لو كنت في مدريد

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة لو كنت في مدريد لـ نزار قباني

لو كنت في مدريد في رأس السنة
كنا سهرنا وحدنا
في حانة صغيرة
ليس بها سوانا
تبحث في ظلامها عن بعضها يدانا
كنا شربنا الخمر في اوعية الخشب
كنا اخترعنا ربما-جزيرة
أحجارها من الذهب
أشجارها من الذهب
تتوقين فيها اميرة
لو كنت في مدريد في رأس السنة
كنا راينا كيف في اسبانيا
أيتهاالصديقة الاثيرة
تشتعل الحرائق الكبيرة
في الاعين الكبيرة
كيف تنام الوردة الحمراء في الضفيرة
كنا عرفنا لذة الضياع في الشوارع
وجوهنا تحت المطر
ثيابنا تحت المطر
كنا رأينا في مغارات الغجر
كيف يكون الهمس بالاصابع
والبوح والعتاب بالمشاعر
وكيف للحب هنا طعم البهار اللاذع
لو كنت في مدريد في رأس السنة
كنا ذهبنا آخر الليل للكنيسة
كنا حملنا شمعنا وزيتنا
بيد السلام والمحبة
كنا شكونا حزننا اليه.
كنا ارحنا رأسنا لديه
لعله في السنة الجديدة
ايتها الحبيبة البعيدة
يجمعني اليك بعد غربة
في منزل جدرانه محبة
وخبزه محبة
لو كنت في مدريد في رأس السنة
كنا ملأنا المدخنة
عرائسا ملونة
لطفلة دافئة العيون
نعيش ياحبيبي بوهمها
من قبل ان تكون
نبحث ياحبيبتي عن اسمها
من قبل ان تكون
كنا صنعنا تختها الصغير من ظنون
تختا من الاحلام ..والقطيفة الملونة
تنام فيها ربما بعد سنة
لو كنت في مدريد في رأس السنة.

عن نزار قباني

نزار قباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) شاعر سوري معاصر من مواليد مدينة دمشق.

تعريفه من ويكيبيديا

نزار بن توفيق القباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة عربية دمشقية عريقة. إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.—قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).

على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ انتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولًا إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الخرافي توفيق قباني". عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟"، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي