ليس أمر المفارقين كأمري

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ليس أمر المفارقين كأمري لـ خليل مطران

اقتباس من قصيدة ليس أمر المفارقين كأمري لـ خليل مطران

لَيْسَ أَمْرُ المُفَارِقِينَ كَأَمْرِي

أَنَا فِي وَحْشَةٍ بَقِيَّةَ عُمْرِي

كانَ لِي رُفْقَةٌ هُمُ العَيْشُ أَوْ

أَطْيَبُ مَا فِيه مِنْ مَتَاعِ الفِكْرِ

صَفْوَةٌ مِنْ نَوَابغِ العِلمِ وَالآ

دَابِ عَزَّ اجْتِمَاعُهَا فِي قُطْرِ

نَزَحُوا وَالزَّمَانُ حِرْصاً عَلَيْهِمْ

عَالِقٌ بَعْدَ كُلِّ عَيْنٍ بِإِثْرِ

كُلُّ يَوْمٍ نَشْرٌ لَهُمْ بَعْدَ طَيٍّ

كُلُّ يَوْمٍ طي لَهُمْ بَعْدَ نَشْرِ

وَتَمُرّ الأَيامُ بِي بَيْنَ تَجْديدِ

لِقَاءٍ وَبَيْنَ تَجْديد هَجْرِ

مَا بَقائِي بَعْدَ الأَحِبَّاءِ إِلاَّ

كَمُقامِ الغَرِيبِ فِي دَارِ أَسْرِ

إِنْ يَسُؤْنِي حِمَامُهُمْ فَعَزَائِي

أَنْ أَرَاهُم فِي النَّاسِ أَحْيَاءَ ذِكْرِ

بَقِيَ الشِّعْرُ حِقْبَةً تَحْتَ لَيْلٍ

أَعْقَبَتْهُ فِي مِصْرَ طَلْعَةُ فَجْرِ

جَاءَ سَامٍ فِيهَا طَلِيعَةَ خَيْرٍ

وَتَلاهُ الندَانِ شَوْقِي وَصَبْرِي

وأَتى حَافِظٌ فَكَان لِكُلٍّ

قِسْطَهُ فِي افْتِتِاحِ هَذَا العصرِ

أَيُّهَا الأَوْفِياءُ مِمًّنْ أَجَابُوا

دَاعِيَ البِرِّ بِابْنِ مِصْرَ الأَبَرِّ

شَاعِرُ النِّيلِ شَاعِرُ الشَّرْقِ

وَالتَّخْصيصُ بِالنِّيلِ شَامِلُ كُلَّ نَهْرِ

إِنْ يُمَجِّدْهُ قَوْمُهُ فَلَهُمْ مَجْدٌ

بِه جَازَ كُلَّ بَحْرٍ وَبَرِّ

بَارَكَ اللّهُ فِي مَسَاعِيكمُ الحُسْنَى

وَفِي ذلِكَ الشُّعُورِ الطُّهْرِ

لَيْسَ فِي أَجرِ مَا صنَعْتُمْ كَمَا تُو

لِيكُمُ النَّفْسُ مِنْ كَرِيمِ الأَجْرِ

يَا وَزِيراً أَهْدَى إِلى الضَّاد مَا شَا

ءَ لَهَا البَعْثُ مِنْ مَآثِرَ غُرِّ

كُلُّ أَمْرِ العِرْفَانِ مَا تَتَوَلَّى

وَعَلِيٌّ يُرْجَى لِكُلِّ الأَمْرِ

إِنْ تَكُنْ نَاصِرَ القَديمِ فَما

كُنْتَ ضَنِيناً عَلى الحَديثِ بِنَصْرِ

لَيْسَ شَأْنُ القَديمِ بِالنَّزْرِ فِي الفُصْحَى

وَشَأْنُ الحَديثِ لَيْسَ بِنَزْرِ

بَيْنَ فَرْعٍ وَبَيْنَ أَصْلٍ زكِيٍ

هَلْ يَتِمُّ النَّمَاءُ مِنْ غَيْرِ إِصْرِ

أَنْتِ أَنْصَفْتَ حَافِظاً دُمْتَ مِنْ قَا

ضٍ نَزِيهٍ وَمِنْ وَزِيرٍ حُرِّ

جَمْعُ آثَارِه وَتَمْثِيلُهَا بِالطَّبعِ

فَضْلٌ يَبْقَى بَقَاءَ الدَّهْرِ

إِنَّ دِيوَانَ حَافِظٍ لهْوَ تَارِيخُ

زَمَانٍ يَحْوِيه دِيوَانُ شِعْرِ

عَرَبِيُّ الأُسْلُوبِ مُمْتَنِعٌ سَهْلٌ

لَهُ فِي النُّهَى أَفَاعِيلُ سِحْرِ

مُسْتَعِيرٌ مِن الحِلى مَا أَعَارَ

اللَّهُ فَصْحَاهُ فِي حَكِيمِ الذِّكْرِ

صَاغَتِ الفِطْنَةُ البَديعَةُ فِيه

أَنْفَسَ الدُّرِّ فِي قَلائِدِ تِبْرِ

حَيْثُ قَلَّبْتَ نَاظِرَِيْكَ تجَلَّتْ

لِلقَوَافِي فِيه مَطَالِعُ زَهْرِ

وَرِيَاضٌ مِنَ المَحَاسِنِ زِينَتْ

بِالأَفَانِينِ مِنْ غِرَاسٍ وَزَهْرِ

فِيه مِنْ سِرِّ مِصْرَ مَا لا

يُجَارِيه بَيَانٌ بِلطْفِ ذَاكَ السِّرِّ

قلْبُهَا نَابِضٌ بِه وَمَعِينُ النَّيلِ

مِنْهُ يَفِيضُ فِي كلِّ بَحْرِ

جَوَّدَ الشِّعْرَ حَافِظٌ كُلَّ تَجْوِ

يدٍ وَصَفَّاهُ فِي أَنَاةٍ وَصَبْرِ

لَمْ يَعقْهُ تَأَخُّرُ العَصْرِ عَنْ شَأْ

و حَبِيبٍ فِي عَصْرِه وَالمَعَرِّي

وَإِلى ذَاكَ لَمْ يَكُنْ فِي بَديعِ

النَّظْمِ إِلاَّهُ فِي بَديعِ النَّثْرِ

صَاغَ مَا صَاغَهُ مُقِلاًّ مُجِيداً

شَأْنُ مَنْ يَنْتَقِي فَرِيدَ الدُّرِّ

فَإِذَا اسْتُنْشِدَ القَوَافِيَ فِي

حَفْلٍ للّه دَرُّهُ أَيُّ دَرِّ

يَخْفُقُ المِنْبَرُ الَّذي يَعْتَلِيهِ

كَخُفُوقِ القُلُوبِ فِي كُلِّ صَدْرِ

بَرَعَ البَارِعِينَ بِالنُّطْقِ وَالإِيمَاءِ

وَالصَّوْتِ بَيْنَ خَفْضٍ وَجَهْرِ

ذَاهِباً آيِباً يُوَاجِهُ أَوْ يَلوِي

فَصِيحَ الأَدَاءِ فَخْمَ النَّبْرِ

صَائِلاً فِي المَجَالِ كَرّاً وَفَرّاً

يَأْسِرُ اللُّبَّ بَيْنَ كَرّ وَفرِّ

وَلَقَدْ يَسْرُدُ الحَديثَ فَيُنْشِي

صَحْبَهُ بِالسَّلافِ مِنْ غَيْرِ وِزْرِ

يُؤْثِرُ المُولَعُونَ بِالخَمْرِ مِنْهُمْ

مَا سَقَاهُمْ عَلى عَتِيقِ الخَمْرِ

عَدِّ عَنْ تِلْكَ فِي المَزَايَا وَقُلْ فِي

الجُود أَوْ فِي الوَفَاءِ أَوْ فِي البِرِّ

وَاشْدُ بِالإِبَاءِ وَالحِلمِ وَالعِزَّ

ةِ فِي العُسْرِ والنَّدَى فِي اليُسْرِ

كَانَ ذَاكَ الفَقِيدُ مِنْ أَكْرَمِ

الخَلقِ بِأَخْلاقِهِ وَلَيْسُوا بِكُثْرِ

رُجُلٌ وَافِرُ المُروءَة لا

يَعْتَدُّ إِلاَّ لِلمَحْمَدَاتِ بِوَفْرِ

وَيُحِبُّ الحَيَاةَ مَلأَى عُهوداً

كُلُّ أَسْبابِهَا بَوَاعِثُ فَخْرِ

يَا مَلِيكاً كَأَنَّ مُهْجَةَ دُنْيَا

هُ حَنَاناً عَلَيْه مُهْجَةُ مِصْرِ

كَاشَفَتْهُ بِسِرِّ ما هَرِمَتْ فِيه

وَمَا زَالَ فِي صِبَاهُ النَّضْرِ

خُلُقٌ طَاهِرٌ وَخلْقٌ سرِيٌّ

وَنُبُوغٌ يَهُلُّ مِنْ وَجْه بَدْرِ

شَرَّفتْ حَافِظاً رِعَايَتُكَ العَليَا

وَفِيهَا لِلذكْرِ أَنْفَسُ ذُخْرِ

فكأنِّي بِقَطْرَةٍ مِنْ ندَى الرَّحْمَة

تحْيِي رَمِيمَهُ فِي القَبْرِ

وَكَأَنِّي بِه مِنَ الغَيْبِ يُمْلِي

فَتُعِيدُ الأصدَاءُ آيَاتِ شُكْرِ

عَاشَ فَارُوق سيِّداً وَمَلِيكاً

وَعَزِيزاً لِمِصْرَ أَطْوَلَ عُمْرِ

وَرَعَاهُ اللّهُ الكَريمُ وَأَوْلا

هُ إِذَا مَا اسْتَعَانَهُ كُلَّ نَصْرِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة ليس أمر المفارقين كأمري

قصيدة ليس أمر المفارقين كأمري لـ خليل مطران وعدد أبياتها خمسة و خمسون.

عن خليل مطران

خليل بن عبده بن يوسف مطران. شاعر، غواص على المعاني، من كبار الكتاب، له اشتغال بالتاريخ والترجمة. ولد في بعلبك (بلبنان) وتعلم بالمدرسة البطريركية ببيروت، وسكن مصر، فتولى تحرير جريدة الأهرام بضع سنين. ثم أنشأ "المجلة المصرية" وبعدها جريدة الجوائب المصرية يومية ناصر بها مصطفى كامل باشا في حركته الوطنية واستمرّت أربع سنين. وترجم عدة كتب ولقب بشاعر القطرين، وكان يشبّه بالأخطل، بين حافظ وشوقي. وشبهه المنفلوطي بابن الرومي في تقديمه العتابة بالمعاني وبالألفاظ كان غزير العلم بالأدبين الفرنسي والعربي، رقيق الطبع، ودوداً، مسالماً له (ديوان شعر - ط) أربعة أجزاء توفي بالقاهرة.[١]

تعريف خليل مطران في ويكيبيديا

خليل مُطران «شاعر القطرين» (1 يوليو 1872 - 1 يونيو 1949) شاعر لبناني شهير عاش معظم حياته في مصر. عرف بغوصه في المعاني وجمعه بين الثقافة العربية والأجنبية، كما كان من كبار الكتاب، عمل بالتاريخ والترجمة، يشبّه بالأخطل بين حافظ وشوقي، كما شبهه المنفلوطي بابن الرومي. عرف مطران بغزارة علمه وإلهامه بالأدب الفرنسي والعربي، هذا بالإضافة لرقة طبعه ومسالمته وهو الشيء الذي انعكس على أشعاره، أُطلق عليه لقب «شاعر القطرين» ويقصد بهما مصر ولبنان، وبعد وفاة حافظ وشوقي أطلقوا عليه لقب «شاعر الأقطار العربية». دعا مطران إلى التجديد في الأدب والشعر العربي فكان أحد الرواد الذين أخرجوا الشعر العربي من أغراضه التقليدية والبدوية إلى أغراض حديثة تتناسب مع العصر، مع الحفاظ على أصول اللغة والتعبير، كما أدخل الشعر القصصي والتصويري للأدب العربي.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. خليل مطران - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي