لما وصلت أسماء من حبلنا شكر

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة لما وصلت أسماء من حبلنا شكر لـ البحتري

اقتباس من قصيدة لما وصلت أسماء من حبلنا شكر لـ البحتري

لِما وَصَلَت أَسماءُ مِن حَبلِنا شُكرُ

وَإِن حُمَّ بِالبَينِ الَّذي لَم نُرِد قَدرُ

إِذا ما اِستَقَلَّت زَفرَةٌ لِفُراقِهِم

فَما عُذرُها أَلّا يَضيقَ بِها الصَدرُ

نَصيبِيَ مِن حُبّيكِ أَنَّ صَبابَةً

مُبَرِّحَةً تَبري العِظامَ وَلا تَبرو

وَتَحتَ ضُلوعي مِن هَواكَ جَوانِحُ

مُحَرَّقَةٌ في كُلِّ جانِحَةٍ جَمرُ

وَقَد طَرَفَت عَيناكِ عَينَيَّ لا قَذى

أَصابَهُما مِن عِندِ عَينَيكِ بَل سِحرُ

وِصالٌ سَقاني الخَبلَ صِرفاً فَلَم يَكُن

لِيَبلُغَ ما أَدَّت عَقابيلَهُ الهَجرُ

وَباقي شَبابٍ في مَشيبٍ مَغَلَّبٍ

عَلَيهِ اِختِتاءُ اليَومِ يَكثُرُهُ الشَهرُ

وَلَيسَ طَليقَ القَومِ مَن راحَ أَو غَدا

يَسومُ التَصابي وَالمَشيبُ لَهُ أَسرُ

تَطاوَحَني العَصرانِ في رَجَوَيهِما

يُسَيِّبُني عَصرٌ وَيَعلَقُني عَصرُ

مَتاعٌ مِنَ الدَهرِ اِستَبَدَّ بِجِدَّتي

وَأَعظَمُ جُرمِ الدَهرِ أَن يُمتَعَ الدَهرُ

سَتَرتُ عَلى الدُنيا وَلَو شِئتُ لَم يَكُن

عَلى عَيبِها مِن نَحوِ ذي نَظَرٍ سِترُ

وَخادَعتُ رَأيِي إِنَّما العَيشُ خُدعَةٌ

لِرَأيِكَ تَستَدعي الجَهالَةَ أَو سُكرُ

وَما زِلتُ مُذ أَيسَرتُ أَسمو إِلى الَّتي

يُرادُ لَها حَتّى يُسادَ بِهِ اليُسرُ

إِذا ما الفَتى استَغنى فَلَم يُعطِ نَفسَهُ

تَعَلِّيَ نَفسٍ بِالغِنى فَالغِنى فَقرُ

وَيُرثى لِبَعضِ القَومِ مِن بَعضِ مالِهِ

إِذا ما اليَدُ المَلأى شَأَتها اليَدُ الصِفرُ

أَرَقَّت جِناياتُ المُضَلَّلِ ثَروَتي

فَلا نَشَبٌ بَعدَ العُبَيدِ وَلا وَفرُ

وَقَد زَعَموا مِصرٌ مَعانٌ مِنَ الغِنى

فَكَيفَ أَسَفَّت بي إِلى عَدَمٍ مِصرُ

سَيَجبُرُ كَسري المَصقَلِيّونَ إِنَّهُم

بِهِم تُدفَعُ الجُلّى وَيُجتَبَرُ الكَسرُ

فَما تَتَعاطى ما يَنالونَهُ يَدٌ

وَلا يَتَقَصّى ما يُنيلونَهُ شُكرُ

عَريقونَ في الإِفضالِ يُؤتَنَفُ النَدى

لِناشِئِهِم مِن حَيثُ يُؤتَنَفُ العُمرُ

إِذا تَجَروا في سُؤدَدٍ وَتَزايَدوا

فَأَنفَقُ ما أَبضَعتَ عِندَهُمُ الشِعرُ

يُجازي القَوافي بِالأَيادي مُبِرَّةً

تَضاعيفُها في كُلِّ واحِدَةٍ عَشرُ

غَدَوا عَبِقي الأَكنافِ تَأرَجُ أَرضُهُم

بِطيبِ ثَناءٍ ما يُواثى بِهِ العِطرُ

وَما سَوَّدَ الأَقوامُ مِثلَ عُمارَةٍ

إِذا نُسِيَ الأَقوامُ شاعَ لَهُ ذِكرُ

تَجَنَّب سُراهُم لِلعُلا وَاِبتِغائِها

بِسَعيٍ وَعَرِّس حَيثُ أَدرَكَكَ الفَجرُ

فَما لَكَ في أَطوادِ شَيبانَ مُرتَقىً

وَلا مِنكَ في حَوزٍ جَماجِمُها الكُبرُ

وَقَد مُلِّيَت فَخراً رَبيعَةُ أَن سَعى

لَها مِن سِوى بَكرِ بنِ وائِلِها بَكرُ

وَما أَشرَفُ البَكرَينِ مَن لَم يَكُن لَهُ

حَبيبٌ أَباً يَومَ التَفاضُلِ أَو عَمرُو

وَيَحمِلُ إِسماعيلُ عَنّا اِبنَ بُلبُلٍ

مِنَ المَحلِ عِبئاً لَيسَ يَحمِلُهُ القَطرُ

بِغُزرِ يَدٍ مِنهُ تَقولُ تَعَلَّمَت

يَدُ الغَيثِ مِنها أَو تَقَيَّلَها البَحرُ

وَكَم بَسَطَ الخِضرُ بنُ أَحمَدَ غايَةً

مِنَ المَجدِ لا يَقفو مَسافَتَها الخِضرُ

لَهُ الفَعَلاتُ الدَهرُ أَقطَعُ دونَها

أَشَلُّ وَظَهرُ الأَرضِ مِن مِثلِها قَفرُ

مُقيمٌ عَلى نَهجٍ مِنَ الجودِ واضِحٍ

وَنَحنُ إِلى جَمّاتِ نائِلِهِ سَفرُ

يُدَنّي لَنا الحاجاتِ مَطلَبُها نَوىً

شَطونٌ وَمَأتاها عَلى نَأيِها وَعرُ

مُضيءٌ يَنوبُ اليُسرُ عَن ضَحِكاتِهِ

وَلا رَيبَ في أَنَّ العُبوسَ هُوَ العُسرُ

وَلَو ضُمِنَ المَعروفَ طَيُّ صَحيفَةٍ

تُكادُ عَلَيهِ كانَ عُنوانَها البِشرُ

فَتىً لا يُريدُ الوَفرَ إِلّا ذَخيرَةً

لِمَأثُرَةٍ تَرتادُ أَو مَغرَمٍ يَعرو

وَأَكثَرُهُم يَهوى الإِضافَةَ كَي يُرى

لَهُ في الَّذي يَأتيهِ مِن طَبَعٍ عُذرُ

رَبيعٌ تُرَجّيهِ رَبيعَةُ لِلغِنى

وَتَبكَرُ اِتباعاً لِأَبوابِهِ بَكرُ

أَبا عامِرٍ إِنَّ المَعالي وَأَهلَها

يَوَدّونَ وَدّاً أَن يَطولَ بِكَ العُمرُ

إِذا جِئتُمُ أُكرومَةً تَبهَرُ الوَرى

فَما هِيَ بِدعٌ مِن عُلاكُم وَلا نُكرُ

وَمازالَ مِن آبائِهِ وَجُدودِهِ

لَهُ أَنجُمٌ في سَقفِ عَليائِهِم زُهرُ

وَأُكرومَةٍ جَلّى أَبو الصَقرِ طامِحاً

إِلَيها كَما جَلّى طَريدَتَهُ الصَقرُ

يُجاوِزُها المَغمورُ لا يَنثَني لَها

بِعِطفٍ وَيَنحو نَحوَها النابِهُ الغَمرُ

مَتى جِئتُموها أَو دُعيتُم لِمِثلِها

فَما هِيَ مِن بَكرِ بنِ وائِلِكُم بِكرُ

إِذا نَحنُ كافَأناكُمُ عَن صَنيعَةٍ

أَنِفنا فَلا التَقصيرُ مِنّا وَلا الكُفرُ

بِمَنقوشَةٍ نَقشَ الدَنانيرِ يُنتَقى

لَها اللَفظُ مُختاراً كَما يُنتَقى التِبرُ

تَبيتُ أَمامَ الريحِ مِنها طَليعَةٌ

وَغَدوَتُها شَهرٌ وَرَوحَتُها شَهرُ

تُوَفّى دُيونُ المُنعِمينَ وَيُقتَنى

لَهُم مِن بَواقي ما أَعاضَتهُمُ فَخرُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة لما وصلت أسماء من حبلنا شكر

قصيدة لما وصلت أسماء من حبلنا شكر لـ البحتري وعدد أبياتها تسعة و أربعون.

عن البحتري

هـ / 821 - 897 م الوليد بن عبيد بن يحيى الطائي أبو عبادة . شاعر كبير، يقال لشعره سلاسل الذهب، وهو أحد الثلاثة الذين كانوا أشعر أبناء عصرهم، المتنبي وأبو تمام والبحتري، قيل لأبي العلاء المعري: أي الثلاثة أشعر؟ فقال: المتنبي وأبو تمام حكيمان وإنما الشاعر البحتري. وأفاد مرجوليوث في دائرة المعارف أن النقاد الغربيين يرون البحتري أقل فطنة من المتنبي وأوفر شاعرية من أبي تمام. ولد بنمنبج بين حلب والفرات ورحل إلى العراق فاتصل بجماعة من الخلفاء أولهم المتوكل العباسي وتوفي بمنبج. له كتاب الحماسة، على مثال حماسة أبي تمام.[١]

تعريف البحتري في ويكيبيديا

البُحْتُري (204 هجري - 280 هجري)؛ واسمه أبو عبادة الوليد بن عبيد بن يحيى التنوخي الطائي، أحد أشهر الشعراء العرب في العصر العباسي.يقال لشعره سلاسل الذهب، وهو أحد الثلاثة الذين كانوا أشهر أبناء عصرهم، المتنبي وأبو تمام والبحتري، قيل لأبي العلاء المعري: أي الثلاثة أشعر؟ فقال: المتنبي وأبو تمام حكيمان وإنما الشاعر البحتري. ولد في منبج إلى الشمال الشرقي من حلب في سوريا. ظهرت موهبته الشعرية منذ صغره. انتقل إلى حمص ليعرض شعره على أبي تمام، الذي وجهه وأرشده إلى ما يجب أن يتبعه في شعره. كان شاعرًا في بلاط الخلفاء: المتوكل والمنتصر والمستعين والمعتز بن المتوكل، كما كانت له صلات وثيقة مع وزراء في الدولة العباسية وغيرهم من الولاة والأمراء وقادة الجيوش. بقي على صلة وثيقة بمنبج وظل يزورها حتى وفاته. خلف ديوانًا ضخمًا، أكثر ما فيه في المديح وأقله في الرثاء والهجاء. وله أيضًا قصائد في الفخر والعتاب والاعتذار والحكمة والوصف والغزل. كان مصورًا بارعًا، ومن أشهر قصائده تلك التي يصف فيها إيوان كسرى والربيع. حكى عنه: القاضي المحاملي، والصولي، وأبو الميمون راشد، وعبد الله بن جعفر بن درستويه النحوي. وعاش سبع وسبعين سنة. ونظمه في أعلى الذروة. وقد اجتمع بأبي تمام، وأراه شعره، فأعجب به، وقال: أنت أمير الشعر بعدي. قال: فسررت بقوله. وقال المبرد: أنشدنا شاعر دهره، ونسيج وحده، أبو عبادة البحتري. وقيل: كان في صباه يمدح أصحاب البصل والبقل. وقيل: أنشد أبا تمام قصيدة له، فقال: نعيت إلي نفسي ومعنى كلمة البحتري في اللغة العربية: قصير القامة.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. البحتري - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي