لمن رسم دار كالكتاب المنمنم

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة لمن رسم دار كالكتاب المنمنم لـ عدي بن الرقاع العاملي

اقتباس من قصيدة لمن رسم دار كالكتاب المنمنم لـ عدي بن الرقاع العاملي

لِمَن رَسمُ دارٍ كَالكِتابِ المُنَمنَمِ

بِمُنعَرَجِ الوادي فُوَيقَ المُهَزَّمِ

عَفَت بَعدَ أَشباحِ الأَنيسِ كَأَنَّما ال

شُخوصُ بِها خيلانُ حُرضٍ وَعَجرَمِ

تَوَهَّمتُها مِن بَعدِ ما قَد خَلا لَها

أَهِلَّةُ حَولٍ بَعدَ حَولٍ مُجَرَّمِ

مَنازِلُ أَترابٍ تَبَدَّلنَ بَعدَها

بِلاداً فَبادَت غَيرَ نُؤيٍ مُهَدَّمِ

سَمِعنَ بِغَيثٍ رابِعٍ فَتَبِعنَهُ

عَلى كُلِّ مَوّارِ المِلاطِ عَثَمثَمِ

طوالُ القَرى تَحكي خُطاهُ إِذا مَشى

تَجاوُبَ أَحناءَ الغَبيطِ المُقَوَّمِ

تَخَطَّينَ بَطنَ السِترِ حَتّى جَعَلنَهُ

عَلى الغَربِ سَيرَ المُنتَوى المُتَيَمِّمِ

فَلَمّا تَجوَزنَ الحَصيداتِ كُلَّها

وَخَلَّفنَ مِنها كُلَّ رَعنٍ وَمَخرَمِ

دَأَبنَ لِخَيشومِ البَياضِ الَّذي لَهُ

مِنَ التاجِ إِكليلٌ كَتاجِ المُسَوَّمِ

مَدَحتُ أَميرَ المُؤمِنينَ الَّذي اِصطَفى

لَنا رُبُّنا فَضلاً عَلى كُلِّ مُسلِمِ

بَني الحَمد فيهِ فَاِرتَقى في مُشَرَّفٍ

رَفيعٍ مِنَ البُنيانِ لَم يَتَثَلَّمِ

فَما في بَنى حَوّاءَ فَرعٌ يَفوقُهُ

بِفاضِلَةٍ دونَ النَبِيِّ المُكَرَّمِ

فَما كانَ بابُ الحَمدِ حَتّى لَقيتُهُ

بِأَخرَسَ مَكنونٍ وَلا بِمُصَتَّمِ

جَمَعتَ اللَواتي يَحمَدُ اللَهُ عَبدَهُ

عَلَيهِنَّ فَليَهنَأ لَكَ الخَيرُ وَاِسلَمِ

فَأَوَّلُهُنَّ البِرُّ والبرُّ غالِبٌ

وَما بِكَ مِن عَيبِ السَرائِرِ يُعلَمِ

وَثانِيَةٌ كانَت مِنَ اللَهِ نِعمَةً

عَلى المُسلِمينَ إِنَّهُ خَيرُ مُنعِمِ

وَثالِثَةٌ أَن لِيسَ فيكَ هَوادَةٌ

لِمَن رامَ ظُلماً أَو سَعى سَعيَ مُجرِمِ

وَرابِعَةٌ أَن لا تزالَ مَعَ التُقى

تَحُثُّ بِمَيمونٍ مِنَ الأَمرِ مُبرَمِ

وَخامِسَةٌ في الحُكمِ أَنَّكَ تُنصِفُ الضَّ

ضَعيفَ وَما مَن عَلَّمَ اللَهُ كَالعَمي

وَسادِسَةٌ أَنَّ الَّذي هُوَ رَبُّنا اِص

طَفاكَ فَمَن يَتبَعكَ لَم يَتَنَدَّمِ

وَسابِعَةٌ أَنَّ المَكارِمَ كُلَّها

سَبَقتَ إِلَيها كُلَّ ساعٍ وَمُلجِمِ

وَثامِنَةٌ في مَنصِبِ الناسِ أَنَّهُ

سَما بِكَ مِنهُ مُعظَمٌ فَوقَ مُعظَمِ

وَتاسَعَةٌ أَنَّ البَرِيَّةَ كُلَّها

يَعُدّونَ سَيباً مِن إِمامٍ مُتَمَّمِ

وَعاشِرَةٌ أَنَّ الحُلومَ تَوابِعٌ

لِحِلمِكَ في فَضلٍ مِنَ القَولِ مُحكَمِ

جَوادٌ فَلا يَنفَكُّ يَرمُدُ بابَهُ

أولو حاجَةٍ مُستَبشِرونَ بِمُنعِمِ

فَقَد جُعِلَت كُتّابُهُ في مَؤونَةٍ

مَفاتيحُ مِن مَعروفِهِ المُتَقَسِّمِ

إِذا ما حَبا وَفداً أَتاهُم بِمِثلِهِ

رُكوبَ المَوامي بِالمَطِيِّ المُخَزَّمِ

تَقيسُ بِأَيديها الفَلاةَ كَأَنَّما

مَذارِعُ أَيديهِنَّ أَذرُعُ مَأتَمِ

كَأَنَّ أَفاحيصَ القَطا حَيثُ عاجَها

مُعَرَّسُ مَثوىً مِن كَرى اللَيلِ نُيَّمِ

أَناخوا وَقَد طالَ الكَرى فَكَأَنَّهُم

سُكارى تَحاذَوا صَحنَ راحٍ مُخَضرَمِ

أَناخوا قَليلاً ثُمَّ نَبَّهَ نَومَهُم

دُعاءٌ بُعَيدَ الفَهمِ ماضٍ مُعَمَّمِ

عَمَرَّسُ أَسفارٍ إِذا اِستَقبَلَت لَهُ

سُمومٌ كَحَرِّ النارِ لَم يَتَلَثَّمِ

يُكافِحُ لَوحاتِ الهَواجِرِ وَالضُحى

مُكافَحَةً بِالمَنخِرَينِ وِبِالفَمِ

وَقَد سَفَعتهُ الشَمسُ بَعدَ بَضاضَةٍ

فَصارَ كَسَفّودِ الحَديدِ المُسَحَّمِ

إِذا مارَمى أَصحابَهُ بِجَبينِهِ

دُجا اللَيلَةِ الظَلماءِ لَم يَتَكَهَّمِ

شَديدُ صِفاقِ الكَشحِ يَلوي إِزارَهُ

بِمُنخَرِقٍ عاري الشَراسيفِ اَهضَمِ

كَأَنَّ زُرورَ القُبطُرِيَّةِ عُلِّقَت

بَنادِكُها مِنهُ بِجِذعٍ مُقَوَّمِ

كَأَنَّ قُرادَي نَحرِهِ طَبَعَتهُما

بَطينٍ مِنَ الجولانَ كُتّابُ أَعجَمِ

إِذا شِئتَ أَن تَلقى فَتى البَأسِ وَالنَدى

وَذا الحَسَبِ الرابي التَليدِ المقدَمِ

فَكُن عُمَراً تَأتي وَلا تَعدوَنَّهُ

إِلى غَيرِهِ وَاِستَخبِرِ الناسَ وَاِفهَمِ

فَتىً حُجِبَنت عَنهُ الفَواِشُ كُلُّها

فَما اِختَلَطَت مِنهُ بِلَحمٍ وَلا دَمِ

غَدا طَيِّبَ الأَثوابِ يَنفَحُ عِرضُهُ

مُبيناً لِعَينِ الناظِرِ المُتَوَسِّمِ

شَديداً عَلى ذي الضَغنِ حينَ يَريبُهُ

دَفوعاً عَنِ المُستَضعَفِ المُتَهَضِّمِ

كَأَنَّ هِلالاً واضِحاً فَرَجَت لَهُ

شَماريخُ مُزنٍ رابِعٍ مُتَغَيِّمِ

عَلى مِنبَرِ الوادي المُقَدَّسِ كُلِّهِ

يَروحُ بِقَولٍ ثابِتِ المَتَكَلَّمِ

أَغَرُّ مُحَيّا بِالإِمارَةِ وَجهُهُ

مِنَ المُنجِزينَ الحَمدَ غَيرَ مُذَمَّمِ

نَماهُ إِلى عَلياءَ يَهلِكُ دونَها

تَكاليفُ ذي المَأثورَةِ المُتَكَرِّمِ

ثَلاثَةِ آباءٍ لَهُ كُلُّهُم بَني

تَماماً وَمُلكاً ثُمَّ لَم يَتَصَرَّمِ

مُلوكٌ يَرَونَ العَدلَ حَقّاً عَلَيهِم

حِسانُ الوِجوهِ يَهتَدي بِهِم العَمي

فَكانوا لَنا نوراً بِإِذنِ الَّذي لَهُ

عَلَيها إِيادٍ مِن فُضولٍ وَأَنعُمِ

رَأَونا فَوَلّوا أَمرَنا أَتقِياءَنا

وَما عَلِمنا أَنَّنا لَم نُعَلَّمِ

فَهَذا ثَنائي صادِقاً غَيرَ كاذِبٍ

عَلَيهِم وَمَن لَم يَقضِ بِالحَقِّ يَندَمِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة لمن رسم دار كالكتاب المنمنم

قصيدة لمن رسم دار كالكتاب المنمنم لـ عدي بن الرقاع العاملي وعدد أبياتها اثنان و خمسون.

عن عدي بن الرقاع العاملي

بن مالك بن عدي بن زيد بن مالك بن عدي بن الرقاع من عاملة. شاعر كبير، من أهل دمشق، يكنى أبا داود. كان معاصراً لجرير، مهاجياً له، مقدماً عند بني أمية، مدّاحاً لهم، خاصة بالوليد بن عبد الملك. لقبه ابن دريد في كتاب الاشتقاق بشاعر أهل الشام، مات في دمشق وهو صاحب البيت المشهور: تزجي أغنّ كَأن إبرة روقه قلم أصاب من الدواة مدادها[١]

تعريف عدي بن الرقاع العاملي في ويكيبيديا

عدي بن الرقاع العاملي، توفي في العام 95 هـ / 714 م، شاعر كبير من بني عاملة سكن دمشق، يكنى أبا داود. كان معاصراً لجرير، مهاجياً له، مقدماً عند بني أمية، مدّاحاً لهم، خاصة بالوليد بن عبد الملك. لقبه ابن دريد في كتاب الاشتقاق بشاعر أهل الشام.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي