لو أنصف الراثي وسار على هدى

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة لو أنصف الراثي وسار على هدى لـ ناصيف اليازجي

اقتباس من قصيدة لو أنصف الراثي وسار على هدى لـ ناصيف اليازجي

لو أنصفَ الرَّاثي وسارَ على هُدى

جَعَلَ الرِّثاءَ لنَفسِهِ وبها ابتْدَا

فابكي لنَفسِكَ أَلفَ دَمعٍ جُملةً

يا منْ بَكَى لأَخيهِ دَمعاً مفُرَدا

وَدَّعْ أَخاكَ مُشمِّراً لطريقِهِ

ولَقَد يكونُ اليومَ ذلكَ أَو غَدا

ليسَ المُوفَّقُ مَن يَسيرُ مؤخَّرّاً

إنَّ المُوَفَّقَ من يَسيرُ مُزوَّدا

يا بانيَ القصرِ الجميلِ لبُرْهةٍ

قُمْ فابنِ قَبراً تَقتَنيهِ مؤَبَّدا

يا راقداً فوقَ السَّريرِ غَفَلَتَ عن

كَهفِ يكونُ إلى القيامةِ مَرْقَدا

يا جامعَ الأَموالِ هل تَمضي بها

و إذا مَضَيتَ فهل تَمُدُّ لها يَدا

يا صاحِبَ الجاهِ الذي لابُدَّ أَنْ

تَبقى أَسيراً في الضَّريحِ مُقَيَّدا

قُمْ نَعرِفِ المَيْتَ الذي ذاقَ البِلى

هل كانَ عبداً خادماً أم سَيِّدا

مَنْ كانَ فَتَّانَ الجَمالِ ومَنْ تُرَى

هُوَ ذلكَ البَطَلُ الذي قَهَرَ العِدى

أينَ الذينَ على العِبادِ تَسَلَّطوا

وسَطَوْا علي أَقصى البِلادِ تَمَرُّدا

الكُلُّ صاروا كالهباءِ فلا تَرَى

عَيناً ولا أَثَراً لعَينٍ قد بَدا

دارٌ غُرابُ البَينِ فيها ناعقٌ

قد حامَ فوقَ رُؤوسِنا مُتَردِّدا

لايَتَّقِي مَلِكاً ولا أَسَداً ولا

شِبلاً فهذا الشِّبلُ أَدَركَهُ الرَدَى

صبراً بنى أَيُّوبَ فالصَّبرُ انتَمَى

للبَيتِ قِدْماً فاحفَظوهُ مُجَدَّدا

صبرُ الرزيَّةِ كالدَّواءِ مُعادِلاً

للدَّاءِ فَهْوَ يُشَدُّ حينَ تَشدَّدا

إني لأَندُبُ فَقدَهُ مُتَشاغِلاً

عن وَصفِ شِيمَتِهِ الذي لن يُفقَدا

تَدري جميعُ النَّاسِ وصفَ كمالهِ

فيرُوحُ جَهدُ الواصفينَ لهُ سُدى

هذا هُوَ العَلَمُ الشَّهيرُ كأَنَّهُ

عَلَمُ على جَبَلٍ بهِ السَّاري اهتَدَى

نالَ الكَمالَ فكانَ أَعذبَ مَورِداً

وأَقَلَّ أَعداءً وأَكثَرَ حُسَّدا

جمعَتْ يداهُ المكرماتُ فصانَها

وجنَتْ قناطيرَ النُّضَارِ فَبدَّدا

يا أيُّها الشِّبلُ النزيلُ بِقَفْرةٍ

شِبلُ الأُسودِ على القِفارِ تَعوَّدا

يا أَبيَضَ الوَجهِ الجميلِ ثَناؤُهُ

ها قد جَعَلَتَ الصُّبحَ بَعدَكَ أَسودا

قد كُنتَ تدعو المُستغيثَ منادياً

فَغداً يَصيحُ وليسَ تَستَمِعُ النِّدا

ولَكَمْ فَدَيَتَ منَ المُصيبةِ بائساً

واليومَ مَن ذا يَستَطيعُ لكَ الفِدى

يا راحلاً رَحَلَ السُّرورَ لِفَقدِهِ

وأَقامَ فينا ذِكرُهُ طُولَ المَدَى

مَنَّا السَّلامُ عليكَ غيرَ مُودَّعٍ

وعلى ضريحٍ بِتَّ فيهِ مُوسَّدا

ظَلَّتْ ملائكةُ السَّماءِ تَزُورُهُ

وانهَلَّ فوقَ تُرابِهِ قَطْرُ النَّدَى

شرح ومعاني كلمات قصيدة لو أنصف الراثي وسار على هدى

قصيدة لو أنصف الراثي وسار على هدى لـ ناصيف اليازجي وعدد أبياتها ثمانية و عشرون.

عن ناصيف اليازجي

ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط. شاعر من كبار الأدباء في عصره، أصله من حمص (سورية) ومولده في كفر شيما بلبنان ووفاته ببيروت. استخدمه الأمير بشير الشهابي في أعماله الكتابية نحو 12سنة، انقطع بعدها للتأليف والتدريس في بعض مدارس بيروت وتوفي بها. له كتب منها: (مجمع البحرين -ط) مقامات، (فصل الخطاب -ط) في قواعد اللغة العربية، و (الجوهر الفرد -ط) في فن الصرف وغيرها. وله، ثلاثة دواوين شعرية سماها (النبذة الأولى -ط) و (نفحة الريحان -ط) و (ثالث القمرين -ط) .[١]

تعريف ناصيف اليازجي في ويكيبيديا

ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط بن سعد اليازجي (25 مارس 1800 - 8 فبراير 1871)، أديب وشاعر لبناني ولد في قرية كفر شيما، من قرى الساحل اللبناني في 25 آذار سنة 1800 م في أسرة اليازجي التي نبغ كثير من أفرادها في الفكر والأدب، وأصله من حمص. لعب دوراً كبيراً في إعادة استخدام اللغة الفصحى بين العرب في القرن التاسع عشر، عمل لدى الأسرة الشهابية كاتباً وشارك في أول ترجمة الإنجيل والعهد القديم إلى العربية في العصر الحديث. درّس في بيروت.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ناصيف اليازجي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي