لمن الركاب حدابهن الحادي

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة لمن الركاب حدابهن الحادي لـ أديب التقي

اقتباس من قصيدة لمن الركاب حدابهن الحادي لـ أديب التقي

لِمَنِ الرِكابُ حدابهنَّ الحادي

حُفَّت بِبيض ظُبي وَسُمرِ صِعاد

لِمَن البُنود خَفقن في الأَنجاد

لِمَن المَضارب في ظِلال الوادي

رَيّانةَ الجَنَبات بِالوُرّاد

لِمَن اللواء حَماه كُل فَتىً أَبي

شَهد الوَقائع وَالحُروب مُجرّب

لِمَن الجِياد تُقلُّ كُل مُذَرَّب

اللَه أَكبَر تِلكَ أُمةُ يَعرُب

نفرَت مِن الأَغوار وَالأَنجاد

جاشَت أَباطحها بِهَم وَالأَجرَع

وَالخَيل تَمرَح بِالشَكائم نُزَّع

مِن فَوقِها أُسُدٌ تَجِدُّ وَتُسرع

طَوَت المَراحل وَالأَسنَّة شُرَّع

وَالبيض مُتلِعَةٌ مِن الأَغماد

فَكأَنَّها العِقبان يَوم تَسابُق

تَجري إِلى الأَمد البَعيد الساحق

زَخرت بِمَوج كَتائب وَفَيالق

وَمَشَت عَلى الأَسَلاتِ مشية واثق

بِاللَه وَالتاريخ وَالأَجداد

شبه الجزيرة في حشاي وَأَضلُعي

لَكَ ثابت لِلعَهد لَم يَتصدَّع

وَلَقَد دَعَوتِ بَنيك دَعوة مُسمع

لبيكِ يا شبه الجزيرة وَاِسمَعي

ما شئتِ مِن شَجوي وَمِن إِنشادي

اللَه في قَلب يَهيّج حُزنه

تسكاب دَمع فيك لَيسَ يُنهنه

تَعس العذول وَخابَ في ما ظنَّه

لَكِ في دَمي حَقُّ الوَفاء وَإِنَّهُ

باقٍ عَلى الحَدَثان وَالآباد

أَهلوكِ لي أَهلون أَحمي ظُعنَهم

بِالنَفس أَفديهم لَأَرفع شَأنهم

فَليقرَع الأَعداء غَيظاً سنَّهم

أَنا لا أُفَرق بَينَ أَهلك إِنَّهُم

أَهلي وَأَنتَ بِلادهم وَبِلادي

قَد وُحِدّت غاياتهم فَإِذا اِنتَمَت

فَإِلَيكَ تُنمى أَنجدت أَو اِتَهمت

أَو أَيمَنت أَو أَعرقت أَو أَشأمت

هِيَ نِسبة لَكَ خَصَّصَت أَو عَمَّمَت

أَبناءَها مِن حاضر أَو بادي

أَنا مُولع بِكِ لا بمربع مَيَّةٍ

وَإِلى ثَراك أَزُفُّ كُل تَحيَّةٍ

وَلَقد قَطَعت إِلَيك كُل ثَنيَّةٍ

وَلَقَد بَرئت إِلَيك مِن وَطنيةٍ

لَيسَت تُجاوز مَوطن الميلاد

إِني أُحاذر أَن تَنالك وَصمَةٌ

مِن شانئيك وَمِنكَ تَسلب نعمةٌ

قَطعت يَدُ خطَّت بِها لَكَ قسمة

فَلكل ربع مِن ربوعك حرمة

وَهَوَ تَغلغل في صَميم فُؤادي

كَم جازَ بي رحبَ القَفار عَلى الوَجى

قَلب إِلَيكِ غَدا يَحفّزُه الرَجا

كَم مِن غمار خُضتها لَكِ مدلجا

كَم ضجعةٍ بِالقاع في غلس الدُجى

فَوق الرِمال العُفر وَهِيَ وسادي

كَم وَقفة بِالرَمل أَعجلها السُرى

فَحَدا بِها حادي النِياق مثوّرا

كَم غَفوة دُون الكَثيب عَلى الثَرى

أَدرَكت إِذ أَدرَكتها مَعنى الكَرى

وَسَكينة الأَرواح في الأَجساد

اللَه يا شبه الجزيرة كَم هَوَت

لِلعرب أَفئدة إِلَيكَ وَما ارعوت

حَوت المَرابع فيكَ مِنهم ما حَوَت

وَلشدَّ ما اِنطَوَت العُصور وَما اِنطَوَت

للعيش فيكَ بَشاشة الأَعياد

خاب الألى بِكِ دَّبروا ما دَّبرُوا

لِيَنال مِنكَ الواترون وَيَثأروا

هَذي ليوث الغاب حَولَكِ تَزأَر

وَلَقد شَهدت بَنيك يَوم تَشمَّروا

متلبّبين لِغارة وَطراد

يَسقون مِن عَلَق النَجيع الأَنصُلا

في يَوم طَعن ناره لا تُصطَلى

وَرَأَيتِهم في الرَوع أَجدل أَجدَلا

فَعلمتِ كَيفَ يَثور مِن طَلب العُلى

وَرَأَيت كَيفَ عَزائم الأَمجاد

وَمسدّدين لَدى الكَريهة نَبلَهم

ثَبتوا فَما مَلُّوا اللقاءَ وَمَلَّهم

سَدّوا عَلى زمر الأَعادي سُبلَهم

تَاللَه ما رَأَت الوَقائع قَبلَهُم

جَيشاً يُناضل مِثلَهُم وَيُفادي

عَجلوا إِلى وِرد الرَدى بذميلهم

وَمَضوا عَلى حُبّ العُلى لِسبيلهم

وَتَسابقوا لِلمَوت بَينَ قَبيلهم

فَجريحهم وَأَسيرهم كَقتيلهم

نَهبٌ يُرواحه الرَدى وَيُغادي

كَرُمت أُصولُهُم وَطابَ نَباتهم

وَتَأَزَّرت بِالمكرُمات سَراتهم

شمّ الأُنوف مَنيعة جَنَباتهم

وَهُم الأُباة فَما تَلين قَناتهم

تَحتَ السُيوف وَلا الحِمام العادي

مِن كُل أَشوس كَالخضمّ إِذا طَغى

متسربل بِالصَبر درعاً مُفرَغا

وَمشيَّعين إِذا عدوُّهمُ بَغى

حفزت أَشاوسهم إِلى رَهج الوَغى

هِمَمُ الغُزاة وَعِفَّة الزُهّاد

خَفقت عَلى أُسد الشَرى أَعلامهم

وَسَما عَلى هام السِماك مَقامهم

يُبدي الكَواكب إِذ يَثور قتامُهم

وَلَقَد تَطوّع كَهلهم وَغلامهم

لِلمَوت غَير مسخَّرٍ بِقياد

فَليقضِ ذو الداءِ الدَفين بِدائه

شبل الجَزيرة هبَّ من إِغفائه

شَعب تَفانى في سَبيل عَلائه

وَمَن اِشترى اِستقلاله بِدِمائه

لَم يستنم لِأَذى وَلا اِستعباد

خاب الأُلى نَصَبوا حَبائلهم لَنا

بيد العِداء وَلَم يُراعو إِلنّا

بَثّوا مَكائدهم وَراموا ذُلَّنا

تَعس العداة فَما يفرّق شَملَنا

متفرّق الأَسماءِ وَالآحاد

سَلهم لِماذا ضَيّعوا حلفاءَهم

إِيّام لَم يُغنِ الحَليفُ غَناءَهم

حَتّى إِذا فَلُّوا بِهم أَعداءَهم

ظَلموا وَما علموا بِأَن وَراءَهم

شَعباً وَأَن اللَه بِالمِرصاد

شرح ومعاني كلمات قصيدة لمن الركاب حدابهن الحادي

قصيدة لمن الركاب حدابهن الحادي لـ أديب التقي وعدد أبياتها تسعة و ستون.

عن أديب التقي

أديب محمد سعيد التقي. أديب مدرس فاضل، من أعضاء المجمع العلمي العربي بدمشق، مولده ووفاته فيها، تعلم في المدارس التركية السلطانية واحترف التعليم، شارك مع الجيش التركي في الحرب العالمية الأولى. من مؤلفاته: (التاريخ العام-ط) جزآن، و (مناهج التربية والتعليم-ط) رسالة، و (سير التاريخ الإسلامي-ط) ، و (أغاريد التلاميذ - ط) ، و (سير العظماء- ط) ، و (غرائب العادات-ط) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي