لك الخير هل أنساك شحط النوى عهدا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة لك الخير هل أنساك شحط النوى عهدا لـ ابن أبي حصينة

اقتباس من قصيدة لك الخير هل أنساك شحط النوى عهدا لـ ابن أبي حصينة

لَكِ الخَيرُ هَل أَنساك شَحطُ النَوى عَهدا

فَيُولِيكِ هَجراً مِثلَ هَجرِكِ أَو بُعدا

أَمِ الوُدُّ باقٍ لَم يَحُل فَنَزِيدَكُم

عَلى ما عَهِدتُم مِن مَوَدَّتِنا وُدّا

رَمى اللَهُ تَفرِيقَ الأَحِبَّةِ باسمِهِ

وَعَذَّبَ بِالبُعدِ القَطِيعَةَ وَالبُعدا

أُحِبُّ اللَواتي حُبُّهُنَّ بَلِيَّتي

فَما أَصدَقَ الحُبَّ الشَهِيَّ وَما أَعدا

يَمُرُّ تَجَنِّيهِ وَيَحلُو عَذابُهُ

فَيا لَيتَنِي ما ذُقتُ صاباً وَلا شَهدا

وَيا لَيتَنِي خِلوٌ مِنَ الوَجدِ لَم أَهِم

بِجُملٍ وَلَم أَعرِفِ سُعاداً وَلا هِندا

عَفائِفُ أَوصَلنَ الشَبِيبَةَ بِالمُنى

إلى الشِيبِ لا دَيناً قَضَينَ وَلا وَعدا

يُمَلُّ الهَوى ما جادَ بِالوَصلِ أَهلُهُ

وَيَحلُو إِذا ما كانَ مُمتَنِعاً جِدّا

أَحِنُّ إِلى دَعدٍ وَقَد شَطَّتِ النَوى

بِدَعدٍ فَمَالِي لَستُ مُطَّرِحاً دَعدا

عَلاقَةُ نَفسٍ مَكَّنَتها يَدُ الهَوى

وَوَجداً دَخيلا لا أَرى مِثلَهُ وَجدا

أُحِبُّ الفَتى السَمحَ الَّذي طَلَبَ الغِنى

فلَّما رَأى وَجهَ الغِنى طَلَبَ الحَمدا

وَأَمقُتُ مَن لا تَطلُبُ الحَمدَ نَفسُهُ

وَلا يُضمِرُ الوُدَّ الصَحِيحَ وَلا وَدّا

صَدِيقُكَ ما دامَ الرَخاءُ وَناهِشٌ

بِنابَيهِ في الخَطبِ المُلِمِّ إِذا اِشتَدّا

لَحى اللَه مَن يَبدِي لِخِلِّ مَوَدَّةً

وَيُضمِرُ في حَيزَومِهِ ضِدَّ ما أَبدَا

دَعِ الرَجُلَ المُغتابَ يَشفى بِغِيبَتي

فَما غِيبَةُ المُغتابِ إِلّا ثَناً يُهدى

أَبا اللَهُ لِي إِلّا الكَرامَةَ كُلَّما

رَجا حاسِدِي أَن أَنزِلَ المَنزَلَ الوَهدا

وَما عاشَ لي هَذا الَّذي أَنا ناظِرٌ

إِلى وَجهِهِ المَسعُودِ لَم أَعدَمِ السَعدا

وَيا رُبَّ يَومٍ لِلحُمَيديِّ صالِحٍ

رَأَيتُ بِهِ نُعمى أَبى صالِحٍ تُسدى

غَداةَ رَأَيتَ العِزّ تُبنى قِبابُهُ

لَهُ وَالعُلى تَمتَدُّ أَعناقُها مَدّا

وَأَطلَسَ مِدلاجٍ إلى الرِزقِ ساغِبٍ

يُراحُ إِلى ضَنكِ المَعِيشَةِ أَو يُغدى

أَسَنَّ وَما يَزدادُ إِلّا جَهالَةً

وَخُرقاً وَلا يَنفَكُّ مُستَرِقاً وَغدا

غَدا مُعرِضاً لِلجَيشٍ يَقصُدُ جَنبَهُ

وَما كانَ أَمّاً لِلرِجالِ وَلا قَصدا

فَلَمّا رَأى خَيلَ المَنايا مُغِذَّةً

إِلَيهِ تَمَطّى كَالشَراكَينِ وَامتَدّا

فَحِينَ تَحَرّى لِلنَجاةِ وَأَيقَنَت

لَهُ نَفسُهُ بِالخَيرِ وَاستَأنَسَت رُشدا

سَما نَحوَهُ طَرفُ امرِئٍ لَو سَما بِهِ

إِلى جَبَلٍ لَانهَدَّ مِن خَوفِهِ هَدّا

عَلى ظَهرِ مَدمُوجِ المَرافِقِ سابِحٍ

عَلى أَربَعِ مُلدٍ تَطُولُ القَنا المُلدا

تَعَوَّدَ أَن يُرمى بِهِ كُلَّ مَطلَبٍ

قَصِيٍّ وَيَكتَدُّ النَجاحُ بِهِ كَدّا

فَأَوجَرَهُ سَمراءَ لَو مَدَّ باعَهُ

بِها طاعِناً لِلسُدِّ أَنفَذَتِ السُدّا

فَخَرَّ مُكِبّاً لِلجِرانِ وَنَفسُهُ

تُسِرُّ لِمُردِيهِ الضَغِينَةَ وَالحِقدا

فَقُلتُ لَهُ يا ذِئبُ لا تَخشَ سُبَة

فَمُردِيكَ أَردى قَبلَكَ الأَسَدَ الوَردا

وَما هِيَ إِلّا مِيتَةٌ قَلَّ عارُها

إِذا أَرغَمَ السِيدانَ مَن أَرغَمَ الأُسدا

وَأَحسَنُ ما عايَنتَ بَحراً مُجاوِراً

لِبَحرٍ حَمَدنا وَردَ هَذا وَذا وِردا

أَلا نَبِّنِي ناشَدتُكَ اللَهَ صادِقاً

أذا البَحرُ أَم كَفّا أَبِي صالحٍ أَندى

لَقَد أُسدَتِ السُحبُ الغِزارُ إِلى الثَرى

جَمِيلاً وَما أَسدَت إِلَيها كَما أَسدى

مَشى فَوقَها خَيرُ البَرِيَّةِ كُلِّها

فَطَيَّبَها حَتّى غَدا تُربُها نَدّا

وَخَيَّمَ بِالحاوِي فَتىً باتَ حاوِياً

مَناقِب غُرّا مَن حَواها حَوى المَجدا

إِذا النَورُ أَهدى نَفحَةً مِن نَسِيمِهِ

فَمِن عِرضِهِ أَهدى النَسِيمُ الَّذي أَهدى

تَأَمَّل بِعَينَيكَ الفِجاجَ كَأَنَّها

مُكَلَّلَةٌ وَشياً مُجَلَّلَةٌ بُردا

غِنِينا بِرَيّاها عَنِ المِسكِ كُلَّما

تَهادى وَأَنسَتنا شَقائِقُها الوَردا

رِياضٌ كَأَخلاقِ الأَمِيرِ أَنِيقَةٌ

تَمُجُّ شِفاهُ الأَرضِ مِن رِيقِها بَردا

كَأَنَّ الحِسانَ الغِيدَ جُزنَ بِأَرضِها

فَأَلقَت عَلَيها كُلُّ غانِيَةٍ عِقدا

أَبا صالِحٍ رُوحي فِداكَ مِن الرَدى

وَإِن قَلَّ ما يُفدِي وَجَلَّ الَّذي يُفدى

تَمَتَّع بِدُنياكَ الَّتي قَد مَلأتَها

مِنَ الأَمنِ حَتّى أَصبَحَت حَرَماً مَهدا

وَدُونَكَ هَذا المَدحَ فَرداً نَظَمتُهُ

لِأَبلَجَ أَمسى واحِداً في النَدى فَردا

زَها زَهو هَذا السَفحِ بِالنَورِ فَاِكتَسى

بِوَجهِكَ حُسناً لا قَليلاً وَلا ثَمدا

شرح ومعاني كلمات قصيدة لك الخير هل أنساك شحط النوى عهدا

قصيدة لك الخير هل أنساك شحط النوى عهدا لـ ابن أبي حصينة وعدد أبياتها خمسة و أربعون.

عن ابن أبي حصينة

الحسن بن عبد الله بن أحمد بن عبد الجبار بن أبي حصينة أبو الفتح الشامي. شاعر من الأمراء ولد ونشأ في معرة النعمان بسورية انقطع إلى دولة بني مرداس في حلب فامتدح عطية بن صالح المرداسي فملكه ضيعة فأثرى. وأوفده ابن مرداس إلى الخليفة المستنصر العلوي بمصر رسولاً سنة 437هـ‍ فمدح المستنصر بقصيدة وأعقبها بثانية سنة 450هـ‍ فمنحه المستنصر لقب الإمارة. ثم كتب له سجلاً بذلك فأصبح يحضر في زمرة الأمراء ويخاطب بالإماره وتوفي في سروج. له (ديوان شعر -ط) طبع بعناية المجمع العلمي بدمشق مصدراً بمقدمة من إملاء أبي العلاء المعري وقد قرئ عليه.[١]

تعريف ابن أبي حصينة في ويكيبيديا

ابن أبي حصينة (388 هـ - 457 هـ / 998 - 1065م)، شاعر من أهل الشام. هو الحسن بن عبد الله بن أحمد بن عبد الجبار، أبو الفتح، ابن أبي حصينة السلمي. ولد ونشأ في معرة النعمان. انتقل إلى حلب وكانت تحت حكم بني مرداس. حقق أسعد طلس ديوانه عندما قطن بغداد.

[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن أبي حصينة - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي