لله قوم بالثبات تدرعوا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة لله قوم بالثبات تدرعوا لـ خليل مطران

اقتباس من قصيدة لله قوم بالثبات تدرعوا لـ خليل مطران

للهِ قَوْمٌ بِالثَّبَاتِ تَدَرَّعُوا

وَبِكُلِّ جَامِعَةِ الشَّتَاتِ تَذرَّعُوا

أَلدَّهْرُ مُنْقَادٌ إِذَا ما صمَّمُوا

وَالنَّصْرُ مِيعَادٌ إِذَا مَا أَزْمعُوا

هَلْ تَعْرِفُونَ عَشِيرَةً خَابُوا وَقَدْ

جَمَعُوا الْقُرَى وَعَلَى الحَقِيقَةِ أَجمَعُوا

مَنْ يَطْلُبِ العَلْيَاءَ يُدْرِكْ أَوْجَهَاً

مُتتَبِّعاً وَالْفَائِزُ المُتَتَبِّعُ

بَعْضُ المُنَى كَالشِّعْرِ خَيْرٌ تَرْكُهُ

إِنْ لَمْ يُوَفَّقْ فِيه إِلاَّ المَطْلَعُ

والمَجْدُ إِنْ لَمْ يُحْلَ مِنْهُ بِطَائِلٍ

كَالوِرْد قلَّ وَمَرَّ مِنْهُ المَقْطَعُ

إِنْ كَانَ بَعْضُ الْبَأْسِ قوَّة أَشْجَعٍ

فَالْبَأْسُ كُلُّ البَأْسِ خُلْقٌ أَشْجَع

وَيَجِلُّ عَنْ نَفْعِ الشُّجَاعِ بِلادَهُ

مَا قَدْ يُفِيدُ بِلاَدَهُ المُتَبَرِّعُ

لِلهِ سَانِحَةٌ وَعَبْدُ عَزِيزِهَا

سَنَحَتْ فَأَنْجحَهَا الذَّكِيُّ الأَرْوَعُ

مَنْ قالَ هَذي بِدْعَة قلْ بَدْأَةٌ

فِي الْخَيْرِ أَبْدَهُ مَا تُرَامُ وَأَبْدَعُ

إِنْ لم يَصُنْ خُلُقَ الصِّغَارِ مُهذِّبٌ

مَاذا يُحَاوِلُ وَازِعٌ ومُشرِّعُ

أَوْ لَمْ يَكُنْ أَدَبُ السَّجَايَا رَادِعاً

لِلنَّاشِئِينَ هلِ العُقُوبَةُ تَردَعُ

فِي كُلِّ قُطْرٍ مَلْجأ أَفَمَا لَنَا

فِي أَنْ نجَارِيَ مَا يُجارَى مطْمَعُ

مَا بَالُنَا نجِدُ الشُّعُوبَ أَمَامَنا

وَعلَى مِثَالِ صَنِيعِهمْ لاَ نصْنَعُ

أَشْرِفْ بِبُنْيَانٍ إِلى تَشْيِيدهِ

هُرِعَ الكِرَامُ وَحَقُّهُمْ أَنْ يُهْرَعُوا

هُوَ لِلْعَفافِ مِنَ الدَّعَارَة مُوْئِلٌ

هُوَ لِلإِبَاءِ مِنَ المَهَانَة مَفْزَعُ

يُبْقِي عَلَى الأَطْفَالِ وَهْيَ قُوَى الحِمَى

مِنْ أَنْ يُضَيِّعَها عَلَيْه مُضَيِّعُ

مَا جَاهُنَا فِي النَّاسِ مَا عُنْوانُنَا

أَأُولئِكَ المُتَشرِّدُون الظلَّعُ

مِنْ كُلِّ مَنْ يَطْوِي صِبَاهُ عَلَى الطَّوَى

وَالبُهْمُ فِي نَضْرِ الْخمَائِلِ تَرْتَعُ

لاَ سِتْرَ يَسْترُهُ وَمَا مِنْ مِفْضَلٍ

غَيْرُ القَذى تكْسَاه تِلْكَ الأَضْلُعُ

أَزْهَارُ مِصْرَ شَهِيَّةٌ وَثِمَارُ مِصْرَ

جَنِيَّةٌ وَالنَّيلُ نِعْمَ المَشْرَعُ

أَيُّ الجِنانِ هُوَ الْخَصِيبُ وَمَا بِه

رِيٌّ لِعَيْلَتِهِ الضِّعَافِ ومَشْبَعُ

قَدْ حَانَ أَنْ تُهْدَى السَّبِيلَ جَمَاعَةٌ

أَنْتُمْ لَهَا الْهَامَاتُ وَهْيَ الأَذْرُعُ

قَدْ حَانَ أَنْ يُؤْوَى الفَقِيرُ إِلى حِمى

قَدْ حَانَ أَنْ يَقْوَى الصَّغِيرُ الأَضْرَعُ

ذُودُوا الحَرَامَ عَنِ الحَلاَلِ يَدُمْ لَكُمْ

فَلأَفْتَكِ الْوَحْشِ الَّذي هُوَ أَجْوعُ

ذُودُوا الحِسَابَ الحَقَّ عَنْ أَحْسَابِكُمْ

فلَرُبَّما كَذَب الثَّنَاءُ الأَشْيَعُ

ذاكَ الشَّقَاءُ مُغَادِياً وَمُرَاوِحاً

مَمَّا تُمَضُّ بِه النُّفُوسُ وَتوجَعُ

لِيَزُلْ زَوَالَ المَحْلِ لاَ يُؤْسَى لَهُ

وَلْيَزدَهِرْ بِمَكَانهِ مَا نَزْرَعُ

فَتَخِفَّ فِي أَكْبَادِنَا شُعَلُ الأَسَى

وَتَكُفَّ عَنْ خَدِّ الخُدُود الأَدْمُعُ

يَا منْ تَبَارَوا مُسْرِعِينَ إِلى النَّدى

وَالأَمْجَدُونَ إِلى المَبَرَّةِ أَسْرَعُ

هَلْ يُنْكِرُ الْوَطَنْ اخْتِلاَفَ صُنُوفِكُمْ

وَالفَضْلُ فِيما بيْنَكُمْ مُتَوزَّعُ

فِي مِصْرَ مُنْذُ اليَوْمِ أَسْنَى مَوْقِفٍ

لِلْمَجْد يُشْهَدُ فِي الزَّمَانِ وَيُسْمَعُ

عَزَّتْ وَمِنْ أَسْمَى المفاخِرِ أَنَّهَا

نَهَضَتْ بِعِزَّتِهَا العَقَائِدُ أَجْمَعُ

كَالدَّوْحَةِ الكُبْرَى تَوَحَّدَ أَصْلُهَا

وَمَضَتْ مَذَاهِبَ فِي السَّمَاءِ الأَفْرُعُ

وَبِمَا جَلَبْنَ مِنَ الأَشِعَّة وَالنَّدَى

نَمَتِ الْجُذُوعُ وَشَمْلُهَا مُتَجَمِّعُ

فَرَّطْتُ فِي تَشْبِيهِ مِصْرَ بِدَوْحَةٍ

هِيَ رَوْضَةٌ وَنَبَانُهَا مُتَنَوِّعُ

كُلُّ المحَاسِنِ فِي الأَزَاهِرِ حُسْنُهَا

وَبِكل طِيبٍ طِيبُهَا مُتَضوِّعُ

ذاك التَّبَايُنُ لِلْمُوَاطِنِ صَالِحٌ

فِي حينَ يَتَّحِدُ الْهَوَى وَالمنْزَعُ

لِبَنِي أبِيهِ مُفْتَدي أَوْطَانِهِ

وَلِنَفْسِهِ المُتَزَهِّدُ المُتَوَرِّعُ

لَيْسَتْ عِبَادَاتُ النُّفُوسِ لِرَبِّهَا

إِلاَّ عَذَارَى خَيْرُهَا المُتَقَنِّعُ

أَمَّا اللَّوَاتِي يَنْجَلِينَ لِحْكْمَةٍ

فحِجَابُهُنَّ هوَ الضِّيَاءُ الأَسْطَعُ

أَيْ سَادَتِي طُرقُ الفلاَحِ كَثِيرَةٌ

فِي وَجْهِ مَنْ يَسْعَى وَهَذا مَهْيَعُ

مَنْ يَبْغِ إِرْضَاءَ النَّدَى فَأَوَانُهُ

أَوْ يَبْغِ إِرْضَاءَ الْهُدَى فالمَوْضِعُ

مِصْرُ السَّخِيَّةُ هَلْ يَقُولُ عَذُولُها

بَخُلَتْ عَلَى الشَّأْنِ الَّذي هُوَ أَنْفَعُ

أَنْتُمْ ذُؤابتهَا وَأَنْتُمْ قلْبُهَا

وَبِكمْ تُوَقَّى الْحَادِثَاتُ وَتُمْنَعُ

قُدُماً وَلاَ تَتَقَاعَسُوا قُدُماً وَلاَ

تَتَبَاطَأُوا وَالأَكْرَمُ المُتَطَوِّعُ

إِنْ لَمْ يَكُنْ إِحْسَانُنا مُتَوَقَّعاً

يَوْمَ الحَمِيَّةِ سَاءَ مَا نتوَقَّعُ

هَذا لكمْ شُكْرِي بِشِعْرٍ خَالِصٍ

لاَ شَيءَ فِيه مُصَرَّع وَمُرَصَّعُ

هُوَ مَحْضُ وَحْيٍ بَدْؤُهُ كخِتامِهِ

عفْوُ السَّجِيَّةِ لَيْسَ فِيه تصَنُّعُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة لله قوم بالثبات تدرعوا

قصيدة لله قوم بالثبات تدرعوا لـ خليل مطران وعدد أبياتها تسعة و أربعون.

عن خليل مطران

خليل بن عبده بن يوسف مطران. شاعر، غواص على المعاني، من كبار الكتاب، له اشتغال بالتاريخ والترجمة. ولد في بعلبك (بلبنان) وتعلم بالمدرسة البطريركية ببيروت، وسكن مصر، فتولى تحرير جريدة الأهرام بضع سنين. ثم أنشأ "المجلة المصرية" وبعدها جريدة الجوائب المصرية يومية ناصر بها مصطفى كامل باشا في حركته الوطنية واستمرّت أربع سنين. وترجم عدة كتب ولقب بشاعر القطرين، وكان يشبّه بالأخطل، بين حافظ وشوقي. وشبهه المنفلوطي بابن الرومي في تقديمه العتابة بالمعاني وبالألفاظ كان غزير العلم بالأدبين الفرنسي والعربي، رقيق الطبع، ودوداً، مسالماً له (ديوان شعر - ط) أربعة أجزاء توفي بالقاهرة.[١]

تعريف خليل مطران في ويكيبيديا

خليل مُطران «شاعر القطرين» (1 يوليو 1872 - 1 يونيو 1949) شاعر لبناني شهير عاش معظم حياته في مصر. عرف بغوصه في المعاني وجمعه بين الثقافة العربية والأجنبية، كما كان من كبار الكتاب، عمل بالتاريخ والترجمة، يشبّه بالأخطل بين حافظ وشوقي، كما شبهه المنفلوطي بابن الرومي. عرف مطران بغزارة علمه وإلهامه بالأدب الفرنسي والعربي، هذا بالإضافة لرقة طبعه ومسالمته وهو الشيء الذي انعكس على أشعاره، أُطلق عليه لقب «شاعر القطرين» ويقصد بهما مصر ولبنان، وبعد وفاة حافظ وشوقي أطلقوا عليه لقب «شاعر الأقطار العربية». دعا مطران إلى التجديد في الأدب والشعر العربي فكان أحد الرواد الذين أخرجوا الشعر العربي من أغراضه التقليدية والبدوية إلى أغراض حديثة تتناسب مع العصر، مع الحفاظ على أصول اللغة والتعبير، كما أدخل الشعر القصصي والتصويري للأدب العربي.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. خليل مطران - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي