لماذا تخابرين يا سيدتي ؟

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة لماذا تخابرين يا سيدتي ؟ لـ نزار قباني

لماذا تخابرينَ .. يا سيدتي ؟
لماذا تعتدينَ .. عليَّ بهذه الطريقة المتحضرة ؟
ما دام زمنُ الحنان قد ماتْ .
وموسم البيلسان قد ماتْ .
لماذا .. تكلفين صوتكِ ..
أن يغتالني مرة ً أخرى ؟
إنني رجلٌ ميت .
والميت لا يموت مرتينْ .
صوتطِ له أظافرْ ..
ولحمي , مطرز كالشرشف الدمشقيّ ,
بالطعناتْ ..
التلفون ..
كانَ ذاتَ يوم
ممدوداً بيني وبينكِ .. حبلاً من الياسمينْ
وأصبح الآن حبلَ مشنقة ..
كان هاتفكِ ..
فراشَ حرير ٍ أستلقي عليه ..
صار صليباً من الشوك أنزف فوقه ..
كنتُ أفرح بصوتك ..
عندما يخرجُ من سماعة الهاتف ..
كعصفور أخضرْ ..
أشربُ قهوتي معهْ ..
وأدخن معهْ ..
واطير إلى كل الآفاق ..
معهْ ...
كان صوتكِ ..
جزءاً لا يتجزأ من حياتي ..
كان ينبوعاً , ومظلة , ومروحة ..
يحمل لي الفرحَ , ورائحة َ البراري ..
صار كنواقيس يوم الجمعة الحزينة
يغسلني بأمطار الفجيعة ..
*
أوقفي هذه المذبحة يا سيدتي
فشراييني كلها مقطوعة ..
وأعصابي كلها مقطوعة ..
ربما ..
لا يزال صوتكِ بنفسجياً
كما كان من قبل ..
ولكنني - مع الأسف -
لا أراه .. لا أراه ..
لأنني مصاب بعمى الألونْ ..

عن نزار قباني

نزار قباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) شاعر سوري معاصر من مواليد مدينة دمشق.

تعريفه من ويكيبيديا

نزار بن توفيق القباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة عربية دمشقية عريقة. إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.—قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).

على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ انتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولًا إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الخرافي توفيق قباني". عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟"، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي