لو أن ربع غير مندرس

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة لو أن ربع غير مندرس لـ ابن حمديس

اقتباس من قصيدة لو أن ربع غير مندرس لـ ابن حمديس

لو أنّ رَبْعَ غيرُ مُنْدَرِسِ

ما بتّ أُوحَشُ من جوْرِ المها الأنُسِ

من كلّ روضةِ حُسْنٍ زَهْرُها أرِجٌ

تُهْدي الهوى ليَ في لحظٍ وفي أنَسِ

لمّا تَظَلّمَ من أطرافِها عَنَمٌ

فاسحل أقحوان الظَّلْمِ واللَّعَسِ

تديرُ بالسّحْرِ عَيْنيْ أمّ شادِنَةٍ

بفاترِ اللحظ للألبابِ مُخْتَلسِ

وما رأيْتُ مهاةً قبلها وُصِفَتْ

في السرب بالشمَم المعشوق لا الخَنَسِ

لها محاسنُ من غبنِ الشباب غدت

محاسِنُ الغيدِ منها وهي كالدلَسِ

تُصبي الحليمَ وتَسْبيهِ فَمُبْصِرُها

كمنتشً في خَبَالِ السّكْرِ مُنْغَمسِ

شَمسٌ شَموسٌ عنِ الشيب الذي جمحتْ

عنه وذاتُ عنانٍ للصبا سَلِسِ

إنّي لأعجبُ والآرام مُجْبَنَةٌ

من رِئمِ خِدْرٍ لليثِ الغيل مفترسِ

لاح القتيرُ فأقمارُ البراقعِ لم

تَطْلُعْ عليّ وقصب البانِ لم تمسِ

حتى كأنّ بَياضَ الشيب منتقلٌ

إلى سوادِ عُيُونِ الخُرّدِ الأنسِ

إن فاتني قَنَصُ الغزلان نافرةً

فقد ترى من خيول الهمِّ ما فرسي

كم أشهبٍ صادَ غزلان الصوارِ فما

لأشْهبي راسخُ الأرساغِ في دَهَسِ

ستّ وستونَ عاماً كيف تُدرك بي

مَن عُمْرُها يَنْتهي منها إلى السدسِ

للَّه دَرّ شبابٍ لستُ ناسِيَهُ

لو أنّهُ كان إنساناً لقلتُ نَسي

يَسقْي محاسنَ ذاتِ الربعِ مُعْطِشُها

سَحّاً بكل ضَحُوكِ البرق مُنبَجِسِ

وداخِلاتٍ على الظّلْماءِ سَبْسَبَها

بكل خِرْقٍ عريقٍ في العلى نَدِسِ

كَأَنَّها وهيَ تَرمي المقفِراتِ بهم

مِنَ الوجيفِ نِبالٌ والهزالِ قِسي

مِثلُ الحواجِبِ لاذَتْ وهيَ ظامِئَةٌ

بأعينٍ بالفلا مطموسةٍ دُرُسِ

لا يُحْبَسُ الماءُ إلّا في ثَمائِلها

تيهاً فتحرس نقطاً بالكبود حسي

من كلّ دامِيةِ الأخفافِ مرْقلةٍ

ترتاعُ مِنْ صَوْتِ حادٍ خَلْفها شرِسِ

مستوحشٍ من كلام الإنسِ تُؤنِسُهُ

من جُوَّعٍ من ذئابِ المهمهِ الطُّلُسِ

ماذا تقولُ وَلَجُّ البحرِ يَسحَبه

إنَّ السفينة لا تجري على اليبسِ

قفْ بالتفكرِ يا هذا على زَمَنٍ

جمّ الخطوبِ وَمَثّلْ صَرْفَه وَقِسِ

ولا تكنْ عنده للسلمِ ملتمساً

فالأريُ في فم صلٍّ غيرُ مُلْتمَسِ

إنَّ الفتى في يَدَيهِ المالُ عاريَةٌ

كالثوب عُرّي منه غَيْرُهُ وَكُسي

وإنّه ليُنَمِّيهِ ويُودِعُهُ

من الصبابة بين الحِرْصِ وَالحَرَسِ

إن الهوا لمحيطٌ بالنفوسِ فقُلْ

هل حظّها منه غيرُ الفوْتِ بالنفَسِ

إنّي امرؤ وطباعُ الحقِّ تَعْضُدُني

مُطَهَّرُ العِرْضِ لا أدْنو من الدّنَسِ

ألِفْتُ حُسْنَ سكوتٍ لا أُعابُ به

ولي بيانُ مقالٍ غير مُلتْبَسِ

فما أُحرِّكُ في فكّيّ عن غَضَبٍ

لسانَ مُنْتَهِشِْ الأعْراض منتهسِ

قد يَعْقِلُ العاقلُ التحريرُ مَنْطِقَهُ

وربّ نُطْقٍ غدا في الغيِّ كالخرسِ

والجهلُ في شِيمِة الإنسان أقتلُ من

تخلخل النّبْضِ في بُحرانِ مُنتَقسِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة لو أن ربع غير مندرس

قصيدة لو أن ربع غير مندرس لـ ابن حمديس وعدد أبياتها ثلاثة و ثلاثون.

عن ابن حمديس

عبد الجبار بن أبي بكر بن محمد بن حمديس الأزدي الصقلي أبو محمد. شاعر مبدع، ولد وتعلم في جزيرة صقلية، ورحل إلى الأندلس سنة 471هـ، فمدح المعتمد بن عباد فأجزل له عطاياه. وانتقل إلى إفريقية سنة 516 هـ. وتوفي بجزيرة ميورقة عن نحو 80 عاماً، وقد فقد بصره. له (ديوان شعر- ط) منه مخطوطة نفيسة جداً، في مكتبة الفاتيكان (447 عربي) ، كتبها إبراهيم بن علي الشاطبي سنة 607.[١]

تعريف ابن حمديس في ويكيبيديا

أبو محمد عبد الجبار بن أبي بكر الصقلي المعروف بـ ابن حمديس الصقلي (447 - 527 هـ) (1055 - 1133)، شاعر عربي ولد ونشأ في صقلية، ثم تركها ورحل إلى الأندلس سنة 471 هـ، وأقام فيها لفترة ثم انتقل إلى المغرب الأوسط وإفريقية حتى توفي في جزيرة ميورقة سنة 527 هـ، وقد تميز بثقافة دينية جعلت منه حكيمًا من حكماء الحياة، وانعكس ذلك على قصائده.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن حمديس - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي