مِنَ الماءِ حُفّت بالشّعير المُنَبْتِ

إذا هي حلّتْ في يَدَي مُتَعَتّبٍ

أسُائِلُها أيَّ المواطنِ حَلّتِ

فآهاً لأَيّامِ الشّبابِ وطيبِها

وواهاً على أَيّام لهوي وَلَذَّتي

وَحُسنِ ليالٍ كنتُ فيها مُقَلِّداً

لِكُلِّ فتاةٍ كاعب الحسن غضّةِ

خَلَعْتُ عَذاري بعدَ لَبْسهِ في الصّبا

جَديداً ولا لِبسي لأَجملِ حُلُّهِ

إذا عَذَلتني فيهِ عاذِلةُ الصِّبا

يقل عندَها وقد أنعظَ اسكتي

وإذْ كنت دَبَاباً على كُلِّ أمردٍ

ثقيلٍ خفيف النّومِ بادي التّعفرُتِ

فكم بعد إيلاجٍ تشاهد نائماً

على ظهرِهِ كمَلتُهْ بِعُمْيرتي

ويا طيبَ أيامي بِجلد عميرةٍ

فكم حَفِظَتْ عِرضي لَدَيها وفِضّتي

وأيّامِ لهوٍ كنتُ من بها

أُعوِّجُ في الفراشِ

وما شاقني إلاَّ البدالُ وطيبُه

وحسنُ وفائي في صِحابي وَرِفقَتي

فهل بعدَ شيبِ العارِضَيْنِ لِذاذَةٌ

وقد أخلقَتْ تلكَ الثمانينُ جدَّتي

فإنْ أَلبسَ الشّيبُ السوادَ فإنّني

حزينٌ على أيامِ شرخ شبيبتي

ولستُ أُبالي باللواتي قَلينني

إذا رَضِيَتْ عنّي كرامُ عشيرتي

شرح ومعاني كلمات قصيدة لي الله من شيخ جفاني أحبتي

قصيدة لي الله من شيخ جفاني أحبتي لـ ابن دانيال الموصلي وعدد أبياتها خمسون.

عن ابن دانيال الموصلي

الحكيم بن شمس الدين محمد بن عبد الكريم بن دانيال بن يوسف الخزاعي الموصلي الكحال. شاعر ولد في الموصل وتربى بها وتلقى مبادئ العلوم، حيث كانت زاخرة بالعلوم والعلماء وبعد دخول المغول إلى الموصل سنة 660هـ تركها إلى مصر حيث اتخذ حرفة الكحالة التي لقب بها. ودرس الأدب على الشيخ معين الدين القهري، فصار شاعراً بارعاً فاق أقرانه واشتهر دونهم في نظمه ونثره. وقد كان حاد الطبع عصبي المزاج، سليط اللسان. له (ديوان - ط) .[١]

تعريف ابن دانيال الموصلي في ويكيبيديا

شمس الدين محمد بن دانيال بن يوسف بن معتوق الخزاعي الموصلي، لقب بـ الشيخ والحكيم (أم الربيعين، الموصل، 647 هـ / 1249م - القاهرة، 18 جمادي الآخرة 710 هـ / 1311م)، طبيب رمدي (كحال) وشاعر وفنان عاش في العصر المملوكي وبرع في تأليف تمثليات خيال الظل وتصوير حياة الصناع والعمال واللهجات الخاصة بهم وحاكى بطريقة مضحكة لهجات الجاليات التي كانت تعيش في مصر في زمنه. من أشهر تمثلياته التي لا تزال مخطوطاتها موجودة «طيف الخيال»، و«عجيب غريب» و«المتيم وضائع اليتيم». تعتبر أعماله تصوير حي لعصره. وصفه المؤرخ المقريزى بأنه كان كثير المجون والشعر البديع، وأن كتابه طيف الخيال لم يصنف مثله في معناه.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي