لمن المنازل عن لي من عينها

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة لمن المنازل عن لي من عينها لـ الصاحب شرف الدين الأنصاري

اقتباس من قصيدة لمن المنازل عن لي من عينها لـ الصاحب شرف الدين الأنصاري

لِمَنِ الْمَنازِلُ عَنَّ لي مِنْ عِينِها

غِيدٌ ضَنِيتُ صَبابَةً بِضَنينِها

سَهُلَتْ حُزونُ تَجَلُّدي لِجَآذِرٍ

يَسْنَحْنَ بَيْنَ سُهولِها وحُزوِنها

مِنْ كلِّ ساجِيَةِ اللِّحاظِ رَشيقَةٍ

تُضْنيكَ في حَرَكاتِها وسُكونِها

كَم وَقْفَةٍ بِربُوعِها فَارْقْتُها

بِلَواعِجٍ مَقْرونَةٍ بِحَنينِها

وكفَيْتُها مَنَّ الْغَمامِ بِأَدْمُعٍ

مَدَدُ السَّحائِبِ مِنْ مِياهِ عُيونِها

وهَفا بِعَقْلي مِنْ عَقائِل حُجْبِها

هَيْفاءُ ثابِتَةٌ عَلى تَلْوينِها

خُذْ مِنْ أَحاديثِ المَلاحةِ والأَسَى

ما شِئْتَ عن لَيْلَى وعن مَجْنونِها

غرْاءُ أَبْدَعَ في الغَرامِ بمُهْجتي

ما أَبْدَعَ الرَّحْمنُ مِنْ تَكْوينها

عَرَضَتْ فشَبَّتْ في حَشاي بحبِّها

ناراً وشابتْ جِدَّها بِمُجونِها

لو لم يُزَيِّنْها كَمالُ جَمالِها

غَالَى كمالُ الوَجْدِ في تَزْيِّينِها

سَفَرَتْ فلم تَفُزِ القناةُ بلَوْنِها

وتَعَطَّفَتْ فَتَخطَفَتْ مِنْ لِينِها

مَلَكَتْ نِصابَ الحُسْنِ وهْيَ بَخيلةٌ

بِنَصيبِ إِحْسانٍ على مِسْكينِها

تَرْنو فتَخْتَرِم النُّفوسَ كأَنَّما

سَيْفُ المظفَّرِ سُلَّ بَيْنَ جُفونِها

ضرّابُ أَعناقِ الطُّغاةِ بصارمٍ

يُنْسي الأُسودَ زَئيرهَا بأَنينِها

مَلِكٌ إِذا أَمَّ المُلوكُ جَنابَهُ

وقَفَتْ ببابِ مُعزِّها ومُهينِها

وَجْدُ القَناةِ بكَفِّهِ ويَمينِهِ

وَجْدُ الفَتاةِ بإِلْفِها وخَدينِها

وإِذا المُلوكُ عَصَتْ عليهِ لحينِها

قُطِفَتْ ثِمارَ رُؤوسِها في حَينِها

أَظَهيرَ دَوْلةِ هاشمِ أَمْدَدْتَها

مِنْ سَطْوِ مُوساها نُهَى هارونِها

وهَزَزْتَ بالآراءِ أَفْنانَ العُلا

فجنيْتَ بالرَّاياتِ كلَّ فُنونِها

وممالكٍ أَنْزَلْتَ صِيدَ مُلوكِها

بالقَهْرِ عن صَهَواتِ حصْنِ حُصونِها

وحَماةُ لو لم يَسْرِ طالبُ وَصْلِها

سارتْ إِليكَ ربُوعُها بقَطنِها

ولقد دَلَفْتَ لِفَتْحِ آمِدَ بَعْدَما

راعَ الوَرَى ما شادَ مِنْ تحصينِها

زاحفتَها سَعْياً كأَنَّكَ ضَيْغَمٌ

قَصَدَ الغَزالةَ آخِذاً بقُرونِها

عَجِزَ المُلوكُ عن القَرارِ بوَهْدِها

وعَلَوْتَ مُسْتَوِياً على عِرْنينِها

أَمْكَنْتَ مِنْها ثم عُدْتَ مُشَرِّفاً

مَغْنَى حماةَ فزِدْتَ في تَمْكينِها

نُصِرَتْ ودانَ لها الزَّمانُ وأَهْلُه

بسُطاً مُظَفَّرِها ابْنِ ناصرِ دينِها

بسَحابِ أَزْمتِها وشمسِ نهارِها

وهِلالِ لَيْلَتِها ولَيْثِ عَرينِها

إِنْ تَمَّ فَضْلُ زَمانِها فلأَنَّها

حَوَتِ الكَمالَ وعبدُها مِنْ طِينِها

أَلْفَيْتها مِنْ فَوْقِ كلِّ مُقاومٍ

لمَّا رَأَيْتُكَ قائماً مِنْ دُونِها

وأَمِنْتُ دَهْري في جَنابِ مُمَدَّحٍ

لا مُبْطِئِ الجَدْوَى ولا مَمْنونِها

بحرٍ حباني بالنَّفائسِ مَحْضَةً

وسِواهُ يَخْلِطُ غَثَّها بسَمينِها

فخَصَصْتُهُ مِنْ خاطِري بقَلائدٍ

جَلَّتْ ودَقَّ الفِكْرُ في تَثْمينِها

أَلْفاظُها والدُّرُّ دُرٌّ إِنَّما

مُعْدودُها فَرْعٌ على مَوْزونِها

وبنُونِها مِنْ مَجْدِهِ مَنْظومةٌ

لكنَّني أَحْسَنْتُ في تَضْمينِها

مَلَكَتْ قيادَ حَسودِهِ ومُعاندي

حتى تَسَاوَى النّاسُ في تَدوينِها

تَخْتالُ في بُردِ الشَّبابِ بِمدْحةٍ

تِيهاً وقد أَرْبَتْ على سَبْعينِها

شرح ومعاني كلمات قصيدة لمن المنازل عن لي من عينها

قصيدة لمن المنازل عن لي من عينها لـ الصاحب شرف الدين الأنصاري وعدد أبياتها ستة و ثلاثون.

عن الصاحب شرف الدين الأنصاري

الصاحب شرف الدين الأنصاري

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي