ليدع المدعون العلم والأدبا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ليدع المدعون العلم والأدبا لـ حفني ناصف

اقتباس من قصيدة ليدع المدعون العلم والأدبا لـ حفني ناصف

ليدّعِ المدعون العلم والأدبا

فقد تغيّب عبدُ الله واحتجبا

ولنتسب أدعياءُ الفضل كيف قضت

آراؤهم إذ قضى من يحفظ النسبا

وليفخر اليوم قوم باليراع ولا

حوفٌ عليهم فمن يخشونه ذهبا

ولْيرق مَن شاء أعوادَ المنابرِ إذ

مات الذي يتقيه كل من خطبا

لو عاش لم يطرق الأسماعَ ذكرهمو

في طلعة الشمس من ذا يبصر الشهبا

لا تعترض دولة الآداب إن وسمت

بالرأس من كان في أيامه ذنبا

كل الأنام ليوث بَعْدَ عنترةٍ

وبعد عبلةَ كل العالمين ظبا

فليْسمُ من شاء بالإنشاء لا عجبٌ

مضى الذي كان من آياتهِ عجبا

طود من الفضل مِن بعد الرسوخٍ هوى

وكوكبُ بعد أن أبدى الهدى غربا

وخِضرم غاض لما فاض زاخرُه

وضامر أدرك الغايات ثم كبا

وشامخ من مباني العلمِ قوضهُ

صرفُ الزمانِ فأمسى في الهواءِ هبا

وجنة عصفت ريحُ المنونِ بها

وظافر ظُفُر البلوى به نشبا

ما للعلا انشق في آفاقها قمر

وهول ساعتها ما باله اقتربا

وما لأبكار أفكار الهدى أختبأت

وما لمصباح مشكاة الفلاح خبا

وما لإحكام أحكام البيان قضى

نحباً وتحبيرُ تحريراته انتحبا

وما ليانع أفنان الفنون ذوى

والعلم كم علَمٌ في جوه انقلبا

ما لجارية الأقلام قد وقفت

وما لأطواقها منشقةً غضبا

وللمحابر مما تشتكي لبست

ثوب الحداد وما في نهرها نضبا

وللدفاتر صكت وجهها جزعاً

وللمتارب يشكو كفها التَربا

وما لرقة حسن الخُلق منشدة

رُدوا على جفني النوم الذي سلبا

فهل عرا الكون خطب غير منتظر

يستغرب الأمر من لا يعرف السببا

أجل فقد مات عبد الله واأسفا

وأوحشت مصرُ من فكري فوا حربا

فكل نفس لمنعاه شكت وبكت

وكل فكرٍ بفكري ماج واضطربا

محالف العلم من عهد الصبا شغفٌ

بنشره كلما مرّ الزمانُ صبا

باللطفِ واللين والدين الرصين له

مقامُ سبق عليه قط ما غلبا

ما روَّح النفس بالدنيا مفاكهة

إلا قضى من فروض الدين ما وجبا

قضى الحياة ونصرُ الحق ديدنه

لا ينثني رَهباً عنه ولا رَغبَا

وكان مغرىً بفعل الخير يحسب في

إسدائه أنه قد أدرك الأربا

إذا ادلهمّت دياجي المشكلات له

رأيٌ يسهّلُ منها كلَّ ما صعبا

أيّ القوافي إذا رام القريض عصت

وأيّ مستغرب عن فكره حجبا

وأيّ حُسن عداه نثره زمناً

وأيّ سحر دعاه شعره فأبى

يستعذب الصدق في أشعاره أبداً

وإن يكن عذبُ أشعارِ الورى كذبا

حلاوة ما على من ذاقها حرج

في دهره أن يعاف الشهد والضربا

ورقّة تخلب الألباب لو عرضت

على الندامى لصدّوا الراح والحببا

يستسهل المرء من بُعد مناصبه

لها وتوسعه إن رامها نصَبا

مواهب تُرجع الآمالَ عاجزةً

عن دركهن فسبحان الذي وهاب

كم كان يجرف بالآداب سامعه

فلا يملّ ولو أصنى له حقبا

تحوي عباراته ما شاء من نكتٍ

بديعة تبعث الإعجاب والطربا

فوائدٌ كلها في بابها طرف

في جنبها تستقلّ الدرّ الذهبا

إن لم يسُرَّ بني الإفرنج منطقُه

فالفرس قد سرّها والترك والعربا

وما التعقل موقوفٌ على لغة

ولا الغرائب مخصوص بها الغُربا

هذي مآثره الغراء شاهدة

بأنه خير مَن وشّى ومن كتبا

جاب الحجاز وأرض الروم مرتحلاً

شرقاً وغرباً يسير الوخد والخببا

فالشرق يبحث فيه عن عجائبه

والغرب يعجم منه النبع والغرَبا

وبان في مجمع استكهلمَ أنّ له

شأناً إذا قام حرب البحث وانتشبا

وابيضّ ما بين أفواج الوفود لنا

وجهٌ وصار لنا بين الرجال نبا

جزاه أوسكارُ تقديرا نشانَ علا

وليس يُجزَى امرؤ إلا بما كسبا

لا كان عيدٌ رأينا صفوه كدراً

بفقده وانثنت راحاته تَعبا

ولا غداةٌ أطارت نعيَه فغدا

كل امرىء بدم الأجفانِ مختضبا

أودى فأية نفس لم تذب حَزناً

وأيّ طرف لهذا الرزء ما انسكبا

سارت جنازته والعلمُ في جزع

والفضل يندبه في ضمن من ندبا

يحقّ أنْ متون العلم تحمله

فهو الذي ما شكا في حمله وصبا

صبراً بنيه فهذا الدهر سنتهُ

أن لا يحس بأن يُلقى سواه أبا

لبى دعاء شعوبٍ والكريم يرى

حقًّا عليه قِرى الداعي بما طلبا

في جيرة الله في دار النعيم ومن

يحلُل بها بلغ الغايات أو كربا

شرح ومعاني كلمات قصيدة ليدع المدعون العلم والأدبا

قصيدة ليدع المدعون العلم والأدبا لـ حفني ناصف وعدد أبياتها خمسة و خمسون.

عن حفني ناصف

محمد حفني بن إسماعيل بن خليل بن ناصف. قاض أديب، له شعر جيد، ولد ببركة الحج (من أعمال القليوبية بمصر) وتعلم في الأزهر، وتقلب في مناصب التعليم. ثم في مناصب القضاء وعين أخيراً مفتشاً أول للغة العربية بوزارة المعارف المصرية واشترك في الثورة العرابية بخطب كان يلقيها ويكتبها ويوزعها على خطباء المساجد والشوارع. وكان يكتب في بعض الصحف المصرية باسم "إدريس محمدين" وقام برحلات إلى سورية والأستانة واليونان ورومانيا ودول أخرى. وتولى منصب النائب العمومي والقضاء الأهلي 20 عاماً وقام برئاسة الجامعة 1908 عند تكوينها وكان من أوائل المدرسين فيها. وشارك في إنشاء المجمع اللغوي الأول وله مداعبات شعرية مع (حافظ إبراهيم) وغيره وكان يتجنب المدح والاستجداء والفخر في شعره وهو والد باحثة البادية توفي بالقاهرة. له: (تاريخ الأدب أو حياة اللغة العربية -ط) و (مميزات لغات العرب -ط) ورسالة في (المقابلة بين لهجات بعض سكان القطر المصري -ط) واشترك في تأليف (الدروس النحوية -ط) . وجمع ابنه مجد الدين ناصف شعره، في ديوان سماه (شعر حفني ناصف -ط) .[١]

تعريف حفني ناصف في ويكيبيديا

حفني ناصف هو محمد الحفني بن محمد إسماعيل خليل ناصف، ولد يوم الجمعة 16 ديسمبر سنة 1855م ببركة الحج، من أعلام القليوبية، توفى والده وهو ما زال جنيناً في بطن أمه، فكفله خاله وجدته لأبيه.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. حفني ناصف - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي