لو كان صبغي سواد الشعر لم يحل

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة لو كان صبغي سواد الشعر لم يحل لـ ابن نباتة السعدي

اقتباس من قصيدة لو كان صبغي سواد الشعر لم يحل لـ ابن نباتة السعدي

لو كانَ صِبْغي سواد الشّعرِ لم يَحُلِ

والدّهْرُ يُعْرَفُ ما فيهِ سِوى الخَجَلِ

يُعطي بِلا صَبوةٍ منه إلى أحَدٍ

منا ويأخذُ ما يُعْطي بلا مَلَلِ

لمّا بَدا الشيْبُ والعشرونَ ما كَمُلَتْ

مع الشّبابِ تُجاريهِ على مَهَلِ

خِلْنا البياضَ سُيوفاً أُودِعَتْ خِللاً

من السّوادِ فأبدتْ جِدَّة الخِلَلِ

إنّ الخِضابَ لأبْقى منكَ باقيةً

لو اشتَفَيْنا من الأسْقامِ بالعِلَلِ

حييِّ المَشيبَ فشخصٌ ليسَ نازلُهُ

إنْ أنتَ لم تنتقلْ عنه بمنتقِلِ

وأثْبَتُ اللون لونٌ لا يُغيرهُ

صرفُ الزّمانِ ولا يَسودُّ بالحِيَلِ

حَتّامَ نُقْدِمُ والأيامُ تغلِبُنا

وغيرُنا يغلِبُ الأيامَ بالفَشَلِ

يا أهلَ بابلَ عزمي قبلَهُ فِكَري

في النّائِباتِ وسيفي بعدَهُ عَذَلي

كَم عندكم نِعَمٌ عندي مَصائِبها

لكم وصالُ الغَواني والصّبابَةُ لي

قالوا حنيفةُ شُجْعانٌ فقلتُ لهم

كلُّ الشّجاعةِ والإقدامِ في الدُّوَلِ

ما لي أُغيرُ على دَهري فأُسلبَه

ويحجمونَ وفي أيديهم نَفَلي

إنْ لم تسلني المواضي عن جَماجمهم

إذا تَطايرنَ فالتقصيرُ من قِبَلي

كأنّني ما أعرْتُ السيفَ حدَّ يدي

وما وصلتُ وصدرُ الرمحِ لم يَصِلِ

ولا ركبتُ دجىً أحْدُو كواكبَهُ

إلى الأحبّةِ حَدْوَ الركْبِ للإبِلِ

طَرَقْتُهُمْ والكَرى لم يسلُ أعينَهم

والمشرفيّةُ ما سُلَّتْ من المُقَلِ

يا أيُّها الدّهرُ إنّ العِيَّ كالخَطَلِ

ما دَهْرُنا غيرَ سيفِ الدولةِ البِطَلِ

أكثرتُ ما بالُهُ بي غيرَ مُحْتَفِلِ

سألتَنا عن كريمٍ عنكَ لم يسَلِ

يَخْشاكَ من دونِ أنْ تخشاكَ همتُهُ

ويرتجيكَ الذي ذو مِرّةٍ بَعَلِ

ماضٍ ترفّعَ عن فوديكَ مَضربُهُ

كما ترفّعُ أشعاري عن الغَزَلِ

سيرصُدُ الفلكُ الدوارُ فيكَ فتىً

لم يُبْصِرِ الفلكَ الدّوّارَ في زُحَلِ

نوالُهُ جعلَ الأرْزاقَ من قِبلي

وعِزُّهُ صيّرَ الأيّامَ من خَولي

وما تمهلَ يوماً في نَدىً وردىً

إلاّ قضيتُ للمحِ البرقِ بالكَسَلِ

ما بالبَطارقِ شيءٌ غيرُ أسْرِهُمُ

بالقولِ دونَ ترامي الحربِ بالشُّعَلِ

والقولُ يكفي شُجاعاً صدرُ منصُلهِ

أعطاهُ طاعةَ أهلِ السّهْلِ والجبلِ

قد كُنتَ تأسرُهُم بالسيفِ مُنصلِتاً

فصرتَ تأسرُهمْ بالخوفِ والوَجَلِ

من يزرعِ الضّربَ يحصدْ طاعةً عَجَباً

ومن يربِّ العُلا يأمنْ من الثكَلِ

كانتْ سحابُكَ فيهم كلَّ بارقةٍ

حمراءَ تهطِلُ بالأيْدي وبالقُلَلِ

فاليومَ سُحبكَ فيهم كلُّ بارقةٍ

غرّاءُ تهطِلُ بالأموالِ والحُلَلِ

حتّى تمنى مليكُ الرومِ حظَّهُمُ

وأنّهُ معهم في الأسْرِ لم يَزَلِ

وقال يا ليتني من بعضِهم بَدَلٌ

فهلْ تَراكَ قَويَّ العزْمِ في البَدَلِ

يا أيُّها الملكُ المُبدي تجهمَهُ

وقولُه فُزْ بما أنْطَيْتَ وارتَحِلِ

أرشدْ إلى مَلكٍ يُعطي عطاءَكَ ذا

إنْ شِئْتَ أنْ استكِلَّ البينَ بالرِحَلِ

وأنْ تقولَ لي البيداءُ من وجلٍ

أجئتَ يا راكبَ الخطيّة الذُّبَلِ

فإنْ دَلّلْتُ فشيءٌ أنتَ فاعلُه

إنّ الدّلالةَ في المعروفِ كالعَمَلِ

وإنْ طلبتُ فلم تعرِفْ سِواكَ فتىً

فاحملْ بفضلكَ ثِقلي واغْتفرْ زَلَلي

فما أُريدُ عطاءً غيرَ جودِكُمُ

ببِشْرِكُم ينجَلي من مالِكُمْ بَجَلي

قد جُدْتَ لي باللّها حتى ضجرتُ بها

وكِدتُ من ضجَري أُثْني على البُخْلِ

إنْ كنتَ ترغبُ في هذا النوالِ لنا

فاخلُقْ لنا رغبةً أو لا فلا تُنِلِ

لم يُبقِ جودُكَ لي شيئاً أؤمِّلُهُ

تَركتني أصحبُ الدنيا بلا أملِ

حرِّمْ على الموتِ أنْ يغْتالَ أنفسَنا

فإنّ عزمكَ أمْضى منهُ في الأجَلِ

كيْما تتمَّ لكَ النَّعْماءُ كاملةً

ويأمن النّاسُ من فَقْرٍ ومن هَبَلِ

أصْبحتَ من دوحةٍ أعْلى العُلُوُّ لها

رأسٌ كما أصلُها في أسفَلِ السَّفَلِ

أوراقُها قُضُبُ الهنديِّ مُصلتةً

وحَملُها الهامَ في أغْصانِها الأسَلِ

أعُدُّ عِرقَ الثّرى عَدّي بنانَ يدي

وعَدُّ فَضْلِكَ شيءٌ ليسَ من عمَلي

شرح ومعاني كلمات قصيدة لو كان صبغي سواد الشعر لم يحل

قصيدة لو كان صبغي سواد الشعر لم يحل لـ ابن نباتة السعدي وعدد أبياتها خمسة و أربعون.

عن ابن نباتة السعدي

عبد العزيز بن عمر بن محمد بن نباتة التميمي السعدي أبو نصر. من شعراء سيف الدولة بن حمدان طاف البلاد ومدح الملوك واتصل بابن العميد في الري ومدحه. قال أبو حيان: شاعر الوقت حسن الحذو على مثال سكان البادية لطيف الائتمام بهم خفيّ المغاص في واديهم هذا مع شعبة من الجنون وطائف من الوسواس. وقال ابن خلكان: معظم شعره جيد توفي ببغداد. له (ديوان شعر -ط) وأكثره في مختارات البارودي.[١]

تعريف ابن نباتة السعدي في ويكيبيديا

ابن نُباتة السعدي هو الشاعر أبو نصر عبد العزيز بن عمر بن نباتة بن حميد بن نباتة بن الحجاج بن مطر السعدي التميمي، (من بني سعد من قبيلة بني تميم) ولد في بغداد عام 327هـ/941م، وبها نشأ، ودرس اللغة العربية على أيدي علماء بغداد في عصره حتى نبغ، وكان شاعراً محسناً مجيداً بارعاً جمع بين السبك وجودة المعنى، قال عنه أبو حيان: «"شاعر الوقت حسن الحذو على مثال سكان البادية لطيف الائتمام بهم خفيّ المغاص في واديهم هذا مع شعبة من الجنون وطائف من الوسواس"» وقال عنه ابن خلكان : «"معظم شعره جيد توفي ببغداد"». وانتشر شعره وطبع ديوانه، ذكره صاحب تاريخ بغداد، وصاحب وفـيات الأعيان، وصاحب مفتاح السعادة، كما ذكر أشعاره وأخباره التوحيدي والثعالبي فـي مؤلفاتهما. طرق معظم أغراض الشعر وموضوعاته ، وطغى على قصائده المدح ، وأغلب الظن أن أول مدائحه كانت فـي سيف الدولة الحمداني، فقد عدّ من خواص جلسائه وشعرائه.

[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن نباتة السعدي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي