لمن طلل نائي المزار بعيده

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة لمن طلل نائي المزار بعيده لـ لسان الدين بن الخطيب

اقتباس من قصيدة لمن طلل نائي المزار بعيده لـ لسان الدين بن الخطيب

لمَنْ طَلَلٌ نائِي المَزارِ بَعيدُهُ

وعهْدٌ كَريمٌ لا يُذَمُّ حَميدُهُ

عَفا غَيْرَ نُؤْيٍ كالسِّوارِ ومَوْقِدٍ

كَما جَثَمَتْ بيضُ الحَمامِ وسُودُهُ

إذا أخْلَفَ الغيْثُ الأباطِحَ والرُّبا

فتَسْكابُ دَمْعِ المُقلَتَيْنِ يَجودُهُ

مَحَلٌّ لسُعْدَى والزّمانُ مُساعِدٌ

وجَفْنُ اللّيالي لا يَريمُ هُجودُه

وقَفْنا بهِ عُوجَ المَطيِّ كأنّهُ

عَليلٌ ومُجْتازُ الرِّكابِ يَعودُهُ

فلَوْلا نَسيمٌ رَدّ رَجْعَ جَوابِنا

فسَكّنَ منْ حَرِّ الأُوامِ بَرُودُهُ

لَما حَمَلتْ منّا الضّلوعُ غَرامَها

ولا كانَ هَذا الشّوقُ يَخْبو وَقودُهُ

وتاللّهِ لوْلا أنّةٌ تُشْهِرُ الجَوى

فأضْحى وسرُّ الحُبِّ بادٍ جُحودُهُ

لآثَرْتُ كَتْمَ الوجْدِ بيْنَ جَوانِحي

وبلّغْتُ في القَلْبِ الهَوى ما يُريدُهُ

خَليليَّ ما للرّكْبِ لا يَشْتَكي الوَجى

وما لِبِساطِ القَفْرِ يُطْوى مَديدُهُ

يحُثُّ جَناحَ السّيْرِ حتّى كأنّما

رَجاءُ أميرِ المُسْلِمينَ يَقودُهُ

أظنُّ ديارَ الحَيِّ منّا قَريبةً

وظمْآنُ هَذا البُعْدِ حانَ وُرودُهُ

وإلاّ فَما بالُ النّسيمِ كأنّما

أكبّتْ على النّارِ الكِباءَ هُنودُهُ

تأَرّجَ في الآفاقِ مَسْرَى هُبوبِهِ

كَما حَمَلَتْ عنْهُ الثّناءَ وُفودُهُ

وما بالُ هذا العِيسِ لا تَسْأمُ السُّرَى

كَما جُهِّزَتْ عنْدَ المَغارِ جُنودُهُ

أميرٌ كَفى الإسْلامَ كلَّ عَظيمةٍ

وقدْ شابَ منْ طولِ العَناءِ وَليدُهُ

وقادَ الى إصْراخِهِ كُلَّ سابِحٍ

مُعوّذَةٍ أنْ لا تُحَطَّ لُبودُهُ

وألّفَ أسْرارَ النّفوسِ على الُدَى

فأوْشَكَ منْ وَقدِ الشَّتاتِ خُمودُهُ

ولمّا عرَتْ هَذي الجَزيرةَ نَبْوَةٌ

وعُطِّلَ منْ فَرْضِ الجِهادِ أكيدُهُ

وأصْبَحَ ثَغْرُ الثّغْرِ بعْدَ ابتِسامِهِ

ولوْلا دِفاعُ اللّهِ فُضّتْ عُقودُهُ

تَبارَكَ آلُ النّصْرِ حِفْظَ ذَمائِهِ

فأعْقَبَ صِدّيقَ الجَلالِ شَهيدُهُ

وأنْجَبَهُ للدّينِ يحْمي ذِمارَهُ

كما أنْجَبَتْ لَيْثَ العَرينِ أسودُهُ

فقامَ بأمْرِ اللهِ ناصِرُ دينِهِ

ولا عِبْءَ يَثْني عَزْمَهُ ويُؤودُهُ

وأسْلكَ نهْجَ الحقِّ مَنْ حادَ بعْدَما

تُنوسِيَ ذِكْراهُ وضَلَّ سديدُهُ

إذا عُدِّدَ الأمْلاكُ مَجْداً ومَحْتِداً

فيُوسُفُ أنْصارُ النّبيّ جُدودُهُ

وإنْ قَعَدوا منْ دونِ مبْلَغِ غايةٍ

تَدانَى لهُ منْ كلِّ قَصْدٍ بَعيدُهُ

وأيُّ فؤادٍ مِنْهُمُ غيْرُ خافِقٍ

إذا خَفَقَتْ أعْلامُهُ وبُنودُهُ

لهُ فَتَكاتٌ ما تَجفُّ ظُباتُها

وعزْمُ اقْتِدارِ ما تُحَلُّ عُقودُهُ

ورأيٌ يَمُدُّ الشّمْسَ نوراً ومَشْهَداً

ملائِكَةُ السّبْعِ الطِّباقِ شُهودُهُ

فلِلنّاسِ في يومِ العَطاءِ هِباتُهُ

وللّهِ في اللّيلِ الطّويلِ هُجودُهُ

يَميناً لَما الأنْواءُ إلا يَمينُهُ

وما الجُودُ إلا ما سَقَى الأرْضَ جودُهُ

أميرَ العُلَى لوْلاكَ أصْبَحَ رَبْعُها

خَلاءً ودِينُ اللهِ وَاهٍ عَمودُهُ

ولَكِنْ نَهَجْتَ العَدْلَ منْ بعْدِ فتْرَةٍ

وقدْ دَرَسَتْ آثارُهُ وعُهودُهُ

وبَدّدْتَ شمْلَ الكُفْرِ بعْدَ ائتلافِهِ

فأضْحَى عَميداً في الرُّغامِ عَميدُهُ

وجاهَدْتَهُ في اللّهِ حَقَّ جِهادِهِ

فأذْعَنَ عاصِيهِ وذلّ عَنيدُهُ

فمُلْكُكَ مَنْصورُ اللِّواءِ سَعيدُهُ

وظِلُّكَ خفّاقُ الرواقِ مَديدُهُ

وسيْفُكَ مرْهوبُ الغِرارِ حَديدُهُ

وسَيْبُكَ مسْكوبُ النّوالِ عَتيدُهُ

فلوْلاكَ لمْ تنْهَلَّ بالغَيْثِ ديمةٌ

ولا راقَ من زَهْرِ الرِّياضِ مَجودُهُ

وأخْفَقَ مسْعَى كلِّ آمِلِ غايَةٍ

وأخْلَقَ منْ عَصْبِ الزّمانِ جَديدُهُ

هَنيئاً لكَ العيدُ الذي أنْتَ عِيدُهُ

وفي اللهِ ما تُبْديهِ أو ما تُعيدُهُ

أتَيْتَ المُصَلّى والجُنودُ رَوائِحٌ

تَغَصُّ بِها أغْوارُهُ ونُجودُهُ

وقد أبْصَرَتْ منْكَ النّواظِرُ مِلأَها

جَمالاً تَمُدُّ النَّيِّراتِ سُعودُهُ

وآيةُ نَصْرٍ في حِجابِ مهابَةٍ

تُدافِعُ عنْ دينِ الهُدى مَنْ يَكيدُهُ

فلمّا قَضَيْتَ النّحْرَ أقْبَلْتَ راضِياً

عنِ اللهِ تُعْلي ذِكْرَهُ وتُشيدُهُ

وأوْرَدْتَنا منْ جُودِ كفّيْكَ مَوْرِداً

يبَرِّدُ غُلاّتِ الظِّماءِ بَرودُهُ

وألْبَسْتَنا الآلاءَ بِيضاً سَوابِغاً

فزادَكَ مِنْها اللهُ ما تَسْتَزيدُهُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة لمن طلل نائي المزار بعيده

قصيدة لمن طلل نائي المزار بعيده لـ لسان الدين بن الخطيب وعدد أبياتها ستة و أربعون.

عن لسان الدين بن الخطيب

محمد بن عبد الله بن سعيد السلماني اللوشي الأصل، الغرناطي الأندلسي، أبو عبد الله الشهير بلسان الدين بن الخطيب. وزير مؤرخ أديب نبيل. كان أسلافه يعرفون ببني الوزير. ولد ونشأ بغرناطة. واستوزره سلطانها أبو الحجاج يوسف بن إسماعيل (سنة 733هـ) ثم ابنه (الغني بالله) محمد، من بعده. وعظمت مكانته. وشعر بسعي حاسديه في الوشاية به، فكاتب السلطان عبد العزيز بن علي الميني، برغبته في الرحلة إليه. وترك الأندلس خلسة إلى جبل طارق، ومنه إلى سبتة فتلمسان (سنة773) وكان السلطان عبد العزيز بها، فبالغ في إكرامه، وأرسل سفيراً من لدنه إلى غرناطة بطلب أهله وولده، فجاؤوه مكرمين. واستقر بفاس القديمة. واشترى ضياعاً وحفظت عليه رسومه السلطانية. ومات عبد العزيز، وخلفه ابنه السعيد بالله، وخلع هذا، فتولى المغرب السلطان (المستنصر) أحمد بن إبراهيم، وقد ساعده (الغني بالله) صاحب غرناطة مشترطاً عليه شروطاً منها تسليمه (ابن الخطيب) فقبض عليه المستنصر)) . وكتب بذلك إلى الغني بالله، فأرسل هذا وزيره (ابن زمرك) إلى فاس، فعقد بها مجلس الشورى، وأحضر ابن الخطيب، فوجهت إليه تهمة (الزندقة) و (سلوك مذهب الفلاسفة) وأفتى بعض الفقهاء بقتله، فأعيد إلى السجن. ودس له رئيس الشورى (واسمه سليمان بن داود) بعض الأوغاد (كما يقول المؤرخ السلاوي) من حاشيته، فدخلوا عليه السجن ليلاً، وخنقوه. ثم دفن في مقبرة (باب المحروق) بفاس. وكان يلقب بذي الوزاتين: القلم والسيف؛ ويقال له (ذو العمرين) لاشتغاله بالتصنيف في ليله، وبتدبير المملكة في نهاره. ومؤلفاته تقع في نحو ستين كتاباً، منها (الإحاطة في تاريخ غرناطة) ، و (الإعلام فيمن بويع قبل الاحتلام من ملوك الإسلام-خ) في مجلدين، طبعت نبذة منه، و (اللمحة البدرية في الدولة النصرية-ط) .[١]

تعريف لسان الدين بن الخطيب في ويكيبيديا

محمد بن عبد الله بن سعيد بن عبد الله بن سعيد بن علي بن أحمد السّلماني الخطيب الشهير لسان الدين ابن الخطيب ولقب ذو الوزارتين وذو العمرين وذو الميتين، (لوشة، 25 رجب 713 هـ/1313م - فاس، 776 هـ/ 1374م) كان علامة أندلسيا فكان شاعرا وكاتبا وفقيها مالكيا ومؤرخا وفيلسوف وطبيبا وسياسيا من الأندلس درس الأدب والطب والفلسفة في جامعة القرويين بمدينة فاس. يشتهر بتأليف قصيدة جادك الغيث وغيرها من القصائد والمؤلفات. قضّى معظم حياته في غرناطة في خدمة بلاط محمد الخامس من بني نصر وعرف بلقب ذي الوزارتين: الأدب والسيف. نـُقِشت أشعاره على حوائط قصر الحمراء بغرناطة. نشأ لسان الدين في أسرة عرفت بالعلم والفضل والجاه، وكان جده الثالث «سعيد» يجلس للعلم والوعظ فعرف بالخطيب ثم لحق اللقب بالأسرة منذ إقامتها في لوشة وكانت أسرة ابن الخطيب من إحدى القبائل العربية القحطانية التي وفدت إلى الأندلس، وتأدّب في غرناطة على شيوخها، فأخذ عنهم القرآن، والفقه، والتفسير، واللغة، والرواية، والطب.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي