له الويل من ليل تطاول آخره

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة له الويل من ليل تطاول آخره لـ البحتري

اقتباس من قصيدة له الويل من ليل تطاول آخره لـ البحتري

لَهُ الوَيلُ مِن لَيلٍ تَطاوَلَ آخِرُه

وَوَشكِ نَوى حَيٍّ تُزَمُّ أَباعِرُه

إِذا كانَ وِردُ الدَمعِ بِالنَأيِ أَعوَزَت

بِغَيرِ تَداني الحِلَّتَينِ مَصادِرُه

أَدارَهُمُ الأولى بِدارَةِ جُلجُلٍ

سَقاكِ الحَيا رَوحاتُهُ وَبَواكِرُه

وَجاءَكَ يَحكي يوسُفَ بنَ مُحَمَّدٍ

فَرَوَّتكِ رَيّاهُ وَجادَكِ ماطِرُه

عَلى أَنَّهُ لَو شاءَ رَبعُكِ بَيَّنَت

مَعالِمُهُ لِلصَبِّ أَينَ تُماضِرُه

وَإِنّي لَثانٍ مِن عِناني فَسائِلٌ

جَآذِرُهُ أَينَ اِستَقَرَّت جَآذِرُه

تَقَضّى الصِبا إِلّا خَيالاً يَعودُني

بِهِ ذو دَلالٍ أَحوَرُ الطَرفِ فاتِرُه

يَجوبُ سَوادَ اللَيلِ مِن عِندِ مُرهَفٍ

ضَعيفِ قَوامِ الخَصرِ سودٍ غَدائِرُه

فَيُذكِرُني العَهدَ القَديمَ وَلَيلَةً

لَدى سَمُراتِ الجِزعِ إِذ نامَ سامِرُه

وَعَهداً أَبَينا فيهِ إِلّا تَبايُناً

فَلا أَنا ناسيهِ وَلا هُوَ ذاكِرُه

رَأَيتُ أَبا يَعقوبَ وَالناسُ ذو حِجاً

يُؤَمِّلُهُ أَو ذُو ضَلالِ يُحاذِرُه

هُوَ المَلِكُ المَرجُوُّ لِلدينِ وَالعُلا

فَلِلَّهِ تَقواهُ وَلِلمَجدِ سائِرُه

لَهُ البَأسُ يُخشى وَالسَماحَةُ تُرتَجى

فَلا الغَيثُ ثانيهِ وَلا اللَيثُ عاشِرُه

وَقورُ النَواحي وَالنَدى يَستَخِفُّهُ

لَنا وَأَميرُ الشَرقِ وَالجودُ آمِرُه

إِذا وَقَعَت بِالقُربِ مِنهُ مُلِمَّةٌ

ثَنى طَرفَهُ نَحوَ الحُسامِ يُشاوِرُه

إِذا خَرِسَ الأَبطالُ في حَمَسِ الوَغى

عَلَت فَوقَ أَصواتِ الحَديدِ زَماجِرُه

إِذا التَهَبَت في لَحظِ عَينَيهِ غَضبَةٌ

رَأَيتَ المَنايا في النُفوسِ تُؤامِرُه

وَلا عِزَّ لِلإِشراكِ مِن بَعدِ ما التَقَت

عَلى السَفحِ مِن عُليا طَرونَ عَساكِرُه

وَلَيسَ بِهِ أَلّا يَكونَ مَرامُها

عَسيراً وَلَكِن أَسلَمَ الغابَ خادِرُه

وَما كانَ بُقراطُ بنُ آشوطَ عِندَهُ

بِأَوَّلِ عَبدٍ أَوبَقَتهُ جَرائِرُه

وَقَد شاغَبَ الإِسلامَ خَمسينَ حِجَّةً

فَلا الخَوفُ ناهيهِ وَلا الحِلمُ زاجِرُه

وَلَمّا اِلتَقى الجَمعانِ لَم تَجتَمِع لَهُ

يَداهُ وَلَم يَثبُت عَلى البيضِ ناظِرُه

وَلَم يَرضَ مِن جُرزانَ حِرزاً يُجيرُهُ

وَلا في جِبالِ الرومِ رَيداً يُجاوِرُه

فَجاءَ مَجِيءَ العَيرِ قادَتهُ حَيرَةٌ

إِلى أَهرَتِ الشِدقَينِ تَدمى أَظافِرُه

وَمَن كانَ في اِستِسلامِهِ لائِماً لَهُ

فَإِنّي عَلى ماكانَ مِن ذاكَ عاذِرُه

وَكَيفَ يَفوتُ اللَيثَ في قيدِ لَحظَةٍ

وَكانَ عَلى شَهرَينِ وَهوَ مُحاصِرُه

تَضَمَّنَهُ ثِقلُ الحَديدِ فَأُحكِمَت

خَلاخِلُهُ مِن صَوغِهِ وَأَساوِرُه

فَإِن أَدرَكَتهُ بِالعِراقِ مَنِيَّةٌ

فَقاتِلُهُ عِندَ الخَليفَةِ آسِرُه

بِتَدبيرِكَ المَيمونِ أُغلِقَ كَيدُهُ

عَلَيهِ وَكَلَّت سُمرُهُ وَبَواتِرُه

وَطَيِّكَ سِرّاً لَو تَكَلَّفَ طَيَّهُ

دُجى اللَيلِ عَنّا لَم تَسَعهُ ضَمائِرُه

وَلَم يَبقَ بِطريقٌ لَهُ مِثلُ جُرمِهِ

بِأَرّانَ إِلّا عازِبُ اللُبِّ طائِرُه

كَسَرتَهُمُ كَسرَ الزُجاجَةِ بَعدَهُ

وَمَن يَجبُرُ الوَهى الَّذي أَنتَ كاسِرُه

فَإِن يَكُ هَذا أَوَّلُ النَقصِ فيهِمُ

وَكُنتَ لَهُم جاراً فَما هُوَ آخِرُه

وَما مُسلِمُ الثَغرِ المُعانِدُ رَبَّهُ

بِناءٍ عَنِ الكَأسِ الَّتي اِشتَفَّ كافِرُه

وَقَد عَلِمَ العاصي وَإِن أَمعَنَت بِهِ

مَحَلَّتُهُ في الأَرضِ أَنَّكَ زائِرُه

حُسامُ وَعَزمٌ كَالحُسامِ وَجَحفَلٌ

شِدادٌ قُواهُ مُحصَداتٌ مَرائِرُه

قَليلُ فُضولِ الزادِ إِلّا صَواهِلاً

ظَهارِيَّ طَعنٍ أَو حَديداً يُظاهِرُه

إِذا اِنبَثَّ في عَرضِ الفَضاءِ فَمَذحِجٌ

مَيامِنُهُ وَالحَيُّ قَيسٌ مَياسِرُه

تَهولُ الصُدورَ الهائِلاتِ سُلَيمُهُ

وَأَعصُرُهُ في السابِغاتِ وَعامِرُه

أَمَعشَرَ قَيسٍ قَيسِ عَيلانَ إِنَّكُم

حُماةُ الوَغى يَومَ الوَغى وَمَساعِرُه

عَجِلتُم إِلى نَصرِ الأَميرِ وَلَم يَزَل

يُوالي مَواليهِ وَيُنصَرُ ناصِرُه

وَإِن يَكثُرِ الإِحسانُ مِنكُم فَإِنَّهُ

بِأَنعُمِهِ جازٍ عَلَيهِ وَشاكِرُه

غَدا قِسمَةً عَدلاً فَفيكُم نَوالُهُ

وَفي سَروِ نَبهانَ بنِ عَمرٍو مَآثِرُه

وَلا عَجَبٌ أَن تَشهَدوا الطَعنَ دونَهُ

وَما عَشَرَتكُم في نَداهُ عَشائِرُه

وَلَو لَم تَكُن إِلّا مَساعيكُمُ الَّتي

يَقومُ بِها بَينَ السِماطَينِ شاعِرُه

شرح ومعاني كلمات قصيدة له الويل من ليل تطاول آخره

قصيدة له الويل من ليل تطاول آخره لـ البحتري وعدد أبياتها خمسة و أربعون.

عن البحتري

هـ / 821 - 897 م الوليد بن عبيد بن يحيى الطائي أبو عبادة . شاعر كبير، يقال لشعره سلاسل الذهب، وهو أحد الثلاثة الذين كانوا أشعر أبناء عصرهم، المتنبي وأبو تمام والبحتري، قيل لأبي العلاء المعري: أي الثلاثة أشعر؟ فقال: المتنبي وأبو تمام حكيمان وإنما الشاعر البحتري. وأفاد مرجوليوث في دائرة المعارف أن النقاد الغربيين يرون البحتري أقل فطنة من المتنبي وأوفر شاعرية من أبي تمام. ولد بنمنبج بين حلب والفرات ورحل إلى العراق فاتصل بجماعة من الخلفاء أولهم المتوكل العباسي وتوفي بمنبج. له كتاب الحماسة، على مثال حماسة أبي تمام.[١]

تعريف البحتري في ويكيبيديا

البُحْتُري (204 هجري - 280 هجري)؛ واسمه أبو عبادة الوليد بن عبيد بن يحيى التنوخي الطائي، أحد أشهر الشعراء العرب في العصر العباسي.يقال لشعره سلاسل الذهب، وهو أحد الثلاثة الذين كانوا أشهر أبناء عصرهم، المتنبي وأبو تمام والبحتري، قيل لأبي العلاء المعري: أي الثلاثة أشعر؟ فقال: المتنبي وأبو تمام حكيمان وإنما الشاعر البحتري. ولد في منبج إلى الشمال الشرقي من حلب في سوريا. ظهرت موهبته الشعرية منذ صغره. انتقل إلى حمص ليعرض شعره على أبي تمام، الذي وجهه وأرشده إلى ما يجب أن يتبعه في شعره. كان شاعرًا في بلاط الخلفاء: المتوكل والمنتصر والمستعين والمعتز بن المتوكل، كما كانت له صلات وثيقة مع وزراء في الدولة العباسية وغيرهم من الولاة والأمراء وقادة الجيوش. بقي على صلة وثيقة بمنبج وظل يزورها حتى وفاته. خلف ديوانًا ضخمًا، أكثر ما فيه في المديح وأقله في الرثاء والهجاء. وله أيضًا قصائد في الفخر والعتاب والاعتذار والحكمة والوصف والغزل. كان مصورًا بارعًا، ومن أشهر قصائده تلك التي يصف فيها إيوان كسرى والربيع. حكى عنه: القاضي المحاملي، والصولي، وأبو الميمون راشد، وعبد الله بن جعفر بن درستويه النحوي. وعاش سبع وسبعين سنة. ونظمه في أعلى الذروة. وقد اجتمع بأبي تمام، وأراه شعره، فأعجب به، وقال: أنت أمير الشعر بعدي. قال: فسررت بقوله. وقال المبرد: أنشدنا شاعر دهره، ونسيج وحده، أبو عبادة البحتري. وقيل: كان في صباه يمدح أصحاب البصل والبقل. وقيل: أنشد أبا تمام قصيدة له، فقال: نعيت إلي نفسي ومعنى كلمة البحتري في اللغة العربية: قصير القامة.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. البحتري - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي