لمن دم في مغاني الحي مطلول

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة لمن دم في مغاني الحي مطلول لـ أحمد محرم

اقتباس من قصيدة لمن دم في مغاني الحي مطلول لـ أحمد محرم

لَمِن دمٌ في مغانِي الحيِّ مطلولُ

يَبكي عليه هوىً في السِّربِ مَخذولُ

أطمَعْنَ ذا الشَّوقِ حتّى لم يَدَعْ أملاً

ثُمَّ انصرَفنَ وما فيهنَّ تَأميلُ

يُحدِثنَ في الحبِّ ديناً كلُّه بِدعٌ

والحبُّ دِينُ الهُدَى ما فيه تبديلُ

يا سارِيَ البرقِ هل لي منك راحلةٌ

أم أنتَ عن دارِها بالشّام مَشغولُ

حَملتُ حُرَّ الهَوى والشَّوقِ في كَبدٍ

وَلْهَى يَلوذُ بها حَرَّانُ مَتبولُ

يا قلبُ وَيحكَ لا الأُردنُّ طَوعُ يَدِي

إن جِئتَ مُستسْقِياً يوماً ولا النّيلُ

مالي وللماءِ ما تجرِي جَداوِلُه

إلا جَرَى بالمنايا فيه عِزريلُ

أهتاجُ للموتِ يَغشاني ويُمسِكُني

أَنِّي على ظَمَئِي والوِردُ مقتولُ

يا طائرَ الشّامِ هَزَّتْهُ خَمائِلُهُ

رَأْدَ الضُّحَى واسْتَخفَّتْهُ الأظاليلُ

هَيَّجتَ في النّيل طيراً ما بأيكتهِ

لِينٌ ولا عُودُه ريّانُ مَطلولُ

يَسْتَشرِفُ الطّيرَ تَستهوِي عصابتَها

عَمياءُ آفاقُها غُبْرٌ مَجاهيلُ

أسرَى القطا حين تَستغشِي غياهبَها

واني المطارِ وأهدى الجنِّ ضِلّيلُ

ما يَنتحِي القَدَرُ الجاري بها أَمَداً

حتّى يكونَ له رَدٌّ وتحويلُ

ماذا يرى النّاسُ في شَعْبٍ تُهدِّمُه

أهواؤُه وتُعفِّيهِ الأباطيلُ

إلّا يكن طَللاً يُشجيكَ دَارِسُه

فإنّه مَنزلٌ بالسُّوءِ مأهولُ

كأنَّهُ حِينَ غَالتْهُ عَمايتُه

على الهوانِ وحُبِّ الضَّيمِ مَجبولُ

مَشَى به الجِدُّ ثم ارتدّ مُنقَلِباً

فَعلَ النزيفِ به من دائهُ غُولُ

ألقَى به الشُؤمُ في هَوجاءَ ليس بها

إلا اللّجاجُ وإلا القالُ والقيلُ

طاشتْ به تُرّهاتُ اللابسين له

ثَوبَ الرِّياءِ وغرّته التهاويلُ

صَاحَ النَّذيرُ فلم يَفزعْ لِصَيْحَتِه

إلا السّماواتُ لمّا اهْتَزَّ جبريلُ

مَن لي بقومٍ إذا ساروا لِطَيَّتِهم

ساروا سواءً فلا نكبٌ ولا ميلُ

من عَلَّمَ القومَ أنّ الجِدَّ تَصديَةٌ

لِلاعبين وأنّ المجدَ تضليلُ

ما انفكّتِ اللَّقوةُ الشَّقواءُ جائلةً

في الجوِّ حتّى ثَوَى في الوكرِ زغلولُ

تَفْدي الجِواءَ إليهِ وهو مُنْكَدِرٌ

دامِي الجناحِ على النّكباءِ محمولُ

تَرمِي به كلَّ خفَّاقِ المَدى قَذِفٍ

ما تنتهِي سَعَةٌ منه ولا طُولُ

حتّى إذا خَرَّ طارتْ حول مَوقعِه

هَلكَى النُّفُوسِ وضَجَّ العصرُ والجيلُ

أَما لِقومي وإن جَلَّتْ مُصيبتُهم

إلا التّغاريدُ تُزجَى والتّهاليلُ

روايةٌ في شُعوبِ الشَّرق رائعةٌ

لها على مَلعبِ الأجيالِ تمثيلُ

يا سعدُ عَلِّلْ نُفوسَ القومِ ثانيةً

إن كان ينفعُ بعدَ اليومِ تعليلُ

قُلْ للمحامين رُدُّوا من أَعِنَّتِكم

ضَاعَ الحِمَى وَاسْتُبِيح اللَّيْثُ والغيلُ

وَيْليِ على الفَارسِ المِغوارِ إذ حَسرتْ

عنه الدُّروعُ وخانته السَّرابيلُ

دَارتْ رَحَى الحربِ فينا دَوْرَةً عجباً

فارتدَّ مُسْتَبسِلٌ وانقضَّ إجفيلُ

إنّي نصحتُ لِقومي قبل مَصرعِهم

لو أنّ نُصحَ ذوي الألبابِ مقبولُ

مالي وللشّعر هل تَهدي رَوائِعُه

مَن ليس يَهْديه قُرآنٌ وإنجيلُ

ليسوا بقوميَ إن طَالتْ جهالتُهم

وظَلَّ يخدعُهم ظنٌّ وتَخييلُ

قَومِي الأُلىَ لا غطاءٌ فوق أَعْيُنِهِم

ولا حجابٌ على الألبابِ مسدولُ

يا وَيْحَ للشرقِ هل قامت به أُممٌ

تَستنفِدُ العدَّ أم قامتْ تماثيلُ

سالت عليهم ذِئابُ الغَرْبِ تأكلُهم

كذلكَ العاجزُ المغلوبُ مأكولُ

أقولُ للقومِ فَوضَى في مَذاهِبهم

سِيرُوا على سَنَنِ الأحياء أو زُولوا

لوذوا بركنٍ من الأخلاقِ مُمتنِعٍ

تَهوِي الفيالقُ عنهُ والأساطيلُ

لاهُمَّ أدرِكْ شُعوباً بَاتَ يُرمِضُها

عَيْشٌ لها في رُبوعِ الشّرقِ مملولُ

لاهُمَّ إن تكُنِ العُقبَى لِمُحتسِبٍ

فَهَبْ لنا الصّبرَ حتّى يُدرَكَ السُّولُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة لمن دم في مغاني الحي مطلول

قصيدة لمن دم في مغاني الحي مطلول لـ أحمد محرم وعدد أبياتها اثنان و أربعون.

عن أحمد محرم

أحمد محرم بن حسن بن عبد الله. شاعر مصري، حسن الوصف، نقيّ الديباجة، تركي الأصل أو شركسيّ. ولد في إبيا الحمراء، من قرى الدلنجات بمصر، في شهر محرّم فسمي أحمد محرّم. وتلقى مبادئ العلوم، وتثقف على يد أحد الأزهريين، وسكن دمنهور بعد وفاة والده، فعاش يتكسب بالنشر والكتابة ومثالاً لحظ الأديب النكد كما يقول أحد عارفيه. وحفلت أيامه بأحداث السياسة والأحزاب، فانفرد برأيه مستقلاً من كل حزب إلا أن هواه كان مع الحزب الوطني ولم يكن من أعضائه. توفي ودفن في دمنهور.[١]

تعريف أحمد محرم في ويكيبيديا

أحمد محرم شاعر مصري من أصول شركسية اسمه الكامل أحمد محرّم بن حسن بن عبد الله الشركسي، من شعراء القومية والإسلام وكانت محور شعره كله، ولا سيما وأنه كان من دعاة الجامعة الإسلامية وعودة الخلافة العثمانية التي دعا إليها محمد عبده وجمال الدين الأفغاني في عصره. ولد في قرية إبيا الحمراء التابعة لمحافظة البحيرة بمصر عام 1877 م. قرأ السيرة النبوية والتاريخ، وحفظ الحديث الشريف والشعر، وطالع النصوص الأدبية السائدة. وكان لتلك النشأة أثرها في حياة وشعر أحمد محرم الذي ظل في دمنهور عاصمة محافظة البحيرة فلم يغادرها إلى القاهرة. عاصر ثورة 1919 م. كما عاصر دنشواي ومصطفى كامل وسعد زغلول وتأثر بهم في شعره الوطني. وكان يعقد بقهوة المسيري بدمنهور ندوته الشعرية كل ليلة. حيث كان يرتادها مفكرو وشعراء البحيرة والإسكندرية لأته كان شاعرا حرا ملتزما. ويعد أحمد محرم من شعراء مدرسة البعث والإحياء في الشعر العربي والتي كان من دعاتها محمود سامي البارودي وأحمد شوقي وحافظ إبراهيم وأحمد نسيم حيث جددوا الصياغة الشعرية بعد تدهورها في العصر العثماني. كان من دعاة الإصلاح الاجتماعي والوحدة الوطنية ولاسيما بعد مقتل بطرس غالي رئيس وزراء مصر. فنراه يقول داعيا للتسامح والمحبة بين المصريين:[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. أحمد محرم - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي